تفاصيل لماذا امتنعت 40 دول عن التصويت لإدانة الهجوم الروسي على أوركرانيا

الجمعة 06 مايو 2022 الساعة 03 مساءً / مأرب برس_ وكالات
عدد القراءات 4279

 

 

نشر موقع "فرونس كولتور" الفرنسي تقريرًا، تحدث فيه عن الأسباب التي تفسر صمت المجتمع الدولي والموقف السلبي للدول الغربية لاتخاذ إجراءات تجرّم الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن عددًا قليلا من الدول يدعم بوتين بشكل صريح، ومن بينها سوريا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا، بينما التزمت الكثير من الدول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية الحياد. وأبرز الموقع أن ما يقارب 40 دولة امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة لإدانة الهجوم الروسي.

وباستثناء الدول الغربية وحلفائها، مثل اليابان أو كوريا الجنوبية، لم تتبن أي دولة عقوبات ضد موسكو.

وهناك عدة عوامل تفسر هذا الحذر.

الجغرافيا

يمكن تفسير حذر بعض الدول بقربها الجغرافي من روسيا، وخير مثال على ذلك بيلاروسيا الواقعة شمال أوكرانيا وغرب روسيا، حيث لا يمكن لنظام ألكسندر لوكاشينكو أن يصمد دون دعم بوتين، وبالتالي هي تشكل جغرافيّا القاعدة الخلفية المثالية لغزو أوكرانيا.

ومن جهتها، تلتزم دول القوقاز جنوب روسيا وأوكرانيا المجاورة على بحر آزوف الحذر، وتخشى غضب موسكو، خاصة أرمينيا. لكن بالنسبة لجميع البلدان البعيدة جدًا عن منطقة الصراع، ومن بينها الدول الأفريقية ودول أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، ما الهدف من اتخاذ موقف محايد من هذه الحرب البعيدة؟

التاريخ

حافظت أغلب دول الاتحاد السوفيتي السابق في كثير من الأحيان على العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع موسكو، وهذا هو حال بيلاروسيا ودول القوقاز ودول آسيا الوسطى الخمس، بما في ذلك كازاخستان، حيث تلقى نظام الرئيس توكاييف المتنازع عليه دعما عسكريًا من روسيا في وقت سابق من هذا العام.

وضمن قائمة الدول التي رفضت إدانة روسيا وفرض عقوبات عليها، يوجد دولة أوروبية وهي صربيا ألكسندر فوسيتش

. وفي أفريقيا، غالبا ما تظل صورة روسيا إيجابية نتيجة للدعم الذي كان يقدمه النظام السوفيتي سابقا لحركات إنهاء الاستعمار مثل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بقيادة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا، وفي العديد من البلدان الجنوب أفريقية، على غرار أنغولا وناميبيا وموزمبيق.

وأضاف الموقع أن فلاديمير بوتين ساعد العديد من الأنظمة السياسية، وساهم في إنقاذها، وأبرزها نظام بشار الأسد في سوريا، إذ لم يكن الدكتاتور السوري ليصمد في السنوات الأخيرة لولا الدعم الجوي العسكري الهائل المُقدم من موسكو. لذلك، تدعم سوريا موسكو رسميا في حربها على أوكرانيا.

الاقتصاد

أشار الموقع إلى أن الفئة الأولى تشمل الدول التي تعتمد اقتصاديا على روسيا ولا يمكنها الاستغناء عن الصادرات الروسية، وبشكل خاص الصادرات الزراعية التي تشمل القمح والذرة والشعير وعباد الشمس.

هذا هو الحال في العديد من البلدان الأفريقية، مثل السودان، موريتانيا، ومصر (التي توفر حوالي 90 بالمئة من وارداتها من القمح من روسيا).

ويعني الاستغناء عن هذه الصادرات المخاطرة بحدوث توترات اجتماعية هائلة تصل إلى حد المجاعة.