الاعلان عن اغتيال «كنز القاعدة»في طهران .. الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ويعد الاخطر بعد بن لادن.. من هو؟

السبت 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 03 مساءً / مأرب برس-وكالات
عدد القراءات 3538

أكد مسؤولون استخباراتيون، السبت، أن ثاني أرفع شخصية في تنظيم القاعدة الإرهابي وأحد العقول المدبرة لهجمات 1998 على السفارات الأميركية في إفريقيا، "أبو محمد المصري" قتل في إيران قبل 3 أشهر.

في التفاصيل، كشف تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن عبد الله أحمد عبد الله، المعروف باسمه الحركي "أبو محمد المصري" قتل برصاص في شوارع طهران على يد مسلحين كانا يقودان دراجة نارية في 7 أغسطس/آب الماضي، في يوم يصادف فيه الذكرى السنوية لهجمات السفارة.

وأفادت المعلومات أن المصري قتل مع ابنته مريم، أرملة حمزة بن لادن نجل أسامة بن لادن.

القاعدة تتكتم وإيران لم تعلن!

كما كشف التقرير أن الهجوم كان بتنفيذ إسرائيلي وتخطيط أميركي، وذلك بحسب 4 من المسؤولين المطلعين، بعد أن تعقّبت الاستخبارات الأميركية تحركات المصري ونشطاء آخرين من القاعدة في إيران منذ سنوات.

في المقابل، لم تعلن القاعدة عن مقتل أحد كبار قادتها حتى اليوم، كما غطّى المسؤولون الإيرانيون الأمر، ولم تعلن أي دولة كذلك مسؤوليتها عن العملية.

بعدما نشرت وسائل إعلام أميركية خبر مقتل أبو محمد المصري ثاني أرفع زعيم للقاعدة في طهران في عملية استخباراتية معقدة، سلطت الأنظار مجددا على الرجل الثاني في التنظيم الإرهابي هذا الذي وصفته مراكز المخابرات في واشنطن بأنه الأخطر والأقدر على إدارة وتنفيد عمليات معقدة جدا.

فمن هو أبو محمد المصري؟

ولد في حي الربيعية شمال مصر عام 1963 كان لاعب كرة قدم محترف في الدوري المصري الأول في شبابه.

لكن بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 ، انضم إلى الحركة الجهادية التي كانت تتحد لمساعدة القوات الأفغانية.

وإثر انسحاب السوفييت بعد 10 سنوات، رفضت مصر السماح له بالعودة، بحسب تقرير مفصل أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" التي كانت أول من نشر خبر اغتياله اليوم السبت، فبقي في أفغانستان حيث انضم في نهاية المطاف إلى أسامة بن لادن ضمن المجموعة الأولى التي شكلت لاحقا النواة المؤسسة للقاعدة. وأدرجته المجموعة في المرتبة السابعة بين مؤسسيها البالغ عددهم 170

الأكثر خبرة

ووفقا لوثيقة سرية للغاية أصدرها المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب عام 2008 ، كان المصري "المخطط العملياتي الأكثر خبرة وقدرة على ادارة العمليات ". ووصفته الوثيقة بأنه "رئيس العمليات السابق في القاعدة" الذي "عمل بشكل وثيق" مع سيف العدل.

أما في إيران، فعمد أبو محمد المصري إلى توجيه ومتابعة حمزة بن لادن، نجل زعيم القاعدة وفقًا لخبراء الإرهاب. ولاحقا تزوج حمزة مريم ابنة المصري.

يشار إلى أن إيران أطلقت سراح حمزة وأفراد آخرين من عائلة بن لادن عام 2011 مقابل دبلوماسي إيراني اختطف في باكستان.

والعام الماضي، قال البيت الأبيض إن حمزة بن لادن قُتل في عملية لمكافحة الإرهاب في منطقة أفغانستان وباكستان.

تشكيل خلايا عسكرية

في أوائل التسعينيات سافر مع بن لادن إلى الخرطوم - السودان ، حيث بدأ في تشكيل خلايا عسكرية. كما توجه إلى الصومال لمساعدة الميليشيا الموالية لأمير الحرب الصومالي محمد فرح عيديد. وهناك قام بتدريب المقاتلين الصوماليين على استخدام قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف ضد طائرات الهليكوبتر ونجحوا في إسقاط طائرتي هيلكوبتر أمريكيتين في مقديشو عام 1993.

إلى ذلك، نقبت الصحيفة الأميركية عن يورام شفايتسر رئيس مشروع دراسات الإرهاب في العراق قوله "عندما بدأت القاعدة في تنفيذ أنشطة إرهابية في أواخر التسعينيات، كان المصري أحد أقرب ثلاثة شركاء لبن لادن ، حيث شغل منصب رئيس قسم عمليات التنظيم".

في حين اشار معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب "إلى أن المصري جلب معه المعرفة والتصميم ومنذ ذلك الحين شارك في جزء كبيرمن عمليات القاعدة مع التركيز على إفريقيا."

عملية كبرى!

وبعد معركة مقديشو بوقت قصير كلف بن لادن المصري بتخطيط عمليات ضد أهداف أمريكية في إفريقيا. فخطط لعملية دراماتيكية وطموحة مثل هجمات 11 سبتمبر والتي من شأنها أن تستقطب الاهتمام الدولي . وقرروا مهاجمة هدفين في دولتين منفصلتين في وقت واحد.

وبعد الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم 7 أغسطس 1998 بقليل ، توقفت شاحنتان محملتان بالمتفجرات أمام السفارات الأمريكية في نيروبي -كينيا ، ودار السلام - تنزانيا. وتسببت الانفجارات في حرق وتقطيع الضحايا، وتطايرت الجدران من المباني وتحطمت النوافذ.

في صلب مجلس القاعدة

عام 2000 ، أصبح المصري أحد الأعضاء التسعة في مجلس إدارة القاعدة وترأس التدريب العسكري للتنظيم.

كما واصل الإشراف على العمليات في إفريقيا، وفقًا لمسؤول سابق في المخابرات الإسرائيلية، فقد أمر بشن هجوم في مومباسابكينيا عام 2002 أسفر عن مقتل 13 كينيًا وثلاثة سياح إسرائيليين.

بحلول 2003 ، كان المصري من بين العديد من قادة القاعدة الذين فروا إلى إيران والتي على الرغم من معادتها للتنظيم،الا انها ملاذا بعيدا عن متناول الأميركيين.

وفي السياق، قال شفايتسر: "لقد اعتقدوا أن الولايات المتحدة ستجد صعوبة بالغة في العمل ضدهم هناك، كما ظنوا أن فرص قيام النظام الإيراني بصفقة تبادل مع الأميركيين تشمل رؤوسهم ضئيلة للغاية".

من القلة الذين نجوا بعد 11 سبتمبر

وكان المصري أحد الأعضاء القلائل رفيعي المستوى في المنظمة الذين نجوا من المطاردة الأميركية لمرتكبي هجمات 11 سبتمبر وهجمات أخرى. وعندما فر هو وزعماء آخرون من القاعدة إلى إيران وضعوا في البداية قيد الإقامة الجبرية.

عام 2015 ، أعلنت إيران عن صفقة مع القاعدة أفرجت بموجبها عن خمسة من قادة التنظيم بمن فيهم أبو محمد المصري مقابل دبلوماسي إيراني كان اختطف في اليمن.

ثم تلاشت آثار أقدام المصري ، لكن وفقًا لأحد مسؤولي المخابرات ، استمر بالعيش في طهران ، تحتحت حماية الحرس الثوري ثم وزارة الاستخبارات والأمن لاحقًا. وسُمح له بالسفر إلى الخارج إلى أفغانستان وباكستان وسوريا.

قطع الصلة مع الرعيل القديم

وتعليقا على خبر مقتله، رأى بعض المحللين الأميركيين لنيويورك تايمز إن وفاة المصري ستقطع الصلات بين آخر قادة القاعدة الأصليين والجيل الحالي من المتطرفين، الذين نشأوا بعد وفاة بن لادن عام 2011.

وقال نيكولاس راسموسن ، المدير السابق للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب: "إذا كان هذا صحيحًا ، فإن هذا يقطع الروابط بين القاعدة القديمة والجهاد الحديث". إنه يساهم فقط في تفتيت مركزية حركة القاعدة. "

وتعليقا على خبر اغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو محمد المصري، اعتبرت إيران الأمر برمته مختلق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان السبت إن تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن اغتيال "كنز القاعدة" في طهران عبارة عن "معلومات مختلقة"، مجددة نفي وجود أي عناصر من التنظيم المتطرف على أراضيها.

كما اتهم "واشنطن وتل أبيب بمحاولة ربط بلاده كل حين وآخر بتنظيمات إرهابية" من خلال الأكاذيب وتسريب معلومات مختلقة الى وسائل الإعلام".