آخر الاخبار

تعرف على المصدر المحتمل لفيروس كورونا المميت في الصين

الجمعة 24 يناير-كانون الثاني 2020 الساعة 04 مساءً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 4102

 

تشير تقارير علمية إلى أن ثعبان "كرايت" الصيني ذا الأشرطة المتعددة والكوبرا الصينية قد يكونان هما المصدر الأصلي للعدوى بفيروس كورونا المكتشف حديثا في الصين، الذي أدى إلى تفشي مرض تنفسي معدي ومميت، وأثار موجة عالمية من القلق خلال الأيام الماضية.
كان الإبلاغ عن المرض أول مرة أواخر ديسمبر/كانون الأول 2019 في مدينة ووهان، وهي مدينة رئيسية في وسط الصين، وانتشر المرض بسرعة كبيرة عن طريق المرضى المسافرين من ووهان إلى الصين وبلدان أخرى، بما فيها الولايات المتحدة.
باستخدام عينات من الفيروس معزولة من المرضى، حدد العلماء في الصين الرمز الوراثي للفيروس واستخدموا المجاهر لتصويره، واكتشفوا أن العامل الممرض المسؤول عن هذا الوباء هو فيروس كورونا جديد، وهو من عائلة فيروسات كورونا المتلازمة التنفسية الحادة (SARS-CoV) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، اللذين تسببا في وفاة مئات الأشخاص في السنوات الـ17 الماضية.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية اسم (2019-nCoV) على فيروس كورونا الجديد، ويتابع علماء الفيروسات ومحررو المجلات العلمية عن كثب هذا الفيروس، لأن هناك العديد من الأسئلة تحتاج لإجابة للحد من انتشار هذا التهديد العالمي للصحة العامة.
فيروس كورونا
يأتي اسم فيروس كورونا (كلمة لاتينية تعني التاج) من شكله الذي يشبه التاج أو الإكليل الشمسي عند تصويره باستخدام مجهر إلكتروني. وينتقل فيروس كورونا عن طريق الهواء، ويصيب الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي العلوي للثدييات والطيور.
ويؤدي هذا الفيروس الجديد إلى ظهور أعراض مشابهة للمرضين السابق ذكرهما، ولكن في المقابل لا يوجد لقاح معتمد أو علاج مضاد متاح لعدوى فيروس كورونا الجديد. وهناك حاجة لفهم أفضل لدورة حياة الفيروس، بما في ذلك مصدره، وكيفية انتقاله وتكاثره، لمنع المرض من الانتشار وللتمكن من علاجه.
انتقال حيواني المنشأ
صنف العلماء المرضين السابقين ضمن الأمراض الفيروسية الحيوانية المصدر، وهذا يعني أن المرضى الأوائل الذين أصيبوا بالفيروس حصلوا على هذه الفيروسات مباشرة من الحيوانات. كان ذلك ممكنا لأن الفيروس اكتسب سلسلة من الطفرات الوراثية أثناء وجوده في العائل الحيواني، مما سمح له بالعدوى والتكاثر داخل البشر.
الآن، يمكن لهذه الفيروسات أن تنتقل من شخص إلى آخر. وقد كشفت الدراسات الميدانية أن المصدر الأصلي لمرض السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، هو الخفاش.

 

وفي حالة التفشي الأخير لفيروس كورونا الجديد، تشير التقارير إلى أن معظم أفراد المجموعة الأولى من المرضى الذين تلقوا العلاج في المستشفى كانوا من العمال أو عملاء سوق الجملة للمأكولات البحرية المحلية الذي يبيع أيضا الحيوانات المستهلكة الحية، مثل الدواجن والحمير والأغنام والخنازير والإبل الثعالب والفئران والقنافذ والزواحف.
ومع ذلك، بما أنه لم يبلغ أي شخص عن العثور على فيروس كورونا يصيب الحيوانات المائية، فمن المعقول أن يكون فيروس كورونا الجديد قد نشأ في حيوانات أخرى تباع في هذه السوق.
الفرضية القائلة إن الفيروس الجديد قد قفز من حيوان في السوق يدعمها بقوة بحث جديد منشور في مجلة علم الفيروسات الطبية، حيث أجرى العلماء تحليلا وقارنوا التسلسلات الجينية لفيروس "2019-nCoV" وقارنوه بجميع فيروسات الكورونا المعروفة الأخرى.
وكشفت دراسة الرمز الوراثي للفيروس الجديد أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بعينتين من الفيروس التاجي الشبيه بالسارس من الصين، مما يشير في البداية إلى أن الخفافيش قد تكون أيضا هي مصدر الفيروس الجديد.
ووجد الباحثون كذلك أن تسلسل ترميز الحمض النووي لبروتين فيروس "2019-nCoV" الذي يشكل "تاج" جسيم الفيروس، يشير إلى أن فيروس الخفافيش ربما تحور قبل إصابة البشر. ولكن عندما أجرى الباحثون تحليلا أكثر تفصيلا للمعلومات الحيوية أكدوا أن الفيروس الجديد قد أتى من الثعابين.
من الخفافيش إلى الثعابين
استخدم الباحثون تحليلا لرموز البروتين الخاصة بفيروس كورونا الجديد وقارنوها برموز البروتين من فيروسات كورونا الموجودة في مضيفات حيوانية مختلفة. والمثير للدهشة أنهم وجدوا أن رموز البروتين في الفيروس الجديد تشبه إلى حد كبير تلك المستخدمة في الثعابين.
وغالبا ما تطارد الثعابين الخفافيش في البرية، وتشير التقارير إلى أن الثعابين قد بيعت في سوق المأكولات البحرية المحلية في ووهان، مما زاد من احتمال أن يكون الفيروس الجديد قد قفز في الأنواع المضيفة من الخفافيش إلى الثعابين ثم إلى البشر عند بداية تفشيه.
ورغم ذلك، فإن هناك حاجة لأخذ عينات من الحمض النووي الفيروسي من الحيوانات التي تباع في السوق والثعابين البرية والخفافيش، لتأكيد أصل الفيروس. وتشير النتائج المعلنة إلى توفر رؤى لتطوير بروتوكولات الوقاية والعلاج. ولكن يجب على الباحثين التحقق من أصل الفيروس من خلال التجارب المعملية.
ويعد تفشي فيروس كورونا الجديد بمثابة تذكير آخر بأنه يجب على الناس الحد من استهلاك الحيوانات البرية لمنع العدوى الحيوانية المنشأ.