”طارق صالح“ يفجر الوضع عسكريا في ”التربة“ بدعم أحد كبار قيادات ”الشرعية“ وأبو ظبي تخطط لاستدعاء ”عمار“ومشائخ الحجرية تتحرك

السبت 18 يوليو-تموز 2020 الساعة 07 مساءً / مأرب برس ـ غرفة الأخبار
عدد القراءات 15362

تتسارع وتيرة الأحداث في مدينة التربة مركز الشمايتين (جنوب تعز)، عقب مسيرة الحزب الناصري وقيادات بحزب المؤتمر موالية للعميد طارق صالح، قائد ما يسمى قوات "حراس الجمهورية" المدعومة من دولة الإمارات، رافضة لقرار هادي بتعيين قائد جديد للواء 35 مدرع.

وقالت مصادر عسكرية أن عشرات السيارات التي تحمل على متنها جنود من قوات "طارق" المدعومة من الامارات، وصلت إلى مدينة التربة وشاركت في المسيرة التي دعت لها أحزاب (الناصري، المؤتمر) ومجاميع مسلحة متمردة على قرار رئيس الجمهوري الذي قضى بتعيين العميد الركن عبدالرحمن الشمساني، قائداً للواء 35 مدرع.

وقال المتظاهرون إنهم متمسكون بمؤسسات الدولة، وطالبوا رئيس الجمهورية بسرعة التوجيه بإزالة الاستحداثات العسكرية في مسرح عمليات اللواء ٣٥ مدرع في (صبران والبيرين والراهش) التي تشرف عليها قيادة محور تعز.

وطالب بيان المسيرة الرئاسة والحكومة بـ"التحقيق مع كافة القيادات العسكرية والأمنية المتورطة بإنشاء مراكز تدريب للميليشيات خارج إطار الجيش ولا تتبع مؤسسات الدولة، وتوالي أجندات خارجية معادية للشرعية". حسب اليبان.

وجاءت هذه الخطوة بعد أيام من إصدار بيان ما يسمى بـ"حراس الجمهورية"، التابع لطارق صالح، يدعو أفراد وضباط اللواء 35 إلى رفض قرار تعيين الشمساني والتمرد عليه.

مواجهات مسلحة

وعقب المسيرة، اندلعت مواجهات عسكرية أسفرت عن سقوط فتلى وجرحى، بعد ان هاجم مسلحون موالون للإمارات، منزل قائد مقاومة الحجرية، العقيد عبده نعمان الزريقي في مدينة التربة.

مصدر عسكري قال ان مسلحين موالين لدولة الإمارات ـ كانو مشاركين في المسيرة ـ استهدفوا عصر السبت، منزل العقيد الزريقي بوابل من الرصاص، قبل أن تتصدى لهم حراسة المنزل لتندلع مواجهات بالأسلحة الخفيفة.

وأوضح المصدر لـ”مأرب برس“، أن المواجهات أسفرت عن مقتل أحد المهاجمين ويدعى "حبيب الذبحاني"، بالاضافة الى مقتل جندي من حراسة المنزل وأصيب آخرين، مشيرا إلى أن من بين الجرحى نجل الشيخ المتحوث عبدالرقيب الصلوي، الذي سلم مديرية الصلو لميليشيا الحوثي عام 2017م.

مخطط اماراتي

في السياق، كشفت مصادر حكومية عن مخطط إماراتي لتأزيم الوضع في الريف الجنوبي، حيث حظيت المساعي الأخيرة بدعم وتمويل من أبوظبي، لاسيما المسيرة رافضة لقرار هادي الأخير.

ونقلت "عربي21"، عن المصادر التي فضلت عدم الكشف عنها، إن أبوظبي تمهد لتنفيذ خطتها في السيطرة على مديرية الحجرية عبر وكيل جهاز الأمن القومي عمار صالح (شقيق طارق صالح).

وبحسب المصدر، فإن الجهود الإماراتية في الريف الجنوبي من تعز حظيت بدعم من قبل مسؤولين رفيعي المستوى في السلطة الشرعية، مؤكدا أن رئيس مجلس النواب سلطان البركاني أبدى معارضة لقرار تعيين القائد الجديد لمعسكر 35.

وأشار إلى أن البركاني يتحرك بإيعاز من الإمارات لإيجاد موطئ قدم للجناح الذي يقوده في حزب المؤتمر في مديرية الحجرية، التي يسعى الإماراتيون للسيطرة عليها لتأمين هيمنتهم على مدينة المخا الاستراتيجية.

ووفقا للمصدر الحكومي، فإن رئيس مجلس النواب، وهو قيادي بارز في حزب المؤتمر، يدور في فلك الإماراتيين، ويخوض صراعا مع مستشار الرئيس هادي رشاد العليمي، وهو قيادي بارز بالحزب ذاته.

حصان طروادة

الى ذلك، تحدثت مصادر عسكرية، عن مقترح إماراتي تضمن إلغاء مسمى "كتائب أبو العباس"، نظراً لشبهة الإرهاب والتطرف التي تلاحق مؤسسها عادل فارع، وانضمام ما تبقى من قوات الكتائب إلى ألوية "حراس الجمهورية" التي يقودها طارق صالح بالساحل الغربي لليمن.

ونقلت عن مصادر متطابقة أن الإمارات توصّلت أواخر العام 2019، إلى فكرة جديدة لاستثمار وإحياء "كتائب أبو العباس"، وذلك باستخدامها كحصان طروادة، لإعادتها إلى مدينة تعز، ولكن تحت مسمى آخر، يضم قوات جديدة لها أهداف مختلفة بحيث تكون أقرب للقوات النظامية من مجاميع سلفية متطرفة.

وأشارت إلى أن طارق صالح، أعلن مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنّ قواته التي كانت عبارة عن 3 ألوية عند توقف معركة الحديدة عقب التوقيع على اتفاق استوكهولم أواخر 2018، بصدد تشكيل اللواءين التاسع والعاشر من قوات حرّاس الجمهورية. وأواخر مايو/أيار الماضي، دشّن بالفعل اللواء التاسع.

ونقلت "العربي الجديد" عن عسكريين قولهم إنّ المقترح الإماراتي تضمن إلغاء مسمى "كتائب أبو العباس"، نظراً لشبهة الإرهاب والتطرف التي تلاحق مؤسسها عادل فارع، وانضمام ما تبقى من قوات الكتائب إلى ألوية "حراس الجمهورية" التي يقودها طارق صالح بالساحل الغربي لليمن.

وقالت مصادر من داخل الكتائب، إنّ ما تبقى من عناصر الأخيرة، انضم فعلياً إلى قوات نجل شقيق صالح، ولكن تحت مسمى "اللواء العاشر حرّاس جمهورية"، بعد استدعاء العشرات من العناصر السلفية للساحل الغربي، بمن فيهم القيادي السلفي وصهر أبو العباس، نشوان كواتي، الذي تم استدعاؤه من العاصمة المصرية القاهرة.

وتقول الصحيفة إن وسائل إعلام موالية للرئيس السابق أشارت بصراحة إلى مخطط إعادة قوات أبو العباس لمدينة تعز. ونقلت عن موقع "الميثاق نت" أنّ الكتائب تستعد للعودة إلى تعز، زاعماً أنها ستعود لمواجهة الحوثيين. وقال الموقع في 8 يونيو/حزيران الماضي: "بدأت جماعة أبو العباس السلفية، لملمة صفوفها من جديد استعداداً للعودة إلى تعز التي خرجت منها العام الماضي". ونقل عن مصادر وصفها بالمطلعة، قولها إنّ قيادات تابعة لأبو العباس تستعدّ لتحرير محافظة تعز من جماعة الحوثيين خلال الأيام المقبلة.

وأشار تقرير الصحيفة إلى نشر ناشطين موالين لطارق صالح، في 12 يوليو/تموز الحالي، صوراً على موقع "فيسبوك"، قالوا إنها لتخرّج دفعة جديدة من قوات اللواء العاشر - حراس جمهورية، "كتائب أبو العباس" سابقاً، وأنّ اللواء الجديد بقيادة العقيد عادل عبده فارع (أبو العباس).

ويستطرد: قوبلت المخططات الإماراتية بتنديد في الأوساط اليمنية. واعتبر الطبيب والسياسي المهاجر في كندا، عبد القادر الجنيد، في تعليق على "فيسبوك"، أنّ ما يجري هو "الخازوق الجديد لتعز واليمن والجمهورية، وبدأوا ينصبونه في الحُجَرِية (منطقة في جنوب تعز)"، معرباً عن مخاوفه من "مساعي الإمارات لإعادة أبو العباس قائداً في لواء جديد، يطلقون عليه اسم اللواء العاشر تحت إمرة طارق صالح".

استنفار

بدورها، استنفرت قيادة الجيش والأمن في تعز قواتها في ظل التمرد الجاري في الريف الجنوبي على السلطة الشرعية، بحسب مصدر مطلع أكد ان القيادة "تدرس الخيارات كافة لإنهاء هذا الوضع الشاذ، ومنع تكرار ما حدث في مدينة عدن، جنوبا، ومحافظة أرخبيل سقطرى، الواقعة في المحيط الهندي"، الخاضعتين لسيطرة المتمردين الانفصاليين.

وكان مصدر مسؤول في قيادة الجيش بتعز، قد كشف في تشرين أول/ أكتوبر 2019، عن عملية تجنيد تمولها دولة الإمارات بعيدا عن مؤسسات الدولة لجأت إليها قيادة كتائب أبو العباس، لتعويض حالة النقص في العدد، التي تعاني منها، بعد انشقاق ما يزيد على 1300 مسلح، بينهم قادة بارزون، من إجمالي القوة المقدر قوامها بـ1700 مسلح، بحسب سجلات الجيش.

وتنشط سلطات أبوظبي في منطقة الساحل الغربي، رغم إعلانها سحب قواتها من هناك، ضمن خطة لتقسيم محافظة تعز وفصلها عن سواحلها، أماطت "عربي21" اللثام عنها، أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

وتتضمن الخطة "وضع المناطق الواقعة على امتداد الساحل من المخا وحتى ذوباب وباب المندب، مرورا بمديريات موزع والوازعية ومديريات الحجرية في المحور الجنوبي الغربي لتعز"، في نطاق إداري جديد تحت اسم "إقليم المخا".

تحرك شعبي

وفي أول تحرك شعبي رافض لتلك التحركات حذر مشائخ وأعيان الحجرية، في بيان لهم اليوم، من افتعال أي مبررات تقود للعنف ومحاولة تمرير المشروع اﻹماراتي لمحافظة تعز.

وحمل البيان، قيادة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة تعز كامل المسئولية لما يحدث وما سيحدث لاحقا من تشقق لموقف تعز والحجرية على حد سواء، مؤكدا ان الموقف العسكري بالحجرية المبطن بتحشيدات جماهيرية تحت مسميات تضليلية منها الدعوة لمسيرات تأييد اللواء 35 مدرع بمديريتي الشمايتين والمواسط تأتي كردة فعل لإصدار القرار الجمهوري القاضي بتعيين العميد الركن عبدالرحمن ثابت الشمساني قائدا للواء 35 مدرع شرعية.

وأكد البيان أن هناك مؤامرة تهدف الى تمزيق اللواء 35 كأول لواء عسكري في اليمن أعلن موقفه الوطني والبطولي ضد الانقلاب الحوثي منذ الطلقة الحربية الأولى بقيادة الشهيد اللواء الركن عدنان محمد الحمادي.

وأضاف "الإمارات تريد تحويل اللواء 35 من لواء يتبع الجيش الوطني إلى فصيل مليشاوي يتبع أعداء اليمن عبر المليشيا العفاشية من تسمى حراس الجمهورية لتنفيذ مخطط تدمير الجيش الوطني والسيطرة عن الحجرية ولفصلها عن محافظة تعز مثلما فعلت حاليا بفصل مديريات تقع على الساحل الغربي هي تابعة للمحافظة المناضلة تعز هذه المحافظة الصامدة بوجه الانقلاب والحصار منذ ستة أعوام".

وتابع البيان "إن ما يفعله طارق عفاش عبر وكلائه في الحجرية ومن ينسبون أنفسهم للواء 35 مدرع شرعية إنما هو العبث بعينه، وهو نفس مشروع الانقلاب الحوثي في صنعاء والآخر في عدن وسقطرى ويجري الآن على قدم وساق في الريف الجنوبي لتعز وهي "الحجرية".

مؤكدا أن المئات من مسلحي طارق عفاش قدموا من معسكراته بالساحل خلال يومين ماضيين وحتى اللحظة لينغمسوا في المسيرات تحت يافطات براقة صاغتها أدوات مشروع الخيانة والتآمر على الحجرية وعلى محافظة تعز.

ودعا البيان المجتمع كافة الى رفض أغلب الفعاليات التآمرية المموهة في أي حال من أحوال الصراع بالحجرية من أنتجته وتنتجه ومن تموله وتديره هي الإمارات عبر أدواتها المنسقة لهذه المسيرات.

وطالب مشائخ الحجرية قيادة السلطة المحلية بقيادة المحافظ الأستاذ نبيل شمسان رئيس اللجنة الأمنية لاحتواء الموقف ومنح اللجنة الأمنية حق التصرف في حال تطورت الأمور بصورة سلبية من خلال مسيرة السبت وغيره، مؤكدة أن اللجنة الأمنية هي صاحبة قرار التهدئة وحسم الموقف إذا تطلب الأمر دفاعا عن مشروع الدولة من أي اختراق أو تمرد خارج عن القانون.