السلطان العثماني يزور قاهرة المعز: القدس العربي: إسرائيل تعيش أسوأ أيامها، وتهديدات وزير خارجيتها بدعم حزب العمال الكردستاني واللوبي الأرمني لن تخيف السيد أردوغان
الموضوع: الثورات الشعبية
 
رجب طيب أردوغان
 

السيد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي يبدو مثل النحلة هذه الايام، فهو لا يكف مطلقاً عن الحركة سواء داخل تركيا أو خارجها، في جعبته الكثير من العسل لاصدقائه وحلفائه، ولكن لسعاته قد تكون مؤلمة لاعدائه، او من يستعدونه، ونحن نتحدث هنا عن اسرائيل.

اردوغان حط الرحال بالامس في القاهرة كضيف على مجلسها العسكري، وشباب ثورتها في الوقت نفسه، ومن غير المستبعد ان يتوجه الى قطاع غزة الذي بات محور المواجهة بين بلاده واسرائيل بعد اقدام وحدات كوماندوز بحرية تابعة للاخيرة على قتل تسعة من الناشطين الاتراك كانوا على متن السفينة مرمرة احدى سفن قافلة كسر الحصار على غزة.

اللافت ان زيارات السيد اردوغان للعواصم العربية والعالمية تتسم بالجدية في الوقت نفسه، اي انها ليست زيارات مجاملة مثل زيارات وجولات نظرائه من الزعماء العرب، فقد ضم الوفد المرافق له في زيارته للقاهرة وفدا وزاريا رفيعا علاوة على اكثر من مئتين من كبار رجال الاعمال الاتراك يمثلون مختلف قطاعات الانتاج في بلاده.

توقيت الزيارة للقاهرة ينطوي على درجة كبيرة من الاهمية، فهي تأتي في ظل ازمة متفاقمة بين الجانبين المصري والتركي من جهة واسرائيل من جهة اخرى، بسبب اقدام قوات الاخيرة على قتل خمسة جنود مصريين في سيناء وتسعة ناشطين اتراك على ظهر السفينة مرمرة ورفضها تقديم اعتذار رسمي للبلدين.

تركيا ردت على هذا الموقف المتعجرف بطرد السفير الاسرائيلي وتخفيض مستوى التمثيل الى سكرتير ثالث، بينما قام الشباب المصريون باقتحام مقر السفارة الاسرائيلية في القاهرة وبعثرة محتوى احد طوابقها من وثائق ومراسلات، ولو تمكنوا من الوصول الى الدبلوماسيين الاسرائيليين الذين كانوا مختبئين في دورين علويين لوقعت مجزرة وربما حرب اسرائيلية مصرية.

تشكيل اكبر دولتين اسلاميتين في الشرق الاوسط تحالفاً استراتيجياً ضد اسرائيل سيقلب موازين القوى في المنطقة، وسيزيد من عزلة الاخيرة دولياً واقليمياً، وربما ينهي تفوقها العسكري ايضاً. فتركيا تملك قوة عسكرية تساوي نظيراتها في بريطانيا وفرنسا والمانيا مجتمعة، كما ان تعداد سكان البلدين الحليفين الجديدين، اي مصر وتركيا يصل الى مئتي مليون نسمة تقريباً بالمقارنة مع ستة ملايين تعداد اسرائيل خمسهم من العرب.

والاهم من ذلك ان هذه القوة العسكرية البشرية المزدوجة مدعومة باقتصاد تركي قوي يحتل المكانة السادسة اوروبياً، والسابعة عشرة عالمياً.

السيد اردوغان اكد ان الدم التركي اغلى كثيراً من العلاقات مع اسرائيل، وهدد بانه سيرسل سفنا حربية لمرافقة السفن التي ستحمل معونات انسانية لقطاع غزة، لحمايتها من اي اعتداء اسرائيلي محتمل.

هذا التحدي يعكس الثقة التركية بالنفس اولاً، والكرامة الوطنية ثانياً، وهذه صفات غابت عن المنطقة وحكوماتها لأكثر من أربعين عاماً، ومنذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد عام 1979 على وجه التحديد.

اسرائيل تعيش اسوأ ايامها، وتهديدات وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان بدعم حزب العمال الكردستاني المعادي للحكومة التركية، واللوبي الارمني في امريكا لن تخيف السيد اردوغان حتماً بقدر ما تكشف حالة الرعب التي تسود اسرائيل حالياً من جراء العزلة التي تعيشها بفضل غرورها وتحديها لشعوب المنطقة.

السلطان العثماني يزور مصر ليشد على يدها، ويعزز موقفها، ويشد ازرها في مواجهة العربدة الاسرائيلية والنكوص العربي. انه بحق رجل دولة يحسب خطواته جيداً، ويعرف متى يتحرك واين ومن اجل ماذا.

مأرب برس – القدس العربي:
الثلاثاء 13 سبتمبر-أيلول 2011

أتى هذا الخبر من مأرب برس | موقع الأخبار الأول :
https://www.marebpress.net

عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://www.marebpress.net/news_details.php?sid=36506