آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

ثفافة الشخصنة
بقلم/ تيسير السامعى
نشر منذ: 10 سنوات و 10 أشهر و 7 أيام
الإثنين 24 يونيو-حزيران 2013 06:05 م

أمقت  تقديس الأشخاص وتعظيمهم وربط الانجازات  والنجاحات  بأفراد دون  الجماعات , صحيح  ان هناك  أناس أعطاهم الله قدرات ومواهب قيادية على توجه الآخرين وإدارتهم لكن مهما كانت إمكانياتهم لا يمكنهم الاستغناء على قدرات الآخرين و رحم الله جدتي التي  تردد دائما " ما راجل إلا برجال"

الأحداث العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ وكان لها اثر كبير على في نهضة الشعوب والأمم لم يقم بها أفراد إنما قامت بها جماعات , جماعات يقودها قادة عظماء وجنود مخلصون لكن ثقافة الشخصنة التي تسللت الى عقول الناس و كانت نتاج طبيعي لثقافة الاستبداد ركزت على القادة ونسيت الجماعات  ....

قائد القادة وعظيم العظماء ومعلم الإنسانية محمد على افصل الصلاة والسلام عندما كلف بالدعوة كان أول شيء يقوم به هو تأسيس الجماعة وتربية الجنود من اجل ان يتحملوا جميعا أعباء الدعوة وتبليغ الرسالة حتى لا تبقى هذه الرسالة مرتبطة بشخصه لذلك عندما لحق عليه صلاة وسلم بالرفيق الأعلى بقيت الدعوة من بعده واستمرت وانتشرت حتى وصلت أصقاع الأرض , ولم تتأثر بغياب القائد فالجنود كلهم تحولوا الى قادة ...

من يقول ان صلاح الدين الأيوبي هو من فتح القدس وحررها من الصليبيين فهو مخطئ , فصلاح الدين رحمه الله لم يكن إلا قائد الجيش الذي فتح القدس وحررها من الصليبيين بعد تسعين سنة من احتلالها .. وهذا الجيش وقائده لم يكن إلا ثمرة لجهود كبيرة كان قد بذلها علماء ودعاة عملوا سنوات طويلة في إحياء الأمة وإيقاظ قيم الخير والتضحية والجهاد فيها وفي المقدمة نور الدين زنكي الذي لم يكن صلاح الدين إلا احد تلاميذه .. لكن ثقافة الشخصنة جعلنا اليوم نتغنى بصلاح الدين وتنسى الجماعة التي خرج منها صلاح الدين والجيش الذي قاده صلاح الدين و الذي أنا على ثقة أن جميع أفراده كانوا رجالا لا يقلون إيمانا وتقوى وتضحية وإقدام عن صلاح الدين ..

اليوم ظهرت ثقافة الشخصنة عند الكثير من شبابنا صاروا يظهرون الإعجاب المفرط ببعض القادة والزعماء وصلت الى درجة التعصب فمثلا هناك من الشباب من يشدو ويتغنى برئيس وزراء تركيا طيب رجب أردوغان بسبب النجاحات الكبيرة التي حققتها تركيا في الجوانب السياسية والاقتصادية ومواقفه الرائعة تجاه قضايا الأمة كأنه هو من صنع هذا كله ولا يدركون ان أردوغان هو رئيس حزب العدالة و التنمية و ان من يصنع النجاحات ويحقق الانجازات هو الحزب ليس رئيس الحزب, فأردوغان ما هو إلا واحد من جنود هذا الحزب ان كان هو رئيسه والحزب فيه كوادر وقيادات أخرى ربما تفوق قدرات و إمكانيات اردوغان سوف يستمر الحزب في تحقيق النجاحات و الانجازات سواء ظل أردوغان رئيسا له او جاء شخص اخر. وهذا الحزب بالأساس كان نتاج لجهود بذلها قادة سابقون قبل اردوغان ناضلوا و ضحوا طويلا وتعرضوا للأذى والسجن كان على رأسهم نجم الدين أربكان رحمه الله تعالى  ...

النهضة والتغيير لا يصنعها أفراد من يسعى الى تنصيب نفسه زعيما ويعتقد انه قادر علي فعل كل شيء بدون ان يكون معه رجال أوفياء يؤمنون بالفكرة التي يسعى الى تحقيقها فهو واهم ومصيره سوف يكون الفشل حتما ..لان سنن الله في الخلق لا تحابى أحدا فالجماعات التي ارتبطت بفكرة ومبدأ استمرت وانتشرت وصار لها اليوم صدى بينما الأحزاب التي ترتبط بأشخاص تقلصت وتلاشت ولم يبقى معها إلا الضجيج والبكاء على الأطلال ,

وهذا جزء من إرث الفشل الذي يجب على شعوب النهضة التخلص منه , لأنه الباب الذي انتقلت منه الشعوب العربية من الاستعمار إلى طغيان الفرد الذي يلبس قناع الحزب الذي يختزل الدولة و الوطن و الحضارة والمنجزات والثورة و الأحلام و كل شيء فوصلنا إلى أقل من الصفر بعد نصف قرن من النضال!!