أردوغان يفتتح واحد من أكبر مساجد أوروبا بألمانيا وبرلين تسعى لطي خلافاتها مع إسطنبول

السبت 29 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 5025

 

 

وسط إجراءات أمنية مشددة، يفتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الليلة مسجدا جديدا في كولونيا الألمانية هو أحد أكبر المساجد في البلاد وحتى في أوروبا، وفق تقارير صحفية.

ويمثل افتتاح المجمع المحطة الأخيرة من زيارة الدولة التي يقوم بها أردوغان إلى ألمانيا سعيا لطي صفحة عامين من التوتر بين البلدين.

ويقع المسجد ضمن مجمع شيّده الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية الذي تربطه صلات وثيقة مع السلطات في تركيا.

وشيد المسجد بالإسمنت والزجاج، ويصل ارتفاع مئذنته إلى 55 مترا ويبلغ قطر قبته 36 متراً ومساحته 4500 متر. وهو مصمم ليكون رمزا للانفتاح، بحسب مهندسه بول بوم.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن المسجد يتسع لآلاف المصلين. في حين ذكرت الأناضول أن المجمع الإسلامي الذي يضم المسجد، يعتبر أيقونة جديدة في المدينة الواقعة غربي البلاد.

فإلى جانب المسجد، يضم المجمع مركز تسوق وقاعة معارض وأخرى للندوات تتسع لـ600 شخص، وموقفًا يتسع لـ120 سيارة، إضافة إلى مكتبة عامة ومكاتب للدراسة.

وطالبت سلطات مدينة كولونيا الألمانية بتجنب دخول المنطقة المحيطة بالمسجد المركزي للمدينة، وتم إلغاء ندوة كان مزمعا إقامتها خارج المسجد بحضور آلاف الزائرين وذلك لدواع أمنية.

خطة أمنية

وتم تشكيل منطقة أمنية واسعة حول المسجد، وأحيطت المنطقة بآلاف من أفراد الشرطة، حيث رفعت سلطات المدينة حالة التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى.

وكان اتحاد الشؤون الدينية التركي الألماني (ديتيب) دعا على موقع فيسبوك إلى حضور ندوة في مسجد كولونيا، وتوقع حضور ما يصل إلى 25 ألف زائر، وفي وقت لاحق عبّر عن احترامه لقرار السلطات إلغاء الندوة.

وكانت سلطات كولونيا طالبت بأن تكون هناك خطة أمنية كافية تتضمن توفير مسعفين وإمكانات مغادرة المكان في حال حدوث طوارئ، لكنها أفادت بأنه لم تتم الاستجابة لمطالبها.

وإلى جانب افتتاح مسجد كولونيا، نظمت مسيرات عدة في المدينة بمناسبة زيارة أردوغان.

وتعود قصة المسجد إلى عام 1984، حين قررت 200 جمعية إسلامية بناء جامع في مكان يُستخدم مستودعًا لمصنع في المنطقة.

ومع مرور الزمن، ضاقت مساحة الجامع القديم على مسلمي المدينة الذين تتزايد أعدادهم بشكل كبير، وخصوصًا لدى إقامة الفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية.

وفي عام 2001، تقدم الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية بطلب إلى بلدية كولونيا الكبرى لإنشاء جامع جديد مكان القديم، ولكن كان عليه الانتظار حتى العام المقبل لتلقي موافقة تشترط تنظيم مسابقة لتصميم المشروع.

مسابقة هندسية

وبحلول عام 2005، وبمشاركة 111 معماريا نُظّمت مسابقة دولية لتقديم مخطط يتناسب مع المظهر المعماري للمدينة، ومع التراث الإسلامي في الوقت ذاته، ويساهم في إكساب المدينة ثراء معماريا، وفاز بها المعماري الألماني باول بوهم.

وجرت المصادقة على بناء الجامع عام 2008، وقد شارك في وضع حجر الأساس رئيس الشؤون الدينية التركية آنذاك علي أرباش أوغلو.

وفي عام 2012، افتُتح جزء من الجامع للصلاة، وبدأت نهاية عام 2014 أعمال الديكور الداخلي بإشراف من المعمارية التركية ماريا أيقاتش، وبتنفيذ مختصين وفنانين في النقش والخط العربي.

في المقابل، احتشد المئات صباح السبت في كولونيا وراء لافتة ضخمة كتب عليها "أردوغان غير مرحب به".

وقال توماس -وهو ألماني في الثانية والعشرين من عمره- إنه جاء للدفاع عن حرية الصحافة. وأضاف "أتفهم أن يذهب إلى برلين. لكن مجيئه إلى كولونيا مستفز".

وكان أنصار اليمين المتطرف قدموا طعونا عدة ضد بناء المسجد بحجة الخوف من "تحوّل كولونيا إلى مركز للإسلاميين على غرار ما حصل في لندن"، لكن مطالبهم رفضت في نهاية المطاف.