ما هو الكوليرا ؟ الوباء الخطير الذي يجتاح اليمن .. معلومات صحية يجب أن تعرفها

الإثنين 08 مايو 2017 الساعة 02 مساءً / مأرب برس- رصد خاص.
عدد القراءات 5188


يجتاح الكوليرا مناطق ومحافظات يمنية عدة وينتشر بشكل سريع في ظل غياب جهات الاختصاص وذات العلاقة.

 

ولا توجد احصائية رسمية بحالات الاصابة واعداد الوفيات الا انه جرى تسجيل حالات وفيات خلال الايام الماضية في صنعاء والمحويت وكذا عشرات الاصابات في اكثر من محافظة يمنية كان اخرها اكتشاف حالات اصابة في يريم التابعة لمحافظة إب في ظل تكتيم سلطة الانقلابيين وغياب كامل لرعاية الصحية.

 و بالتزامن مع اكتشاف حالات اصابة جديدة بمحافظة #إب, قالت منظمة أطباء بلا حدود ان أكثر من 570 حالة على الأقل يشتبه في إصابتهم بالكوليرا في #اليمن.

ولكن! ما هو الكوليرا؟

اليكم معلومات من مراجع مختلفة جمعها مأرب برس حول الوباء الخطير :

الكوليرا مرض معدى يصيب الجهاز الهضمي و بتسببه باكتيريا اسمها فيبريو كوليرا (Vibrio cholera). ويصاب الانسان بـ الكوليرا اذا شرب أو أكل أطعمة ملوثة.

 

فترة الحضانة ( بين الاصابه بالمرض و ظهور الاعراض) ما بين 24 و 72 ساعه. اهم اعرضه هو الاسهال الشديد و فى حال الإهمال قد يتسبب فى الموت فى خلال 12 لـ 18 ساعه.


تُعدّ الكوليرا مِن الأمراضِ المُعدِية، وتنتَقل عن طَريقِ بكتريا تُسمى الفيبريو كوليرا من خلال الأشربة والأطعمة الملوّثة ببُرازِ الأشخاصِ المُصابين بهذا المرض. وتؤدّي الكوليرا إلى إصابةِ المريض بإسهالٍ حادٍ جداً، ويرتكز علاج الكوليرا على تقديم السّوائل للمريضِ، بينما تُعدّ أهم طُرق الوقايةِ منها هو تعقيم المياه المُستخدمة في الشربِ.
[١] أعراض الكوليرا لا تظهر أعراض الكوليرا لدى أغلبِ النّاس الذين يُصابون بها، ولكن ربع الأشخاص المُصَابين بالكوليرا يشعرون بأعراضٍ خفيفةٍ إلى مُتوسّطةٍ، وما يقارب خمسة بالمئة فقط من المُصابين تكون الكوليرا لديهم حادّة وتظهر أعراضها بشكل واضح، ومن الأعراض الشائعة للكوليرا ما يأتي:


 يُعاني المريض في الحالاتِ الشّديدة من إسهالٍ حادٍ جداً يميل لونهُ للبياضِ، وتكون رائحتهُ مثل رائحة السّمكِ، وفي أحيانٍ نادرةٍ جداً يُصاحبهُ مُخاطٌ ودم كذلك، ويصل عدد مرّات استخدام الحمّام من (10-20) مرّة في اليومِ، ممّا يؤدي إلى فقدانِ المريضِ كميّاتٍ كبيرةٍ جداً من السّوائلِ، والأملاح، والعناصر المُختلفة الموجودة في الجسمِ. قيء وارتفاعٍ في درجةِ الحرارة، إلا أنّه لا يكون ارتفاعاً شديداً؛ حيث يكون القيء على مدار اليوم، وتصل عدد مرّات التقيّؤ من (5-7) مرّات في اليوم، ويشمل أيّ شيءٍ يشربهُ أو يأكلهُ المريض. يُعاني المُصاب أيضاً من آلام في البطن، ويكون هذا الألم في جميع مناطق البطن ولا يتركّز في منطقة مُعيّنة، ويخفّ في كل مرّةٍ يذهب فيها المريض إلى الحمّام ثم يعود، وغالباً ما يصفه المريض بأنهُ ألمٌ مُتوسّط. يؤدّي فقدان السّوائل إلى معاناةِ المريض من الجفافِ؛ حيث ترتفع نبضات القلب، ويتسارع النَّفَس، ويُعاني المريض من عطشٍ شديدٍ لفقدانه كميّةٍ كبيرة من السّوائلِ، وجفاف في الجلدِ؛ فعند طيّ الجلد لا يعود إلى وضعهِ الطّبيعي، وقد يؤدّي الجفاف في بعضِ الحالات إلى فشل كلويّ خلال أقلّ من أربعٍ وعشرين ساعة. خلل في كيميائيّة الدّم وأملاحه تؤدّي إلى آلام في العضلات والمفاصل، بالإضافة إلى صدمة نقص حجم الدّم التي تُؤدّي إلى فقدان الوعي أو حتى الموت خلال ساعات معدودة، ويجب عدم الاستهانة بهذه الأعراض نهائيّاً. عند الأطفال تكون الأعراض مُشابهةً للبالغين، ولكن من الممكن أن تأخذ وقتاً أقصر لتظهر هذه العلامات، وفي العادة ما يُصاحب الجفاف لدى الطّفل نقصاً في مستوى السكّر في الدّم، ممّا يُؤدّي إلى الإغماء، ونوبات التشنّج العصبيّ. أسباب مرض الكوليرا يُسبّب هذا المرض بكتيريا تُسمّى الفيبريو كوليرا، وتسمى أيضاً الضمّة الكوليريّة، وعادةً ما توجد في الأغذيةِ أو المياه الملوثة، وتشمل ما يأتي:

شرب المياه المُلوّثة أو المخلوطة بمياهِ الصّرف الصحيّ، حيث ترتبط المياه المُلوّثة بانتقال الأمراض مثل الكوليرا، والإسهال، والتهاب الكبد (A)، وشلل الأطفال، والتّيفوئيد. الخضار التي نَمَت من المياه التي تحتوي على فضلات الإنسان. الأسماك النيئة أو المأكولات البحريّة المُستخرجة من المياهِ المُلوّثة بمياهِ الصّرفِ الصحيّ. الوقاية من مرض الكوليرا على الرّغم من وجود لقاح ضدّ الكوليرا إلّا أنّ مركز السّيطرة على الأمراض (CDC)، ومُنظّمة الصّحة العالميّة لا ينصحان بهِ عادةً؛ لأنّ جرعتهُ لا تحمي من الإصابةِ بالمرضِ للأبد؛ حيث إنّ مفعوله لا يستغرق سِوى بضعةِ أشهر إلى سنتين، ومع ذلك يمكنك لكل فرد حماية نفسه وعائلته باستخدام الماء الخالية تماماً من الجراثيم، والمياه التي تمّ تطهيرها كيميائياً، أو المياه المُعبّأة في زجاجاتٍ. كما يجب التأكّد من استخدامِ المياه المغلية، أو تطهيرها كيميائياً قبل استخدامها في ما يأتي:
 

 الشّرب. إعداد الطّعام. صنع الثّلج. الاستخدام اليوميّ للفرد؛ كتنظيف الأسنان، أو غسل الوجه واليدين. غسل الصّحون والأواني التي تُستخدم لتناول أو إعداد الطّعام. غسل الفواكه والخضروات. كما يجب على المريض اتّباع العديد من النّصائح للوقاية من الإصابة بمرض الكوليرا، منها: غلي الماء مدّةِ دقيقةٍ إلى ثلاث دقائقٍ على حرارةٍ مُرتفعةٍ، أو استخدام المُطهّر الكيميائيّ التجاريّ. تجنّب الأطعمة النّيئة مثل: الفواكه والخضروات غير المُقشّرة، والحليب، ومنتجات الألبان غير المُبسترة، واللحوم النّيئة أو غير المطبوخة، تجنّب تناول الأسماك التي تمّ صيدها في الشّعابِ الاستوائيّة والتي قد تكون مُلوّثةً بمياه الصّرف الصحيّ. علاج مرض الكوليرا إذا كان المريض يُعاني من إسهالٍ وقيءٍ شديدين، خاصّةً بعد تناول الأسماك النّيئة والمحار بشكل خاصّ، يجب عليه طلب مُساعدة طبيّة على الفور؛ فعلى الرّغمِ من أَنّ مرض الكوليرا قابلٌ للعلاج بشكل سريع إلا أنّه يجب توخّي الحذر من أعراضه؛ لأنّ الجفاف يُصيب جسم حامل المرض بشكلٍ سريع، وعندها يجب على المصابِ الإسراع في الحصولِ على العلاجِ واتّباع ما يأتي:

شرب المُرطّبات والماء؛ فهما الدُّعامة الأساسيّة لمرض الكوليرا اعتماداً على مدى شدّة الإسهال؛ حيث يكون العلاج عن طريقِ الفم، أو عن طريق الوريدِ لتعويضِ الجسم عن السّوائل المفقودة. المُضادّات الحيوية التي تقتل البكتيريا لا تُعتبر جزءاً من العلاجِ الطارئ في الحالاتِ الخفيفة، ولكنها يُمكن أن تُقلّل من مُدّة الإسهال بمُعدّل النّصف، كذلك تُقلّل إفراز البكتيريا، ممّا تُساعد على منع انتشار المرض. أخذ الأدوية المُضادّة للأعراض المُصاحبة لها، مثل أدوية القيء، والإسهال، وخافضات الحرارة.

  

الكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وقادرة على أن تودي بحياة المُصاب بها في غضون ساعات إن تُرِكت من دون علاج.

تشير تقديرات الباحثين إلى وقوع عدد يتراوح بين 1.3 و4.0 مليون حالة إصابة بالكوليرا سنوياً، وتسبب الكوليرا في وفيات يتراوح عددها بين 000 21 و000 143 وفاة بأنحاء العالم أجمع1.

لا يبدي معظم المصابين بعدوى الكوليرا أية أعراض، أو يبدون أعراضاً خفيفة للإصابة بها، ويمكن أن يتكلّل علاجهم بالنجاح بواسطة محلول الإمهاء الفموي.

يلزم علاج الحالات الوخيمة للإصابة بالكوليرا بواسطة حقن المريض بالسوائل عن طريق الوريد وإعطائه المضادات الحيوية.

يعد توفير المياه ومرافق الإصحاح المأمونة أمراً حاسماً لمكافحة الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه.

تُعتبر لقاحات الكوليرا الفموية وسيلة أخرى من وسائل مكافحة الكوليرا، ولكن ينبغي ألا تحل محل تدابير المكافحة التقليدية.

ينبغي إعطاء اللقاحات الفموية المأمونة المضادة للكوليرا بالاقتران مع إدخال تحسينات على خدمات إمدادات المياه ومرافق الإصحاح لمكافحة فاشيات الكوليرا والوقاية منها في المناطق التي ترتفع فيها خطورة اندلاعها.

والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بضمات بكتيريا الكوليرا، وهي ما زالت تشكل تهديداً عالمياً للصحة العمومية ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية. وتشير تقديرات الباحثين إلى وقوع عدد يتراوح تقريباً بين 1.3 و4.0 مليون حالة إصابة بالكوليرا سنوياً وإلى تسبب الكوليرا في وفيات يتراوح عددها بين 000 21 و000 143 وفاة بأنحاء العالم أجمع1.

 

الأعراض

 

الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد، ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، وهو يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة2. وتؤثر الكوليرا على كل من الأطفال والبالغين وبمقدورها أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.

 

ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصاً آخرين.

 

ومعظم الذين يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة، بينما تُصاب الغالبية بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يتسبب ذلك في الوفاة إذا تُرك من دون علاج.

 

تاريخ الكوليرا

 

انتشرت الكوليرا خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند. واندلعت بعد ذلك ست جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر عبر القارات كلها. أما الجائحة الحالية (السابعة) فقد اندلعت بجنوب آسيا في عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا في عام 1971 ومن ثم إلى الأمريكتين في عام 1991. وتتوطن الكوليرا الآن العديد من البلدان.

 

سلالات ضمات بكتيريا الكوليرا

 

هناك الكثير من المجموعات المصلية لضمات الكوليرا، على أن مجموعتين مصليتين منها حصراً، هما O1 وO139، تسببان اندلاع الفاشيات. وقد تسببت ضمات الكوليرا O1 في اندلاع جميع الفاشيات الأخيرة، فيما تسببت ضمات الكوليرا O139 - التي حُدِّدت لأول مرة ببنغلاديش في عام 1992 – في اندلاع فاشيات بالماضي، لم تتسبب بالآونة الأخيرة سوى في الإصابة بحالات مرضية متفرقة. و لم يتم التعرف عليها ابدا خارج آسيا. ولا يوجد فرق في الاعتلالات الناجمة عن المجموعتين المصليتين كلتيهما.

 

والمستودعات الرئيسية لضمات بكتيريا الكوليرا هي البشر ومصادر المياه الدافئة ذات الطعم الأُجاج إلى حد ما، مثل مصبّات الأنهار وبعض المناطق الساحلية التي ترتبط غالباً بتكاثر الطحالب. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن تغيّر المناخ يوجد بيئة مواتية لنمو البكتريا المسببة للكوليرا3.

 

وبائيات المرض وعوامل خطره وعبؤه

 

يمكن أن تكون الكوليرا مرضاً متوطناً أو وباءً. والمنطقة الموطونة بها هي عبارة عن منطقة يُكشف فيها عن حالات مؤكدة للإصابة بالكوليرا خلال فترة 3 سنوات من أصل السنوات الخمس الماضية بالاقتران مع وجود بيّنات تثبت سريان المرض فيها على الصعيد المحلي (ما يعني أن الحالات لا تفِدُ إليها من مكان آخر). وتُعرّف فاشية الكوليرا/ وباء الكوليرا على أنه وقوع حالة مؤكدة واحدة على الأقل للإصابة بالكوليرا مصحوبة ببيّنات تثبت سريان المرض على الصعيد المحلي في منطقة لا تنتشر فيها الكوليرا عادةً.

 

وثمة صلة وثيقة بين سريان الكوليرا وبين قصور إتاحة إمدادات المياه النظيفة ومرافق الإصحاح. وتشمل المناطق المعرضة للخطر من الناحية النموذجية الأحياء الفقيرة المتاخمة للمدن حيث تنعدم فيها البنية التحتية الأساسية، وكذلك مخيمات المشردين داخلياً أو اللاجئين التي لا تستوفي أدنى المتطلبات فيما يتعلق بتوفير إمدادات المياه النظيفة ومرافق الإصحاح.

 

ويمكن أن تسفر العواقب المترتبة على وقوع أية كارثة إنسانية - مثل تعطل شبكات المياه ومرافق الإصحاح أو نزوح السكان إلى مخيمات مكتظة وغير ملائمة – عن زيادة خطورة سريان الكوليرا إذا كانت بكتريا المرض موجودة فيها أو إذا وفدت إليها من مكان ما. ولم يسبق الإبلاغ عن أن الجثث غير المصابة بعدوى المرض قد شكلت مصدراً لانتشار الوباء.

 

واستمر عدد حالات الكوليرا التي يجري إبلاغ المنظمة بها في الارتفاع خلال السنوات القلائل الماضية، حيث أخطر 42 بلداً خلال عام 2015 بنحو 454 172 حالة، منها 304 1 وفيات4. ويُردّ التباين في تلك الأرقام والتقديرات المتعلقة بعبء المرض إلى عدم تسجيل العديد من الحالات بسبب القيود المفروضة على نظم الترصد والخوف من تأثيرها على التجارة والسياحة.

 

الوقاية والمكافحة

 

اتباع نهج متعدد التخصصات أمر أساسي للوقاية من الكوليرا ومكافحتها والحد من الوفيات الناجمة عنها، وهو نهج ينطوي على استخدام توليفة تضم أنشطة الترصد وتوفير إمدادات المياه وممارسا النظافة الشخصية والتعبئة الاجتماعية والعلاج وإعطاء لقاحات الكوليرا الفموية.

 

الترصد

 

ينبغي أن يشكّل ترصد الكوليرا جزءاً من نظام متكامل لترصد المرض يشمل جمع التعليقات عليه على المستوى المحلي وتبادل المعلومات عنه على المستوى العالمي.

 

ويُكشف عن حالات الكوليرا على أساس الاشتباه في أعراضها السريرية لدى المرضى الذين يعانون من إسهال مائي حاد ووخيم، ومن ثم يُؤكّد هذا الاشتباه بواسطة تحديد ضمات الكوليرا في عينات البراز المأخوذة من المرضى المتأثرين بالكوليرا. ولا غنى عن القدرات المحلية للكشف عن حالات الإصابة بالكوليرا (وتشخيصها) ورصدها (وجمع البيانات عنها وتصنيفها وتحليلها) لإنشاء نظام فعال لترصدها وتخطيط تدابير مكافحتها.

 

وتُشجّع البلدان المجاورة للمناطق المتضررة بالكوليرا على تعزيز ترصد مرض الكوليرا والتأهب لمواجهته على الصعيد الوطني بغية الإسراع في الكشف عن فاشياته والتصدي لها في حال انتشارها عبر الحدود. وما عاد الإخطار بجميع حالات الكوليرا إلزامياً بموجب اللوائح الصحية الدولية، ولكن يجب أن تخضع دوماً أحداث الصحة العمومية التي تشمل الإصابة بالكوليرا للتقييم في ضوء المعايير المنصوص عليها في تلك اللوائح للبت فيما إذا كان يلزم الإخطار بها رسمياً.

 

التدخلات المنفّذة فيما يخص إمدادات المياه ومرافق الإصحاح

 

الحل الطويل الأجل لمكافحة الكوليرا (والمُجدي في مكافحة جميع الأمراض المنقولة عن طريق تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوثة بالفيروسات المنقولة بالبراز) هو حل يكمن في تحقيق التنمية الاقتصادية وحصول الجميع على مياه الشرب المأمونة ومرافق الإصحاح الملائمة، وهي تدابير تؤمن الوقاية من الكوليرا المتوطنة ووباء الكوليرا على حد سواء.

 

وفيما يلي إجراءات تستهدف تحسين الظروف البيئية:

 

إقامة شبكات توزيع المياه بواسطة الأنابيب ومرافق لمعالجة المياه (بالكلور)

تنفيذ تدخلات على مستوى الأسر المعيشية (تنقية المياه بواسطة المرشحات أو تعقيمها بالمواد الكيميائية أو بالطاقة الشمسية، وتخزين المياه على نحو مأمون)

إنشاء شبكات لتصريف مياه المجارير على نحو مأمون، بما فيها مياه المراحيض.

ويستدعي تنفيذ العديد من هذه التدخلات توظيف استثمارات كبيرة على المدى الطويل وصيانتها باستمرار، ممّا يجعل أمر تمويلها ودعمها صعباً على البلدان الأقل نمواً التي تمسّ فيها الحاجة إلى تلك التدخلات.

 

العلاج

 

إن الكوليرا مرض سهل العلاج، ويمكن أن يتكلّل علاج معظم المصابين به بالنجاح من خلال الإسراع في إعطائهم محاليل الإمهاء الفموي. ويُذاب محتوى الكيس القياسي من محلول الإمهاء الفموي الذي توزّعه المنظمة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في لتر واحد من المياه النظيفة، وقد يحتاج المريض البالغ إلى كمية تصل إلى 6 لترات من هذا المحلول لعلاج الجفاف المعتدل في اليوم الأول من إصابته بالمرض.

 

أما المرضى الذين يعانون من جفاف شديد فهم معرضون لخطر الإصابة بالصدمة ويلزم الإسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد. ويحتاج شخص بالغ وزنه 70 كيلوغراماً إلى حقنه بكمية من السوائل قدرها 7 لترات على الأقل عن طريق الوريد، علاوة على إعطائه سوائل الإمهاء الفموي أثناء علاجه. كما يُعطى هذا النوع من المرضى المضادات الحيوية المناسبة لتقليل مدة الإسهال، والحد من كمية المأخوذ من سوائل الإماهة اللازمة، وتقصير مدة إفراز ضمات الكوليرا في البراز.

 

ولا يُوصى بإعطاء المضادات الحيوية على نحو جماعي لأنها لا تؤثر تأثيراً مُجرّباً على انتشار الكوليرا، وتسهم في زيادة مقاومتها لمضادات الميكروبات.

 

وإتاحة العلاج بسرعة ضرورية أثناء اندلاع إحدى فاشيات الكوليرا، وينبغي إتاحة محاليل الإمهاء الفموي في المجتمعات المحلية، فضلاً عن إتاحة مراكز كبرى قادرة على حقن المرضى بالسوائل عن طريق الوريد ورعايتهم على مدار الساعة. وينبغي أن يبقى معدل الإماتة في الحالات بنسبة أقل من 1% بفضل الإبكار في إعطاء العلاج المناسب.

 

الترويج لممارسات النظافة الشخصية والتعبئة الاجتماعية

 

ينبغي أن تفضي حملات التثقيف الصحي المُكيّفة وفقاً للأعراف الثقافية والمعتقدات المحلية إلى الترويج لاعتماد الممارسات المناسبة في مجال النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بالماء والصابون وإعداد الطعام وتخزينه على نحو مأمون والتخلص من غائط الأطفال على نحو آمن. ويجب تكييف الممارسات المتبعة فيما يخص جنازات الأفراد الذين يقضون بسبب الكوليرا على نحو يؤمن وقاية الحاضرين في مراسم الجنازة من الإصابة بعدوى المرض، كما ينبغي الترويج للرضاعة الطبيعية.

 

وعلاوة على ذلك، ينبغي تنظيم حملات توعية أثناء اندلاع الفاشيات وتزويد المجتمع المحلي بالمعلومات عن المخاطر والأعراض المحتملة للكوليرا والاحتياطات الواجب اتخاذها لتجنب الإصابة بها وزمن الإبلاغ عن حالات الإصابة بها ومكانه والسعي إلى طلب العلاج فوراً عند ظهور أعراضها. كما ينبغي تبادل مواقع مرافق العلاج المناسب.

 

لقاحات الكوليرا الفموية

 

يوجد حالياً 3 لقاحات فموية مضادة للكوليرا من اللقاحات التي اختبرت المنظمة صلاحيتها مسبقاً، وهي كالتالي: لقاح ديوكورال (Dukoral®) ولقاح شانتشول (Shanchol™) ولقاح يوفيتشول (Euvichol®). ويلزم أخذ جرعتين من جميع تلك اللقاحات الثلاثة من أجل توفير الحماية الكاملة5.

 

ويُعطى لقاح ديوكورال للبالغين مع محلول مخمّد تلزمه كمية قدرها 150 ملليلتر من المياه النظيفة. ونظراً إلى أن الحصول على المياه النظيفة غالباً ما يكون محدوداً في المناطق التي ينتشر فيها وباء الكوليرا بأنواعه، فإن هذا اللقاح يُعطى أساساً للمسافرين، ويزوّد الشخص المُلقّح به بحماية تصل نسبتها تقريباً إلى 65% ضد الكوليرا لمدة سنتين.

 

أما اللقاحان شانتشول ويوفيتشول فهما لقاحان متطابقان من إنتاج شركتين مختلفتين، ولا يحتاجان إلى محلول مخمّد لإعطائهما، ممّا يسهّل عملية إعطائهما لأعداد كبيرة من الناس في حالات الطوارئ. ويجب أن تكون هناك فترة فاصلة قدرها أسبوعان كحد أدنى بين كل جرعة من هذين اللقاحين، على أن جرعة واحدة من اللقاح توفر قدراً معيناً من الحماية، ومن ثم تُعطى جرعة ثانية من اللقاح في وقت لاحق.

 

ويوفر اللقاحان المذكوران للأفراد الحاصلين عليهما حماية نسبتها 65% تقريباً ضد الكوليرا لمدة تصل إلى 5 سنوات عقب تمنيعهم بهما في المناطق الموبوءة.، وبذا تستمر معدلات إصابتهم بالكوليرا في الانحسار إثر انخفاض دورات ضمات بكتيريا الكوليرا بين صفوفهم بسبب تقليل عدد المصابين منهم بالمرض، وتُسمى هذه الحماية الإضافية الحماية الجماعية.

 

وحدّدت المنظمة في عام 2013 مخزوناً قدره مليونا جرعة من اللقاحات لأغراض استعمالها لمكافحة الفاشيات وأثناء الطوارئ، وهو مخزون يديره فريق التنسيق الدولي المكوّن من كلّ من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية.

 

وتتولى فرقة العمل العالمية المعنية بمكافحة الكوليرا إتاحة اللقاحات في الحالات غير الطارئة (انظر استجابة منظمة الصحة العالمية في القسم الوارد أدناه). وتُعطى في تلك الحالات لقاحات الكوليرا الفموية في إطار تنفيذ خطة أطول أجلاً لمكافحة الكوليرا، بوسائل منها تعزيز الجوانب الأخرى لمكافحتها. أما في البلدان المؤهلة للحصول على الدعم المالي، فإنها تحصل عليه من التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، التحالف المعني باللقاحات، من أجل شراء ما يلزمها من لقاحات.

 

واستُعمِلت أكثر من 5 ملايين جرعة من لقاحات الكوليرا الفموية في حملات التمنيع الجماعية التي شُنّت بدعم من المنظمة في المناطق التي تشهد اندلاع فاشيات الكوليرا فيها وتلك التي تشتد فيها خطورة اندلاعها أثناء نشوب الأزمات الإنسانية، وفيما بين صفوف السكان الذين يعيشون في مناطق موطونة بالداء بشدّة، والمعروفة باسم "البؤر الساخنة".

 

وقد أتاح استعمال لقاحات الكوليرا الفموية المجال أمام جمع البيّنات عن مدى فعالية وجدوى تنفيذ حملات التمنيع بلقاحات الكوليرا الفموية وإثبات فعالية تلك الحملات وجدواها، بوصفها من أدوات الصحة العمومية التي تحمي فئات السكان التي ترتفع بين صفوفها خطورة الإصابة بالكوليرا.

استجابة منظمة الصحة العالمية

 

أُعِيد في عام 2014 تفعيل عمل فرقة العمل العالمية المعنية بمكافحة الكوليرا مع أمانتها التي تتخذ من المنظمة مقرّاً لها. وهذه الفرقة هي عبارة عن شبكة تضم أكثر من 50 جهة شريكة ناشطة في مجال مكافحة الكوليرا على مستوى العالم، ومنها مؤسسات أكاديمية ومنظمات غير حكومية ووكالات وطنية متحدة. وتعمل المنظمة من خلال فرقة العمل العالمية المعنية بمكافحة الكوليرا وبدعم من تلك الجهات المانحة على تحقيق ما يلي:

 

الترويج لإعداد وتنفيذ استراتيجيات عالمية تسهم في تنمية القدرات اللازمة للوقاية من الكوليرا ومكافحتها على الصعيد العالمي؛

وتهيئة منتدى لتبادل المعلومات التقنية عن الكوليرا وتنسيق الأنشطة المتصلة بمكافحتها والتعاون في الاضطلاع بتلك الأنشطة تعزيزاً لقدرات البلدان على الوقاية من الوباء ومكافحته؛

وتزويد البلدان بالدعم اللازم لتنفيذ استراتيجيات فعالة لمكافحة الكوليرا ورصد التقدم المُحرز في تنفيذها؛

ونشر المبادئ التوجيهية التقنية والأدلة التشغيلية في هذا المضمار؛

وتقديم الدعم في ميدان إعداد برنامج للبحوث يشدّد على تقييم النهوج المبتكرة بشأن الوقاية من الكوليرا ومكافحتها في البلدان المتضررة بها؛

وإبراز وباء الكوليرا بوصفه مشكلة كبيرة من مشاكل الصحة العمومية في العالم من خلال نشر المعلومات عن الوقاية منه ومكافحته والاضطلاع بأنشطة فيما يخص الدعوة إلى دعم الوقاية منه ومكافحته على الصعيدين الوطني والإقليمي والصعيد العالمي، وتعبئة الموارد اللازمة لتقديم ذاك الدعم.

المزيد من المعلومات عن فرقة العمل العالمية المعنية بمكافحة الكوليرا - بالإنكليزية

مجموعات علاج الكوليرا

وضعت المنظمة عدداً من مجموعات علاج الكوليرا ضماناً لفعالية ونجاعة نشر المواد اللازمة للتحقيق في فاشياتها وتأكيدها، فضلاً عن علاج المرضى المصابين بها.

 

وقامت المنظمة في عام 2016 بعد التشاور مع الشركاء في التنفيذ بتنقيح مجموعات علاج الكوليرا من أجل تحسين تلبية الاحتياجات، وفيما يلي هذه المجموعات البالغ عددها 6 مجموعات إجمالاً:

 

مجموعة واحدة للتحقيق في فاشيات الكوليرا

مجموعة أخرى تزوّد المختبرات بمستلزمات تأكيد حالات الكوليرا

3 مجموعات خاصة بالمستويين المجتمعي والمحيطي والمستوى المركزي

مجموعة واحدة للدعم بالمواد اللوجستية، مثل المصابيح الشمسية ولوازم التسييج وقِرَب المياه والصنابير.

وتوفر كل واحدة من مجموعات العلاج مواد تكفي لمعالجة 100 مريض، وهذه المجموعات المُنقّحة مجدّداً من مجموعات علاج الكوليرا معدّة لغرض المساعدة في التأهب لمواجهة أية فاشيات محتملة للكوليرا وتقديم الدعم خلال الشهر الأول من الاستجابة لها استجابة أولية.

الكوليرا، والتي تعرف أحيانا باسم الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية، هي الأمراض المعوية المعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي.[ وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين. ولقد كان يُفترض لفترة طويلة أن الإنسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا، ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئات المائية يمكن أن تعمل كمستودعات للبكتيريا.

ضمة الكوليرا هو جرثوم سلبي الجرام ينتج ذيفان الكوليرا، وهو ذيفان معوي، يعمل على تبطين الأغشية المخاطية ل الأمعاء الدقيقة، وهذه العملية هي المسؤولة عن هذا السمة الأكثر بروزا للمرض، الإسهال المستنزف.[1] وفي أشكاله الأكثر حدة، الكوليرا هي واحدة من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة، وقد ينخفض ضغط الدم في الشخص السليم إلى مستويات انخفاض الضغط في غضون ساعة من بداية ظهور أعراض المرض؛ وقد يموت المرضى المصابين في غضون ثلاث ساعات إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي.[1] وفي السيناريو الشائع، يتطور المرض من البراز السائل أولا إلى صدمة في غضون من 4 إلى 12 ساعة، ملحقا بالوفاة في غضون من 18 ساعة إلى عدة أيام، ما لم يُقدم العلاج الإماهي عن طريق الفم (أو في الوريد، في الحالات الأكثر خطورة).

معظم حالات الكوليرا المبلغ عنها في جميع أنحاء العالم تحدث في أفريقيا. فمن المقدر أن معظم حالات الكوليرا المبلغ عنها هي نتيجة لسوء نظم الترصد، وبخاصة في أفريقيا. ويقدر معدل الوفيات ب 5 ٪ من مجموع الحالات في أفريقيا،

العلاج

 

يمكن علاج معظم حالات الكوليرا بنجاح بواسطة المُعَالَجَةٌ بالإِمْهَاءِ الفَمَوِيّ. ويعتبر الاستبدال الفوري للمياه والكهارل هو العلاج الرئيسي لمرض الكوليرا، بسبب سرعة حدوث الجفاف ونضوب الكهارل. وتعد المُعَالَجَةٌ بالإِمْهَاءِ الفَمَوِيّ (أو ار تي) فعالة للغاية وآمنة وسهلة التطبيق. أما في الحالات التي يكون بها كيس الطبيب (أو ار تي) المنتج تجاريا باهظ الثمن أو صعب الحصول عليه، فهناك حلول بديلة منزلية الصنع باستخدام الصيغ المختلفة للمياه والسكر وملح الطعام، وصودا الخبز، والفاكهة والتي تعتبر وسائل ذات تكلفة أقل لاشباع الكهارل. وفي حالات الكوليرا الشديدة مع حدوث جفاف خطير، قد يكون تطبيق حلول الإماهة عن طريق الوريد ضروريا.

تعمل المضادات الحيوية على تقصير مسار المرض، والحد من شدة أعراضه. ومع ذلك يظل العلاج بالإمهاء الفموي هو العلاج الرئيسي. وعادة ما يسخدم التتراسيكلين كالمضاد الحيوي الأساسي، على الرغم من أن بعض سلالات ضمة الكوليرا أظهرت وجود مقاومة. وتشمل المضادات الحيوية الأخرى التي قد ثبت أنها فعالة ضد ضمة الكوليرا : الكوتريمازول، الاريثروميسين، الدوكسيسيكلين، الكلورامفينيكول، والفورازوليدون. ويمكن استخدام الفلوروكينولون مثل نورفلوكساسين أيضا، ولكن تم الإبلاغ عن بعض المقاومة له

تتوافر طرق تشخيص سريعة للتعرف على ضمة الكوليرا المقاومة للأدوية المتعددة. وقد تم اكتشاف جيل جديد من مضادات الميكروبات والتي أثبتت فعالية ضد ضمة الكوليرا في الدراسات المعملية.

ويتأثر نجاح العلاج كثيرا بسرعة وطريقة العلاج. فإذا تم علاج مرضى الكوليرا بسرعة وبشكل صحيح، يصبح معدل الوفيات أقل من 1 ٪، ولكن مع عدم علاج الكوليرا يرتفع معدل الوفيات إلى 50-60 ٪.

الوقاية

على الرغم من تهديد وباء الكوليرا للحياة، فعادة ما تكون الوقاية من هذا المرض واضحة إذا ما تم اتباع ممارسات صحية سليمة. ففي العالم الأول، وبسبب تقدم معالجة المياه والممارسات الصحية، لم تعد الكوليرا تمثل تهديدا صحيا كبيرا. وقد وقع آخر تفشي كبير لوباء الكوليرا في الولايات المتحدة في 1910-1911.[12][13] وينبغي على المسافرين ادراك كيفية انتقال المرض وما يمكن القيام به لمنع ذلك. فعادة ما يكون وضع والتقيد بالممارسات الصحية الفعالة في الوقت المناسب، كافي لوقف هذا الوباء. وهناك عدة نقاط على المسار الانتقالي لوباء الكوليرا، والتي ربما (ينبغي) عندها ايقاف انتشار هذا الوباء:

 

التعقيم: يعد التخلص والمعالجة السليمة لمياه الصرف الناتجة عن ضحايا الكوليرا، وجميع المواد الملوثة (مثل الملابس والشراشف، الخ) أمر ضروري. فجميع المواد التي تلامس مرضى الكوليرا ينبغي أن تعقم عن طريق الغسيل في ماء ساخن باستخدام الكلور المبيض إذا كان ذلك ممكنا. وينبغي تننظيف وتعقيم الأيدي التي تلامس مرضى الكوليرا أو ملابسهم، الشراشف وغيرها، بالمياه المعالجة بالكلور أو غيرها من العوامل الفعالة المضادة للجراثيم.

مياه المجاري: يساعد العلاج المضاد للبكتيريا لمياه المجاري العامة بواسطة الكلور والأوزون والأشعة فوق البنفسجية أو غيرها من أشكال المعالجة الفعالة قبل أن تدخل إلى المجاري المائية أو إمدادات المياه الجوفية، على منع المرضى غير المشخصين من نشر المرض دون قصد.

مصادر المياه: ينبغي نشر تحذيرات حول احتمال حدوث تلوث بسبب وباء الكوليرا، حول مصادر المياه الملوثة مع تعليمات حول كيفية تطهير المياه (الغليان، وما إلى ذلك بالكلور) للاستخدام المحتمل.

تنقية المياه: ينبغي تعقيم المياه المستخدمة للشرب والغسيل والطهي بواسطة الغليان، المعالجة بالكلور، معالجة المياه بالأوزون، التعقيم بالضوء فوق البنفسجي، أو الترشيح ضد البكتيريا، في أي منطقة قد يتواجد بها وباء الكوليرا. غالباما تكون المعالجة بالكلور والغليان أقل تكلفة وأكثر الوسائل فعالية لوقف انتقال العدوى. وعلى الرغم من بدائية فلتر القماش، إلا أنه أدى إلى انخفاض كبير في حدوث وباء الكوليرا، عند استخدامه في القرى الفقيرة في بنغلاديش التي تعتمد على المياه السطحية غير المعالجة. وتعد المرشحات المضادة للبكتيريا مثل تلك الموجودة في معدات التنزه ومعالجة المياه الفردية المتقدمة هي الأكثر فعالية. وتعتبر دراسة الصحة العامة والتقيد بالممارسات الصحية السليمة، ذات أهمية أساسية للمساعدة في منع ومكافحة انتقال الكوليرا والأمراض الأخرى.

ويتوافر في بعض البلدان لقاح لمرض كوليرا، ولكن لا يوصى الآن بالاستخدام الوقائي الروتيني من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية.
 وخلال السنوات الأخيرة، تم احراز تقدما ملموسا في تطوير لقاحات فموية جديدة لمكافحة وباء الكوليرا. وهناك لقاحان فمويان ضد الكوليرا، قد تم تقييمها بواسطة متطوعين من البلدان الصناعية ومن مناطق الكوليرا المتوطنة، وهما متوافران تجاريا في عدة بلدان: أحدهما يتكون من خلية مقتولة بالكامل لضمة الكوليرا (O1) في تركيبة مع وحيدات مأشوبة منقاة من ذيفان الكوليرا ولقاح فموي موهن حي، والذي يحتوي على سلالة ضمة الكوليرا O1 المعدلة وراثيا CVD 103 - HgR. مظهر ضمة الكوليرا انعكس على الجهود المبذولة من أجل تطوير لقاح فعال وعملي، إذ أن كل اللقاحات المتوافرة حاليا غير فعالة ضد هذه السلالة.[15] واللقاح الأحدث (اسم الألامة التجارية: Dukoral)، وهو لقاح فموي خلية كاملة معطلة، ويبدو أنه يوفر مناعة أفضل نوعا ما وينتج عنه عددا أقل من الآثار الضارة الناجمة عن اللقاحات المتوفرة سابقا.[
 ويتوفر هذه اللقاح الآمن والفعال للاستخدام من قبل الأفراد والعاملين في المجال الصحي. ويجري العمل حاليا على التحقيق في دور التطعيم الجماعي.

يسمح الترصد الحساس والإبلاغ السريع باحتواء وباء الكوليرا بسرعة. وقد تتواجد الكوليرا كمرض موسمي في كثير من البلدان المتوطنة، حيث يحدث سنويا غالبا خلال مواسم الأمطار. ويمكن لنظط الترصد أن توفر إنذارات مبكرة للتفشي، وبالتالي تؤدي إلى استجابة منسقة، والمساعدة في إعداد خطط التأهب. ويمكن أيضا لنظم الترصد الفعالة أن تحسن من تقييم المخاطر المحتملة لتفشي وباء الكوليرا. ويقدم فهم موسمية وموقع الانتشار التوجيه لتحسين أنشطة مكافحة الكوليرا لأكثر الفئات عرضة للمرض. هذا وسوف تساعد أيضا في وضع مؤشرات للاستخدام المناسب للقاح الكوليرا الفموي.[

قابلية الإصابة

تشير أحدث البحوث الوبائية إلى أن حساسية الفرد للتعرض لمرض الكوليرا (وغيرها من العدوى الاسهالية) تتأثر بنوع الدم: فالأكثر عرضة هم ذوي فصيلة الدم O، في حين أن الأكثر مقاومة للمرض هم ذوي فصيلة AB. وبين هذين النقيضين هناك أنواع الدم A وB، حيث أن فصيلة A أكثر مقاومة من فصيلة B. [بحاجة لمصدر]

يجب استيعاب حوالي مليون بكتريا من ضمة الكوليرا للتسبب في وباء الكوليرا عند البالغين الأصحاء، ومع ذلك يلاحظ زيادة إمكانية التعرض في الأشخاص الذين لديهم نظام مناعة ضعيف، والأفراد المصابون بانخفاض حموضة المعدة (اعتبارا من استخدام مضادات الحموضة،) أو أولئك الذين يعانون من سوء التغذية.

كما تم الافتراض بأن الطفرة الجينية للتليف الكيسي قامت بالإبقاء على البشر بسبب وجود ميزة انتقائية : حاملات متغايرة الزيجوت للطفرة (الذين لا يتأثرو بالتليف الكيسي) أكثر مقاومة لعدوى ضمة الكوليرا.[18] وفي هذا النموذج، يتداخل النقص الوراثي في بروتينات القناة المنظمة للتليف الكيسي transmembrane، مع البكتيريا الملزمة للظهارة المعوية، وبالتالي تقليل آثار العدوى.

الانتقال

 

يعاني المصابون بالكوليرا من الإسهال الحاد. هذا الإسهال ذا السيولة العالية، يشار إليه بالعامية باسم "براز ماء-الأرز"، وهو يحمل البكتيريا التي يمكن ان تصيب المياه المستخدمة من قبل أشخاص آخرين. وتنتقل الكوليرا من شخص إلى آخر عن طريق ابتلاع المياه الملوثة ببكتيريا الكوليرا، وعادة ما تكون من البراز أو غيرها من النفايات السائلة. وعادة ما يكون مصدر التلوث هو مرضى الكوليرا، حيث يتم السماح لمخرجات الإسهال بالوصول إلى مجاري المياه، أو إلى المياه الجوفية، أو إمدادات مياه الشرب. ويمكن للماء الملوث وأي أطعمة تم غسلها في الماء، وكذلك المحار الذي يعيش في الممر المائي المصاب، ان يسبب العدوى. ونادرا ما ينتشر وباء الكوليرا بشكل مباشر من شخص إلى آخر. تتواجد ضمة الكوليرا بشكل طبيعي في العوالق الحيوانية للماء العذب، قليل الملوحة، والمالح، حيث تعلق في المقام الأول في الهيكل الكيتيني الخارجي.[19] وتوجد سلالات سامة وغير سامة. حيث تحصل السلالات غير السامة على سميتها من خلال الجراثيم المستذيب.[20] وتفشى الكوليرا الساحلية عادة ما يتبع تفتح العوالق الحيوانية، مما يجعل الكوليرا مرضا حيواني المنشأ.

إمكانية مساهمة الإنسان في الانتقال

تصادف بكتيريا الكوليرا التي تنمو في المختبر صعوبة تتزايد بعد ذلك في البشر دون صقل إضافي لحمض المعدة. وفي دراسة أجريت عام 2002 في كلية الطب، جامعة تفتس، وُجد أن حموضة المعدة هي أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في انتشار الوباء.[21] وفي النتائج التي توصلوا إليها، ووجد الباحثون أن استعمار الإنسان يخلق حالة عدوى بكتيرية مفرطة تبقى بعد الانتشار، والتي قد تسهم في انتشار الوبائي للمرض. وعند تخضع هذه العدوى البكتيرية المفرطة لعملية النسخ، وُجد أنها تنتج حالة فسيولوجية وسلوكية فريدة من نوعها، والتي اتسمت بمستويات عالية من التعبير عن الجينات اللازمة للاكتساب الغذائي والحركة، ومستويات التعبير المنخفض عن الجينات المطلوبة للانجذاب الكيميائي الجرثومي. وبالتالي، يمكن تعجيل انتشار الكوليرا عن طريق فسيولوجية المضيف.

التشخيص

يتم التشخيص السريري في الحالات الوبائبة عن طريق أخذ تاريخ الأعراض من المريض وعن طريق فحص مختصر فقط. وعادة ما يبدأ العلاج مع أو قبل المصادقة على التحليل المختبري للعينات.

وتعتبر عينات البراز والقطيلة التي يتم جمعها في المرحلة المزمنة من المرض، قبل إعطاء المضادات الحيوية، هي العينات الأكثر افادة للتشخيص المعملي. فإذا اشتبه في وجود وباء الكوليرا، فيكون العامل المسبب الرئيسي للمرض هو ضمة الكوليراO1. إذا كانت ضمة الكوليرا O1 المصلية ليست معزولة، ينبغي للمختبر اختبار ضمة الكوليرا O139 . ومع ذلك، إذا لم يكن أي من هذه الكائنات معزول، فمن الضروري أن ترسل عينات البراز إلى مختبر مرجعي. ينبغي الإبلاغ والتعامل مع الإصابة بفيروس ضمة الكوليرا O139 بالطريقة نفسها التي تسببها ضمة الكوليرا O1 . وينبغي الإشارة إلى داء الإسهال المرافق على أنه وباء الكوليرا، ويجب الإبلاغ عن حالة من حالات الكوليرا إلى السلطات المعنية بالصحة العامة.