حقائق صادمة تتكشف حول خفايا المحرقة المروعة لمئات المهاجرين الأفارقة في صنعاء وسبب نشوب الحريق الهائل «تقرير بمستجدات الجريمة»

الأربعاء 10 مارس - آذار 2021 الساعة 03 مساءً / مأرب برس-تقرير
عدد القراءات 8208

قالت صحيفة إثيوبية، يوم الثلاثاء، إنه لا يوجد ناجون من بين أكثر من 350 مهاجراً أثيوبياً في اليمن حيث اندلع حريق في مركز احتجاز يديره الحوثيون في صنعاء.

ونقلت صحيفة أديس ستاندرد عن عبدالله وهو منظم الجالية الإثيوبية المهاجرين في اليمن، قوله إن لا يوجد ناجون معروفون بين أكثر من 350 مهاجراً إثيوبياً معظمهم كانوا داخل مركز الاحتجاز الذي احترق.

وأضاف: الحريق في مركز الاحتجاز لم يكن مصادفة، متهماً الحوثيين بإضرام النيران فيه.

ولفتت الصحيفة إلى أنها تلقت فيديو مصور يظهر أكواماً من الجثث المحترقة بشدة داخل مرفق الاحتجاز.

*دفن جثث متفحمة

الى ذلك قالت مصادر إعلامية إن مليشيا الحوثي قامت بدفن الجثث المتفحمة للاجئين الأفارقة، الذين لقوا حتفهم حرقا في السجن التابع لمصلحة الجوازات، جنوب صنعاء.

ونقلت صحيفة 'العربي الجديد'، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، قيام السلطات الحوثية بدفن غالبية الجثث المتفحمة، الاثنين الماضي، بشكل جماعي، لافتاً إلى أن السبب وراء ذلك قد يكون إخفاء الرقم الحقيقي لعدد القتلى.

وألمحت المنظمة الدولية للهجرة، في بيانها الأخير، إلى شيء من هذا القبيل، عندما قالت إن مجتمع المهاجرين في صنعاء يحتاج إلى أن يُتاح لهم مجال لرثاء مفقوديهم بشكل لائق ودفنهم بطريقة كريمة. 

ويشير الارتباك والتعتيم الحوثي ومحاولة طمس ملامح الجريمة وإخفاء السجلات الرسمية عن المنظمات الدولية إلى إمكانية ضلوع سلطاتها في حادث متعمّد.

*قنابل حارقة

وكان شهود عيان قد أكدوا قيام المحتجزين الأفارقة بالإضراب عن الطعام، للمطالبة بإعادتهم إلى بلدانهم أو الإفراج عنهم، لكن مليشيا الحوثي رفضت الاستجابة لمطالبهم.

وبحسب الشهود، فإن مليشيا الحوثي استدعت قوات مكافحة الشغب، التي ألقت قنابل حارقة على عنابر الاحتجاز، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات بينهم نساء وأطفال داخل سجن محشور فيه المئات.

*مظاهرات واعتصامات

ويواصل متظاهرون أثيوبيون من قبيلة 'الأورومو' اعتصامهم، أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بصنعاء، لمطالبة الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لإنقاذهم، ومعالجة الجرحى الذين أُصيبوا بالحريق.

من جهتها، طالبت الحكومة الشرعية ومنظمات حقوقية، بإجراء تحقيق دولي شفاف حول الحريق الذي استهدف مركز احتجاز المهاجرين.

*مداهمات منازل أقارب الضحايا

من جهته كشف المركز الأمريكي للعدالة عن قيام مليشيا الحوثي بمداهمة منازل أقارب وأصدقاء الناجين من المحرقة التي طالت مهاجرين في صنعاء.

وقال المركز، نقلا عن بعض أقارب الناجين، إن المليشيا اعتقلت العديد من المهاجرين الفارين من المعتقل، بقصد منعهم من الإدلاء بشهاداتهم، والتعتيم على الحادثة.

وعبّر المركز عن فداحة الكارثة التي تعرض لها المهاجرون الأثيوبيون الذين ينتمون لأقلية 'الأرومو' المضطهدة، واصفا ما حدث ب'عملية قتل جماعي'.

وحمّل المركز مليشيا الحوثي مسؤولية الجريمة والممارسات التعسفية تجاه المهاجرين، كما حمّل مفوضية الأمم المتحدة مسؤولية التقصير في ترتيب أوضاع اللاجئين باليمن.

*مقذوفات تسببت في نشوب الحريق

إلى ذلك، اتهمت منظمة "مواطنة" لحقوق الإنسان مليشيا الحوثي بالوقوف وراء محرقة المهاجرين في مركز احتجاز بصنعاء.

وأوضحت المنظمة، في بيان لها نقلا عن ناجين، أن عددا كبيرا من المهاجرين المحتجزين في مرفق تابع لمصلحة الهجرة والجوازات بدأوا إضراباً عن الطعام؛ احتجاجا على سوء معاملتهم.

وأضافت أنه عقب محاولة مسلحي الحوثي إنهاء الإضراب بالقوة، أغلقوا باب العنبر، وبدأوا بإطلاق المقذوفات من خلال النوافذ ما تسبب في نشوب حريق انتشر بسرعة.

وأشارت المنظمة إلى أن مليشيا الحوثي تحتجز عددا من المهاجرين الجرحى، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم، وأفراد أسرهم من زيارتهم.

ونقلت عن أحد الناجين قوله إن مليشيا الحوثي كانت تحتجز المهاجرين في ظروف مروّعة، وتبتزهم، وتطالب برسوم مقابل إطلاق سراحهم.

*معلومات صادمة

بدوره كشف إعلامي أثيوبي عن معلومات أقل ما يمكن وصفها بأنها "صادمة".

وقال الإعلامي الأثيوبي جمدا سوتي في تصريحات متلفزة إن نحو 450 شخصاً توفوا في الحال بعد إلقاء قنابل حارقة عليهم من قبل قوات الحوثي، و63 شخصاً توفوا بعد نقلهم للمستشفيات، ما يعني أن إجمالي القتلى حوالي 513 شخصاً.

وقال ان العدد مرشح للزيادة بحكم وجود إصابات خطيرة.

وأوضح جمدا سوتي، وهو رئيس شبكة مستقبل "أوروميا" للأخبار أن الحوثيين شنوا حملة اعتقالات واسعة الأسابيع الماضية بحق المهاجرين بغرض تجنيدهم للقتال في الجبهات ومن كان يرفض يتم إيداعه السجن أو يفرض عليهم مبالغ مالية مقابل ترحيلهم.

وأضاف الاعلامي الاثيوبي قائلاً: وصلني فيديو بتاريخ 22 فبراير الماضي من داخل صنعاء يتحدث فيه لاجئين عن قيام الحوثيين بحملة الاعتقالات وفرضهم، مقابل الافراج، على كل شخص تم اعتقاله من خارج صنعاء 150 ألف ريال، و 70 ألف على من اعتقوا من داخل صنعاء.

وتابع: السجناء دخلوا في إضراب عن الطعام احتجاجاً على معاملة الحوثيين ما دفع الحراس إلى الاعتداء عليهم ركلاً وصفعاً لكن السجناء دافعوا عن أنفسهم وأخرجوا الحراس من داخل السجن.

واستطرد سوتي: بدأت الجريمة بإطلاق الرصاص على المهاجرين المحتجين من قبل حراس السجن قتل فيه شخصين قبل أن تأتي قوة حوثية وترمي بالقنابل على مئات الأشخاص المهاجرين الذين كانوا داخل السجن.

وقال إن المهاجرين يتعرضون من قبل الحوثيين لأبشع أنواع الجرائم حيث يتم إجبارهم على حمل السلاح والقتال.

وأشار إلى أنه لا يعرف كم عدد الذين قتلوا في جبهات القتال، داعياً إلى إجراء تحقيق دولي حول ما يتعرض له المهاجرون الذين يقيمون تحت سلطات ميليشيا الحوثي.

وأكد سوتي أن بعض من تم اعتقالهم يقيم في اليمن منذ سنين طويلة وبشكل قانوني، لافتاً إلى أن الحوثيين مركزين على حاملي الجنسية الاثيوبية وتحديدا القومية الاورومية.

*كشف الملابسات 

من ناحيتها دعت منظمة "رايتس رادار" إلى تحقيق دولي لكشف ملابسات حريق أحد مراكز الاحتجاز في العاصمة صنعاء (سجن الهجرة والجوازات) والذي أودى بحياة عدد من اللاجئين الأفارقة، وإصابة آخرين.

وأدانت المنظمة في سلسلة تغريدات لها على حسابها في تطبيق التدوين المصغر "تويتر" جريمة إحراق اللاجئين الأفارقة في أحد مراكز الاحتجاز في العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي المسلحة.

كما طالبت المنظمة التي تتخذ من العاصمة السويدية أمستردام مقراً لها، طالبت مليشيا الحوثي بتوضيح مقنع حول ما تعرض اللاجئون الأفارقة المحتجزون في مراكز الاحتجاز لديها في صنعاء الخاضعة لسيطرتها.

وأكدت ضرورة تحديد من يتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة غير المسبوقة.

*يوم المحرقة

والأحد الماضي أعلنت منظمة الهجرة الدولية مقتل ما لا يقل عن 12 مهاجراً وإصابة العشرات في حريق التهم مكان احتجازهم في صنعاء، لتؤكد بيانات أخرى أن عدد القتلى أكبر من ذلك بكثير.

وقالت منظمة الهجرة الدولية إن العدد الكلي للمحتجزين داخل المعتقل الحوثي، يصل إلى 900 مهاجر بينما 350 آخرين متواجدين في هنجر مجاور.

وعجزت المنظمة التي تعنى بالمهاجرين حتى اللحظة في الوصول الى حصيلة نهائية للضحايا القتلى، وقالت إن ذلك يعود "للتواجد الأمني المكثف" لمليشيات الحوثية والتي منعت أي تقصي للمحرقة، وهو ما ورد في بيان المنظمة مساء أمس الاول (الإثنين).