القمة العربية في فضاء التواصل الاجتماعي: سخرية وحزن وصراع جبهات!

الثلاثاء 02 إبريل-نيسان 2019 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس-Dw
عدد القراءات 3022

 

لم يصدر عن القمة العربية تونس ربما قرارات مصيرية، إلا أنها تسببت في حديث وسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، بدءاً بانسحاب مبكر لأمير قطر وظهور مفاجئ لرئيس مصر وغياب كامل لدولة ونوم رئيس دولة أخرى!

اختتمت القمة العربية فعالياتها بكل ما جاء فيها من "أقوال" عن السعي لتجاوز الخلافات العربية و"أفعال" تشير إلى عكس ذلك، ليتوزع انتباه مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على عدة أمور جرت في القاعة التي جمعت القادة العرب معاً.
الانسحاب القطري ليس مفاجأة
فقد حظي انسحاب أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من الجلسة الافتتاحية للقمة العربية باهتمام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. واكتفى البعض بتداول مقطع فيديو للحظة مغادرة الأمير في إشارة إلى الاعتراض القطري على ما جاء في كلمة أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية.
وفي حوار أجرته DW عربية، لم يعتبر الكاتب الصحفي ورئيس مركز الدراسات المغاربية، رشيد خشانة، مغادرة أمير قطر للجلسة الافتتاحية للقمة "مفاجأة غير متوقعة"، بسبب موقف قطر القديم من الجامعة العربية. ويقول خشانة: "تنظر دولة قطر لجامعة الدول العربية باعتبارها تابعة لوزارة الخارجية المصرية، حتى أن الأمر وصل إلى حد دعوة قطر سابقاً إلى اختيار أمين عام للجامعة لا يحمل الجنسية المصرية". 
وكان أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق، قد رفض في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية ما وصفه بـ"التدخلات من جيراننا في الإقليم"، ذاكراً كلاً من إيران وتركيا بالتحديد، وموجهاً لأصحاب التدخلات اتهامات بـ"حمل أطماع ومخططات".
واعتبر خشانة كلمة أمين عام الجامعة في حد ذاتها أحد دلائل الانقسام العربي، حيث يقول: "لا أتفق مع السياسات الإيرانية المُصدرة لثورتها الإسلامية والسياسات التركية التوسعية، إلا أن الأمين العام عبر فقط عن موقف الدول العربية المعادية للدولتين دون موقف باقي الدول الأعضاء بالجامعة"، مضيفاً أن "من الضروري التعامل بذكاء وحكمة مع تركيا وإيران، حيث يمكنك دائماً اختيار أصدقائك، ولكن لا يمكنك اختيار جيرانك".   
ظهور مفاجئ للرئيس المصري
انتبه العديدون إلى المفارقة بين انسحاب أمير قطر من الجلسة الافتتاحية للقمة من جانب، والظهور المفاجئ للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القمة من جانب آخر، وذلك بعد إعلانه السابق عن عدم حضورها.
وكانت قطر قد غابت عن القمة العربية السابقة التي تم عقدها العام الماضي في المملكة العربية السعودية، وذلك عقب قطع كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر لاتهامهم لها بـ"تمويل الإرهاب".
إلا أن التركيز، سواء على من حضر القمة أو انسحب منها، أثار استياء البعض على وسائل التواصل الاجتماعي لبعده عن "ما يستحق الاهتمام" من مخاطر حقيقية تواجه العالم العربي. 
مقعد سوريا خالي
هذا واتفق القادة العرب في القمة على رفض اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، إلا أن غياب التمثيل السوري في القمة العربية عكس عدم اتفاقهم حول وقف تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية، ليتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صورة مقعد سوريا الفارغ بالجلسة الافتتاحية للقمة. 
وفي حواره مع DW عربية، يفسر رشيد خشانة غياب سوريا عن القمة التونسية بعدم اتفاق الدول العربية خلال الأعمال التحضيرية للقمة على عودة التمثيل السوري إلى الجامعة، خاصة مع رفض المملكة العربية السعودية لهذا.
وفيما يتعلق بقضية الجولان، يرى خشانة أن الموقف الذي أعلنته الدول العربية عبر القمة كان من الممكن أن يكون أقوى بكثير، قائلاً: "لم يتم الإعلان عن خطوات جادة لمحاولة تغيير الوضع على أرض الواقع، خاصة وأن هناك من قوة الحجة ما يسمح للدول العربية بالرد بفاعلية، لعدم شرعية السيطرة الإسرائيلية على هضبة الجولان وفقاً للقانون الدولي". 
ممثل الجزائر مرفوض من المتظاهرين
وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صورة السيد عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري، مرتين: الأولى مع خبر الإعلان عنه ممثلاً للجزائر في القمة العربية في تونس، والثانية مع مطالبة متظاهرين جزائريين له بالرحيل باعتباره جزءاً من النظام السياسي الجزائري.
يشار إلى أن عدم مشاركة الرئيس الجزائري في القمة العربية ليست جديدة، حيث توقف تمثيل بوتفليقة لبلده في المحافل العربية والدولية منذ عام 2013 نظرا لظروفه الصحية.
"نوم الأمة" وغموض يحيط بالقمة القادمة
لم يحالف الحظ رئيس جزر القمر، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورته وهو "نائم" أثناء الجلسة الافتتاحية للقمة. وعلق مستخدمو وسائل التواصل على الصورة بنشر صور لعدد من الرؤساء والقادة العرب في مرات سابقة من انعقاد القمة، مستغلين الصورة للحديث عن "الشتات العربي" وغياب "الموقف المشترك". 
أما رشيد خشانة، الكاتب الصحفي ورئيس مركز الدراسات المغاربية، فكان له وصف مختلف للقمة، حيث أشار إليها بـ"قمة الحد الأدنى التي لا تُغضب أحداً"، وأوضح أن هذا الحد الأدنى لا يفي بالغرض وأقل من المطلوب ومشابه لما امتلأت به القمم العربية السابقة من شجب وتنديد ساهم في الوصول للوضع الحالي للدول العربية. ويقول خشانة: "بالرغم من اختراق الأمن العربي من أطراف متعددة، لا توجد رؤية عربية موحدة وواضحة لحمايته، فالعرب منقسمون إلى فرق متعادية لا تتفق ولا تجلس معاً على طاولة مفاوضات واحدة". كما اعتبر خشانة عدم الاتفاق على مكان انعقاد القمة العربية القادمة إشارة إلى الوضع الداخلي العربي المتأزم. وتابع بالقول: "في العادة تسعى الدول العربية لاستضافة القمة لما يضيف لها هذا من مكانة واهتمام إعلامي. لكن القمة الآن أصبحت كالجمرة التي لا يرغب أحد في الإمساك بها لتجنب الاحتراق بنيرانها". 

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن