غزّة.. من لم يمت بالقصف قد يموت جوعا أو بردا

الإثنين 25 ديسمبر-كانون الأول 2023 الساعة 05 مساءً / مأرب برس_متابعات خاصة
عدد القراءات 1402

 

تتفاقم الظروف المعيشية الصعبة للنازحين في قطاع غزة المحاصر خلال فصل الشتاء مع تساقط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والصالحة للشرب.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا يسرد معاناة نازحين يعيشون في خيم، ومنهم زوجان يكافحان للحفاظ على دفئ طفليهما.

وفي أحد الليالي، وسط هطول أمطار غزيرة وانخفاض درجات الحرارة، كانت هبة وإيهاب أحمد يحتضنان طفليهما الصغيرين بإحكام، معتمدين على حرارة أجسامهما وبطانية رقيقة لإبقائهما دافئين بينما تدخل الأمطار والرياح من خلال الفتحات الموجودة في خيمتهم المؤقتة.

وقالت هبة أحمد (36 عاما) للصحيفة: “ليس لدينا ما يبقينا دافئين وجافين.

نحن نعيش في ظروف لم أكن أتخيلها أبدا طوال حياتي”.

وتعد أسرة أحمد من بين 1.9 مليون من سكان غزة الذين تقول الأمم المتحدة إنهم نزحوا منذ أن بدأت إسرائيل حملة القصف المتواصلة وعملياتها البرية الموسعة ردا على الهجمات التي نفذتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وقال إيهاب أحمد (45 عاما)، إنهم جاؤوا إلى حي المواصي جنوب غزة قبل ثلاثة أسابيع، مع دخول فصل الشتاء.

ولجأت الأسرة المكونة من سبعة أفراد إلى خيمة صغيرة واهية بنوها باستخدام النايلون باهظ الثمن وبعض الألواح الخشبية.

وأضاف أنهم يتقاسمونها مع 16 من أقاربهم الآخرين.

وتابع مازحا: “إنها ليست حتى خيمة مناسبة. أولئك الذين يقيمون في خيام حقيقية هم البرجوازيون في غزة”.

وأضاف أنه خلال النهار، يحاول هو وأبناؤه العثور على الحطب والكرتون لإشعال نار صغيرة، ويستخدمونها للطهي والتدفئة.

وعبر عن ظروفه المعيشية في مقابلة عبر الهاتف، الأحد: “أنا أتحدث إليكم بينما يعميني دخان النار”.

وفي الخلفية، يمكن سماع شخص يسعل بشكل لا يمكن السيطرة عليه. وأضاف: “الدخان يؤذي رئتينا أيضا”.

وأعربت الأمم المتحدة وجماعات حقوقية أخرى في الأيام الأخيرة عن مخاوف متزايدة بشأن زيادة انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والإسهال المزمن في غزة مع نقص المياه النظيفة والصالحة للشرب والظروف غير الصحية.

ووفق اليونيسيف، فإن الأطفال هم الأكثر تضررا من تزايد معدلات الإصابة بالأمراض المعدية.

وأوضح أحمد أن الابنة الوحيدة لهما وأصغر أطفالهما، جنى (9 سنوات)، تعاني من آلام شديدة في البطن منذ نحو أسبوعين، ربما بسبب الجفاف الشديد. وقال إنه لم يتمكن من نقلها إلى مستشفى أو عيادة لأن المراكز الطبية القليلة التي ما تزال تعمل مكتظة بالكامل ويصعب الوصول إليها سيرا على الأقدام. وأضاف: “كانت تصرخ من الألم، وكل ما يمكننا فعله هو أن نعطيها بعضا من مياه الأمطار لتشرب”.

توفير 10% فقط من حاجيات القطاع كان الطقس دافئا عندما فر أحمد مع زوجته وأطفاله الخمسة من منزلهم في مدينة بيت حانون الشمالية خلال الأيام الأولى من الحرب. وقالت هبة أحمد، إنهم، مثل كثيرين آخرين، لم يتوقعوا أن يرحلوا لفترة طويلة، وقد فروا مع بعض الوثائق والملابس الصيفية التي كانوا يحملونها على ظهورهم. ولفت أحمد: “كنت أبحث عن ملابس دافئة مستعملة، لكنهم يبيعونها بأسعار جنونية لا أستطيع تحملها”.

وأشار إلى أنه “على مدى 23 يوما، كنا نحاول العثور على بطانيات ومراتب.

لقد كنا ننام على ملاءة رقيقة ونشكل الرمال على شكل وسادة لإراحة رؤوسنا”، كما تحدث عن ندرة الطعام والأغذية، وعدم وصول المساعدات إليهم. أزمة جوع وخطر مجاعةوقالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة في تقرير نشر الخميس الماضي، إن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايد كل يوم. وذكر التقرير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم.

وتدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل متسارع منذ إطلاق إسرائيل عملية عسكرية ضخمة في السابع من أكتوبر مع تدمير القصف العنيف مناطق واسعة من القطاع الساحلي في الأسابيع التالية، وفرض حصار مطبق.

وأوصلت شاحنات تحمل مساعدات من مصر بعض الأغذية والمياه والأدوية، لكن الأمم المتحدة تقول إن كمية الأغذية تساوي 10 في المئة فقط من الكمية التي يحتاج إليها سكان القطاع الذين نزح معظمهم. وقالت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لغزة: “يوجد خطر وقوع مجاعة ويتزايد كل يوم يستمر أو يتفاقم فيه الوضع الحالي من أعمال العنف المكثفة وتقييد دخول المساعدات الإنسانية”.

وتعلق بعض سكان غزة ممن أصابهم اليأس بشاحنات المساعدات لمحاولة انتزاع إمدادات الغذاء الشحيحة وبضائع أخرى. ووردت تقارير أيضا تفيد أن السكان يأكلون لحم الحمير وتتحدث عن المرضى الهزلى الذين يسعون إلى تلقي المساعدة الطبية.

أزمة غير مسبوقة وقال، عارف حسين، كبير الخبراء الاقتصاديين ومدير البحث في برنامج الأغذية العالمي: “هذا التقرير يؤكد نوعا ما أسوأ مخاوفنا”، واصفا الأزمة بأنها “غير مسبوقة”.

وأضاف لرويترز في مقابلة: “أفعل هذا منذ العشرين عاما الأخيرة أو يزيد. ذهبت إلى أفغانستان، وذهبت إلى اليمن وسوريا وجنوب السودان وإثيوبيا وشمال شرق نيجيريا. لكن لم أشهد قط حدوث أمر بهذا السوء بهذه السرعة”.

وتضع لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الناتجة عن شراكة تشمل منظمات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، المعيار العالمي لتحديد شدة أزمة الجوع باستخدام مجموعة معايير فنية معقدة. وتذكر اللجنة أن الأزمة أو مستويات المرحلة الثالثة من الجوع تعني أن الأسر تعاني من ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد أو بوسعها فحسب تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات من خلال استراتيجيات التعايش مع الأزمات أو استهلاك أصول أساسية.

وأشد تحذيرات اللجنة هو المرحلة الخامسة التي يوجد بها مستويان هما الكارثة والمجاعة. وخلصت اللجنة إلى أن أسرة من كل أربع أسر على الأقل، أو 577 ألف شخص، في غزة يواجهون بالفعل جوعا كارثيا ونقصا شديدا في الأغذية والتضور جوعا واستنفاد قدرات التعايش. وقال حسين إن ذلك أكثر بأربعة أمثال من عدد من يُقدَّر أنهم يواجهون جوعا كارثيا في بقية أنحاء العالم. وفي السودان، تقدّر اللجنة أن الحرب دفعت نحو 37 في المئة من سكانه إلى المرحلة الثالثة أو مستويات أزمة الجوع وأن عشرة في المئة من السكان يواجهون المرحلة الرابعة وهي مستويات “الطوارئ”.

وفي دولة جنوب السودان، خلصت اللجنة إلى أن 46 في المئة من السكان واجهوا مستويات أزمة جوع في الأشهر القليلة الماضية، بينما بلغ تقدير اللجنة في أفغانستان 29 في المئة.وأُعلنت المجاعة مرتين فحسب على مدى الاثنتي عشرة سنة المنصرمة في مناطق بجنوب دولة الصومال في 2011 وفي مناطق بدولة جنوب السودان في 2017. وقال حسين عن الوضع في غزة: “إذا استمرت الحرب بالشكل التي هي عليه، وإذا لم تدخل المساعدات بالشكل الذي ينبغي لها الدخول به، فسنشهد مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة”. وأضاف: “أيا كان ما سيحدث خلال شهرين أو إذا ما حدث خلال ثلاثة أشهر، فسيكون من العسير التنبؤ به”. ولفت أحمد: “كنت أبحث عن ملابس دافئة مستعملة، لكنهم يبيعونها بأسعار جنونية لا أستطيع تحملها”.

وأشار إلى أنه “على مدى 23 يوما، كنا نحاول العثور على بطانيات ومراتب. لقد كنا ننام على ملاءة رقيقة ونشكل الرمال على شكل وسادة لإراحة رؤوسنا”، كما تحدث عن ندرة الطعام والأغذية، وعدم وصول المساعدات إليهم. من الجوع إلى خطر المجاعة وقالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة في تقرير نشر الخميس الماضي، إن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع وخطر مجاعة يتزايد كل يوم.

وذكر التقرير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم. وتدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل متسارع منذ إطلاق إسرائيل عملية عسكرية ضخمة في السابع من أكتوبر مع تدمير القصف العنيف مناطق واسعة من القطاع الساحلي في الأسابيع التالية، وفرض حصار مطبق. وأوصلت شاحنات تحمل مساعدات من مصر بعض الأغذية والمياه والأدوية، لكن الأمم المتحدة تقول إن كمية الأغذية تساوي 10 في المئة فقط من الكمية التي يحتاج إليها سكان القطاع الذين نزح معظمهم. المصادر: نيويورك تايمز وموقع الحرة