تحت هشتاق #يوم_الخرافه، يخوض اليمنيون ثورة فكرية هي الأعظم والأوسع لتحطيم خرافة ما يسمى بـ #يوم_الولاية التي دأبت مليشيا الحوثي المتمرّدة المدعومة من إيران على تكريسها في الـ18 من ذي الحجة من كل عام هجري.

و"يوم الولاية" هي مناسبة طائفية تحتفي بها فصائل الشيعة الأثني عشرية الموالية لإيران في المنطقة، وتحاول مليشيا الحوثي إحيائها في اليمن واستغلالها لتكريس أحقية زعيمها، عبد الملك الحوثي، وسلالاته بحكم اليمن والتفرّد بثرواته دون سائر اليمنيين.

ومنذ اللحظات الأولى لترتيبات المليشيا الحوثية للاحتفاء بهذه المناسبة هذا العام، شهدت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي سيولاً من الردود الفكرية والسياسية غير المسبوقة، معتبرين ما تقوم به المليشيا الحوثية محاولة مفضوحة لتضليل شعب ومصادرة مقدرات أمّة لصالح سلالة معيّنة.

وجاءت ردود اليمنيين بطريقة عفوية، وتنوّعت الردود والمشاركات بين صور معبّرة ومقاطع فيديو لعلماء ومفكّرين يفنّدوا فكرة الولاية، إضافة إلى كتابات لعلماء ومسؤولين ومحليين وكتّاب يمنيين من مختلف المناطق والانتماءات والمكونات الفكرية والسياسية والثقافية.

معنى الغدير

وعن معنى الغدير، قال وزير الأوقاف والإرشاد محمد شبيبة، إن "إقامة الغدير في اليمن معناه باختصار: لا حق لليمني ولا مشروعية له في حكم بلاده ومعناه تكفير اليمني إن لم يحصر حكم بلاده في سلالة الرسي!!".

وأضاف الوزير شبيبة، في تغريدات بحسابه على تويتر، رصدها محرر "مارب برس": "أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد مات بإجماع المسلمين والكفار والإنس والجن ولا علاقة له بالموضوع ولن يبعثه الله من قبره ليجلس على كرسي دار الرئاسة في النهدين".

وفي السياق ذاته، قال الباحث والمحلل السياسي مصطفى ناجي، إنه "وفق الممارسات ومجريات التاريخ والاعتقاد بان هناك شخص بعد الرسول له امتيازات ووضع خاص غير كل المسلمين وحكاية يوم الولاية فإن الإسلام لا يتعارض مع العلم ومناهج التاريخ فقط بل يتعارض مع العدالة والحرية ويتعارض مع نفسه كدين يهدي للتي هي أقوم".

وفي تعريف آخر للولاية الحوثية، قال الناشط الحقوقي رياض الدبعي، إنها تعني "زرع الالغام والقتل والقنص والاعتقال والاختطاف والتعذيب وحصار المدن وتطييف التعليم".

إضافة إلى "سجن النساء وتكميم الأفواه ومنع الناس من ممارسة حرباتهم والتدخل في حياتهم الشخصية وكذلك نهب الاموال وتسخيرها لقتال كل من يعارض فكر الحوثيين".

لا ولاية لكاهن

وفي إطار الردود والتعليقات، قال السفير اليمني السابق عبدالوهاب طواف، إن "يوم الولاية هو يوم التبعية لإيران، والخضوع للسلالة، والتنكر للهوية اليمانية، وقبل ذلك هو يوم يعطل فيه المؤمن بهذه الخرافة عقله، ويحط من شأن نفسه، ويتحول الى مطية، يركبها السلالي".

واعتبر السفير طواف، "المتاجرة بالنسب وتعمد السلالة شن الحروب من أجل ولايتهم المزعومة أهم سبب لتردي الأمة، وسفك الدماء، وتدمير مقدرات الدول". وشدد طواف، على وجوب "مواجهة هذه الخرافة من قبل الجميع". معتبراً أنه "لا توجد لعنة مؤذية ونتنة اليوم في اليمن أكثر من أن تهين خصمك بنعته بالسيد أو بالحوثي".

ومن جانبه، اعتبر سفير اليمن لدى منظمة اليونسكو الدكتور محمد جميح، "الذين يحطمون اليوم ولاية الكهنة إنما يحطمون الأصنام ذاتها التي حطمها أبو الأنبياء إبراهيم، والأصنام التي حطمها خاتم الأنبياء محمد عليهما الصلاة والسلام".

وقال جميح، في تغريدة بحسابه على تويتر، إن "الولاء لله والولاية للشعب، لا ولاية لكاهن". خرافة الولاية وسلاح الوعي وإلى ذلك، اعتبر الصحفي والكاتب خالد العلواني، أن "خرافة الولاية" ليست سوى "محاولة حوثية مكشوفة وبائسة لمصادرة حق الشعب اليمني في السلطة والثروة".

وقال في سلسلة تغريدات بحسابه على تويتر، إن قيادات مليشيا الحوثي تدرك "بأنها لا تمتلك الصفات الإدارية والقيادة التي تؤهلها لتقديم نفسها للشعب عبر الفكر وصناديق الاقتراع، فلجأت لأكذوبة الحق الإلهي في الحكم، وخرافة الولاية والبطنين، وجعلت صناديق الذخيرة وسيلة لفرض سيطرتها وإغراق الوطن في الخوف والجوع والجهالة".

وأكد العلواني، أن "استحقاق الحكم يأتي عبر الإرادة الشعبية السلمية ضمن منظومة ديمقراطية وخيارات حرة وليس عبر "منويات" معلبة، وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان".

ومن جانبها، قالت المذيعة عفاف ثابت، إن الحوثيين يحاربون "العلم خوفًا من اكتشاف الناس لخرافاتهم وأباطيلهم التي تنافي العقل والمنطق، ويلاحقون المفكرين والمثقفين لأنهم سر فنائهم كما أفنى الأحرار والمتنورين جدهم من قبل".

في ذات السياق، اعتبر الكاتب والباحث السياسي عبدالله اسماعيل، "خرافة الولاية" بأنها "الطريق الابشع والأحقر لاستخدام الدين لأغراض التسلط والسيطرة، والحكم تحت مفهوم الاحقية الإلهية، ومفهوم إبليس (أنا خير منه)". كما اعتبرها "مفهوم اقصائي تسلطي يتعارض مع كل مفاهيم التحضر والمدنية ويستهدف تقسيم المجتمع الى سادة وأتباع".

وقال اسماعيل، في سلسلة تغريدات بحسابه على تويتر، إن محاولات الحوثيين للاستحواذ على الحكم والتفرد بالثروة عبر خرافة الولاية "لن تنجح".

وقال إن اليمنيين باتوا "يفهمونهم جربوهم لأكثر من ألف عام.. تاريخهم خرافة زرعت البؤس والدم والهدم. وأضاف: "ستعجز جماعة كهنوتية أن تتطور لأكثر من مجرد مرض عارض، وجائحة جاءت من غبار التاريخ وأوهام السلالة".

وأكد عبدالله اسماعيل، أن اليمنيين سيهزمون هذه الخرافة قائلاً: "سنهزمهم بوعينا وتماسكنا وفهمنا لحقيقة خرافة الولاية".

من جانبه، اعتبر الصحافي غمدان اليوسفي، أن "فكرة الولاية أكثر فكرة سفكت دماء في التاريخ سواء العربي بشكل عام أو في اليمن بشكل خاص".

وقال في تغريدة بصفحته على تويتر: "ظل اليمنيون طوال ألف سنة يقنعون بني هاشم بأن يكونوا بني آدم مثل كل البشر، بينما ظل أولئك يذبحون اليمنيين ليقنعونا أنهم "مصطفين"، ولن يستسلم أي بني آدم لديه عقل لهذه الفكرة مهما كان".

وصفة لمواجهة الأدعياء

وفي إطار التعليقات اليمنية، وجّه رئيس تحرير صحيفة المصدر علي الفقيه، رسائل للمواطنين لمواجهة دعاوى الأفضلية والتمييز من قبل الحوثيين، قائلًا: "أخي المواطن اليمني: من ادعى أنه أفضل منك أو مميز عليك أو من يصور لك أن الدين فرض عليك مودته ومحبته بشكل خاص لأسباب عرقية أو سلالية، فهو دجال وأفاق ولص فابصق في وجهه، وإن لزم الأمر دوس عليه قبل أن يدوس على كرامتك. مختتماً: "كلكم لآدم وآدم من تراب".

وفي تغريدة أخرى قال الفقيه: "عزيزي المواطن/ المواطنة: لما يجي المشرف الحوثي النصاب يقول لكم احتفلوا بـ"يوم الولاية" افهموا انه قصده تعترفوا أنكم مجرد كائنات وجدت لخدمة "بني هاشم" على اعتبار انهم في مثل هذا اليوم وفي غدير "خم" استلموا صكاً من الرسول بحكم الأمة إلى الأبد".

من جانبه، قال الصحفي والحقوقي أحمد الصباحي، مخاطباً اليمنيين: "أيها اليمنيون الأماجد، يا أقيال اليمن وعظمائها، تفكروا جيدًا، هذه نهاية خرافة الولاية التي يجرجرنا إليها نابتة إيران في اليمن هذه إحدى نهايات المشروع الحوثي إلى جانب ما يجرعوننا كل يوم وساعة من جوع وفقر وفساد ونهب وحروب وفتن وكوارث في كل المجالات.

واختتم الصباحي، تغريدته بدعوة اليمنيين لتوجيه ضربات القاضية لأدعياء الأفضلية من عناصر مليشيا الحوثي السلالية بقوله: "دقوا خشوم الكهنوت".