آخر الاخبار

النجم ميسي يحقق 3 أرقام قياسية ويقود إنتر ميامي لاكتساح نيويورك ريد بولز بسداسية بحضور قيادات بارزة … مكتب الاوقاف بمأرب يكرم الدفعة الاولى من الحافظات والحافظين المجازين بالسند المتصل للنبي فوز تاريخي وغير مسبوق .. أول عمدة مسلم في لندن يفوز بولاية ثالثة وانتكاسة كبيرة للمحافظين بالانتخابات حرب المظاهرات الجامعية يشتعل وبقوة وجامعات جديدة حول العالم تنضم إلى الحراك الطلابي المناصر لغزة روسيا تقلب موازين المعارك وتعلن التقدم والسيطرة وقرية أوكرانية تتحول لأنقاض مع فرار سكانها من التقدم الروسي تفاصيل فضيحة ثانية تهز ألمانيا في اختراق 6 آلاف اجتماع أمني للجيش حرب ومعارك طاحنة في السودان والجيش يشعل مواجهات غير مسبوقة شمال الخرطوم لقطع إمدادات الدعم الصحة السعودية تكشف عن آخر مستجدات واقعة التسمم في الرياض رسميًا.. ريال مدريد يحصد لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم السنوار يتحدث للمرة الأولى عن صفقة الهدنة المقترحة في غزة

عنصرية الحوثيين وواجب العالم المتحضر
بقلم/ عادل الاحمدي
نشر منذ: 3 سنوات و 10 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 15 يونيو-حزيران 2020 05:58 م
 

الحوثيون هم جماعة عنصرية دينية مسلحة تدّعي تميّزاً عرقياً بنصوص دينية مفتراة، وتستخدم العنف والترهيب لفرض رؤيتها على عامة اليمنيين بالسلاح وبما استولت عليه من امكانيات الدولة. وترتبط بالمشروع الإيراني بالمنطقة، وتحذو حذوه وتنفذ أجندته.

لا يهمنا أن تعتقد هذه الجماعة في نفسها ما تشاء.. ولكن المشكلة هي أنهم يحاولون فرض ذلك الاعتقاد على الغالبية التي تختلف معهم، بالعنف وبالسطو على السلطة ومصادرة حق اليمنيين في إدارة بلادهم والاستفادة من مواردهم.

ومثلما يرتبط هؤلاء حاليا بإيران فهم أيضا امتداد لتيار كهنوتي نجح مرات في السطو على السلطة خلال فترات تعد الأكثر حلكة وسواداً في تاريخ اليمن.

إن نظرية التمييز التي تؤمن بها هذه الجماعة تتناقض مع النصوص الواضحة للإسلام الذي يدين به الشعب اليمني، كما تتعارض مع كل ما توصلت إليه البشرية عبر نضالها الطويل من قيم عظيمة مثل الحرية والمساواة والعدالة وكل المبادئ الجامعة التي نصت عليها الأديان والشرائع واللوائح القومية والأممية التي قضت على التمييز بكافة اشكاله واعتبرت الناس سواسية في الحقوق والواجبات.

كل الشعوب في كل البلدان وعلى مدى كل الأزمان، تناضل من أجل الحرية والكرامة والتعايش والتسامح.. ويأتي هذا المشروع الشرير في هذا العصر الذي يسمى عصر الحريات، ليدفع أتباعه كي يحاربوا من أجل العبودية.. وبالتالي هو مشروع عقيم لن يكتب له النجاح لكنه يكلّف اليمنيين الآن فاتورة باهظة من أرواحهم وممتلكاتهم.

ومهم في هذا السياق التذكير أن الحوثيين لم يفرضوا ما يسمى الخمس (٢٠ بالمية من كل الموارد والارباح) لأنفسهم، بل لأسرة معينة داخل المكون الحوثي.. ولو كان المرء حوثياً قيادياً وفي أعلى المراتب ولا ينتمي إلى هذه الأسرة لا يحصل على شيء منه.

علماً أنهم قد أخذوا كل شيء، في مركز الدولة ومناطق نفوذهم. واستولوا على نحو ٤ مليارات ونصف مليار دولار وضاعفوا الضرائب والجمارك وحرموا الموظفين رواتبهم. وكل ذلك مرفوض ولا مشروعية له.. غير أن الحوثي يريد بهذه الخطوة إعطاء غطاء قانوني لتميزه العرقي وهذا هو عين العنصرية المدمجة باللاهوت الديني الثيوقراطي والمفروضة بالإرهاب المسلح.

لقد اجتمعت في مثل هذا النوع من العنصرية كل البشاعات التي حاربت البشرية ضدها على مدى التاريخ:

. التطرف الديني والتكفير.
. العنصرية العرقية.
. استبداد الأقلية وإصرارها على حكم الأغلبية.
. طمس هوية وتاريخ وتراث الشعب.
. التجويع والإفقار والسطو على المساعدات.
. التحريض على المجتمع وشيطنته.
. التحريض على الجوار الإقليمي واستفزازه عسكرياً.
. التحريض على الأمم والأديان الأخرى.
. التأسيس لمرحلة حروب تقلق أمن اليمن والمنطقة في هذا المكان الحساس المشرف على أحد أهم مضائق العالم والمجاور لأهم منابع النفط تنفيذاً لسياسة إيرانية مجنونة.

والحوثي اليوم يسابق الزمن لإنتاج جيل مفخخ مغسول الدماغ يقدم حياته رخيصة لارضاء من يستعبده.

مهم أن يفهم أصدقاء ومحبو اليمن، وكل القوى الخيرة في العالم، أن الشعب اليمني لا يعاني من ويلات الحرب التي أشعلها الحوثيون فحسب، بل يعاني:
. حرباً ضارية ضد كل قيم الحضارة والمساواة. . وحرباً ضارية ضد كل منافذ العيش.
. وحرباً ضارية ضد كل وسائل التعبير والاحتجاج. . وحرباً ضارية ضد الفنون والآداب وضد تراث المجتمع وفلكوره.
. وحرباً ضارية ضد التعليم وكل منافذ التخلق..

وبالتالي فإن النضال الذي يمارسه اليمنيون الآن في مواجهة هذه العصابة هو أنبل وأقدس أنواع النضال، وعلى العالم وفي مقدمته العالم المتحضر، ألا يقف مكتوف الأيدي أمام تغوّل جماعة عنصرية استولت على سلاح دولة ومؤسسات دولة وتحتجز ما يربو عن ١٥ مليون يمني كرهائن في مناطق سيطرتها.

كما أن على العالم المحتضر أن يثبت أن الديمقراطية والحرية والمساواة ليست مجرد شعارات يرفعها، ولكنها قيم آمن بها ويناضل لأجلها، وتأتي مثل هذه الطامة التي حلت على شعبنا اليمني بعد أن كان اليمن قطع أشواطاً في الديمقراطية والتعددية وحرية الصحافة والانتخابات التنافسية. فأراد هذا المشروع العنصري المتخلف أن يُحدث ارتكاسة تضع اليمن من جديد في مقابر التاريخ. ومهما بذل فإنه لن يحقق غايته الشريرة في هذه البلاد التي عرفت الحضارة منذ آلاف السنين. لكن الفاتورة ستتضاعف كلما تأخر موعد الخلاص.

اختتم بالقول أن اليمنيين يشعرون بالأسف أنّ ثمة أطرافاً غربية لا تتعامل مع مأساة اليمن بمسؤولية ولا تدرك التبعات التي يمكن أن تدفعها مستقبلاً حال التأخر في دحر هذا الخطر.

الخُمس ليست سوى قطرة واحدة في جالون من مصفوفة الإجراءات العنصرية الممتدة من العادات الاجتماعية إلى الأهازيج الفنية إلى الحقوق السياسية. لكنه مدخل ملائم لكي يعرف العالم فظاعة ما يعانيه هذا الشعب منذ أطلت هذه العصابة.


. ورقة في ندوة "الخمس.. وجه جديد للعنصرية الحوثية" التي نظمها الائتلاف اليمني للنساء المستقلات الأحد ١٤ يونيو ٢٠٢٠