بعد إعلانها أممياً.. هل يلتزم الحوثيون بالهدنة خلال "رمضان"؟..تقرير

السبت 02 إبريل-نيسان 2022 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - الخليج اون لاين
عدد القراءات 2387
 

سريعاً انقضت الهدنة التي أعلنتها مليشيات الحوثي المتمردة في اليمن، وعادت لإشعال الحرب في مأرب اليمنية، وسط تحركات دولية لهدنة شاملة في البلاد خلال شهر رمضان المبارك.

 

ومع حلول شهر رمضان لا يزال التحالف العربي ملتزماً بالهدنة التي أعلنها من جانبه استجابة لدعوة من مجلس التعاون الخليجي لإنجاح المشاورات اليمنية-اليمنية المنعقدة بالرياض، في وقتٍ عاد فيه القتال مجدداً بين المتمردين الحوثيين وقوات الحكومة اليمنية بأطراف محافظة مأرب (شرق البلاد).

 

ومع عودة المواجهات، بالتزامن مع تحركات يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن، يأمل اليمنيون هدنة خلال الشهر الكريم، واستمرارها لما بعد ذلك، وسط دعوات لمفاوضات تذهب بالبلاد إلى وضع حد نهائي للحرب المستمرة منذ نحو 8 أعوام.

 

عودة المعارك

كعادتها لم تلتزم مليشيا الحوثي باستمرار الهدنة التي كانت قد أعلنتها، والتي جاءت قبيل أيام من إعلان "التحالف" تعليق عملياته في اليمن، حيث صعدت مؤخراً من هجماتها البرية في مأرب، ما ينسف أي تحركات لهدنة مطولة.

 

وأعلنت مليشيات الحوثي، في 30 مارس 2022، انتهاء هدنتها التي وصفها مراقبون بـ"الوهمية"، وأعلنت سريانها في 27 مارس لمدة 3 أيام، وبثت بياناً جديداً لإعلان الحرب، في موقف يعكس مراوغتها.

 

وجرت معارك عنيفة بين قوات الجيش اليمني ومليشيا الحوثي في جبهات القتال جنوب محافظة مارب، حيث شن الحوثيون هجمات في المنطقة الصحراوية المفتوحة إلى الجنوب من جبل البلق الشرقي، في محاولة لاستعادة مواقع خسرتها سابقاً.

 

كما شهدت منطقة حرض في محافظة حجة الحدودية مع السعودية معارك طاحنة عقب هجوم ليلي على مواقع عسكرية مختلفة للجيش اليمني من قبل الحوثيين.

 

ورفعت مليشيات الحوثي سقف مطالبها المعتادة لاستمرار أي هدنة، مشددة على ضرورة فتح المنافذ البرية والجوية، واعتبرت أنه "لا سلام دون تنفيذ اشتراطها".

 

هدنة التحالف

كان التحالف العربي قد أعلن، في 29 مارس 2022، وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني بهدف تهيئة الأجواء للمشاورات اليمنية التي انطلقت في 30 مارس، في العاصمة السعودية الرياض برعاية مجلس التعاون.

 

وجاء إعلان التحالف بعدما أطلق الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج نايف الحجرف، نداء مناشدة لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن وكافة الأطراف بإيقاف العمليات العسكرية في الداخل لتهيئة الأجواء أمام مشاورات الرياض.

 

وسبق أن رفض الحوثيون، منتصف مارس، مبادرة طرحها مجلس التعاون الخليجي لتنظيم حوار للقوى المتحاربة في اليمن يعقد بين 29 مارس و7 أبريل في الرياض؛ بسبب إجرائها "في دول العدوان"، في إشارة إلى السعودية.

 

ومن المقرر أن تناقش الأطراف اليمنية في مشاورات الرياض 6 محاور؛ هي: العسكرية، والأمنية، والعملية السياسية، والإصلاح الإداري والحوكمة ومكافحة الفساد، والمحور الإنساني، والاستقرار والتعافي الاقتصادي، وفق وسائل إعلام يمنية وخليجية.

 

إعلان أممي

ومساء الأول من أبريل 2022، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن توصل طرفي الصراع في اليمن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

 

وقال المبعوث الأممي في بيان: إن "الطرفين المتحاربين في اليمن اتفقا على وقف إطلاق النار لمدة شهرين"، مشيراً إلى أنَّ وقف إطلاق النار يبدأ من يوم غدٍ السبت.  

 

وأضاف أن الطرفين اتفقا على السماح لسفن الوقود بدخول ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، وتشغيل رحلات جوية محددة من مطار صنعاء.

 

ولفت غروندبرغ في البيان، إلى أنَّ وقف إطلاق النار، على مستوى البلاد يمكن تجديده بموافقة الطرفين، مضيفاً أن الأطراف وافقت على الاجتماع، برعاية الأمم المتحدة؛ لفتح الطرق في تعز ومحافظات اليمن الأخرى.

 

بدورها رحبت مليشيا الحوثي بإعلان المبعوث الأممي التوصل إلى هدنة في اليمن لمدة شهرين.

 

من جانبه قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، إنه تلقى توجيهات واضحة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، بدعم المبادرات الإقليمية والدولية التي تدعو إلى هدنة.

 

وأوضح "بن مبارك" أن التوجيهات تشمل إطلاق السفن عبر ميناء الحديدة، وفتح المعابر في تعز المحاصرة، كاشفاً عن إطلاق أول سفينتين للوقود عبر ميناء الحديدة بشكل فوري.

 

تحركات أممية.. وقبول سعودي

في 31 مارس 2022، قال مسؤول سعودي، نقلت عنه وكالة "رويترز" تصريحاً، إن بلاده ردت بإيجابية على اقتراح المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبيرغ بشأن وقف إطلاق النار في اليمن.

 

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول سعودي لم تذكر اسمه قوله إن بلاده تدعم مقترح المبعوث بخصوص الهدنة، مضيفاً: "نريد توفير مناخ إيجابي لدفع اليمنيين نحو السلام، لن يتحقق سلام دون حوار مع الحوثيين".

 

كما نقلت الوكالة عن مصدرين مطلعين على الأمر قولهما إن اقتراح الأمم المتحدة المدعوم من الولايات المتحدة يتعلق بهدنة مؤقتة مقابل السماح لسفن الوقود بالرسو في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، والقيام بعدد صغير من الرحلات الجوية التجارية من مطار صنعاء.

 

وكان المبعوث الأممي قد قال إنه يتواصل مع الأطراف المتحاربة في اليمن؛ للتوصل إلى هدنة في شهر رمضان.

 

وذكر مكتب غروندبيرغ على "تويتر" أنه التقى مع كبير المفاوضين الحوثيين في العاصمة العمانية مسقط، ومع رئيس الوزراء اليمني في الرياض؛ لمناقشة الهدنة و"الإجراءات الإنسانية لتسهيل حرية تنقل الأفراد والسلع الأساسية من اليمن وإليه وداخله".

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن