كوادر الفرق الفنية للإخوان المسلمين تكتسح الدراما اليمنية

الجمعة 18 سبتمبر-أيلول 2009 الساعة 02 صباحاً / صنعاء –مأرب برس -رشاد الشرعبي:
عدد القراءات 7000

 مرحلة جديدة ولجتها الدراما اليمنية في رمضان هذا العام، حيث حقق الفنانون القادمون من بين أحضان فرق الإنشاد والمسرح الديني والحزبي المعارض حضوراً لافتاً، أعتبره البعض تدشيناً لمرحلة تطور وانطلاق للدراما اليمنية المتعثرة والموسمية.

تباشير هذه المرحلة برزت مخاضاتها قبل أعوام مع تأسيس شركات متخصصة بالإنتاج الفني وخوضها تنافس محموم أو تعاون خجول مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي ظلت لعقود تحتكر ذلك، وتوجت بتدشين بث أول فضائية يمنية خاصة (السعيدة) في رمضان قبل الماضي، وكان رمضان هذا العام مناسبة لتدشين فضائية (سُهيل) المملوكة لرجل الأعمال والقيادي في حزب الإصلاح الإسلامي المعارض (حميد الأحمر).

ينظر الكثير من المتابعين والكتاب لمستقبل الدراما اليمنية بكثير من التفاؤل والأمل، إلا أنهم يؤكدون أنه لا يزال أمامها تحديات كبيرة أهمها الإمكانيات المادية الضحلة وعزوف القطاع الخاص عن المغامرة والاستثمار في المجال الإعلامي عموماً والإنتاج الفني بصورة خاصة.لكنهم ينظرون بإعجاب للحضور الطاغي للفنانين والكوادر المنتمية للفرق الفنية الإنشادية والمسرحية المحسوبة على أكبر أحزاب المعارضة اليمنية (تجمع الإصلاح الخارج من عباءة الإخوان المسلمين)، وهذا الحضور لم يقتصر على الدراما التي تبث عبر فضائيتي السعيدة وسهيل، ولكنه زحف بقوة هذا العام في دراما التلفزيون الحكومي من خلال الفنان الشعبي الشهير محمد الأضرعي وفرقته، وكذلك العديد من المشاركين في مسلسل أشواق وأشواك.

أمين عام نقابة الفنانين اليمنيين الفنان فؤاد الكهالي قال "إن النقابة تعتبر نفسها أحد عوامل الدعم للحركة الفنية اليمنية، وبالتالي يتوجب عليها دعم وتشجيع الفنانين والكوادر الإبداعية بغض النظر عن ألوان الفرق الفنية التي جاءوا منها".

وأكد الكهالي لـ(الإمارات تايمز) أن هؤلاء الكوادر الذين حضروا هذا العام بقوة في الدراما اليمنية ورغم أنهم قادمين من فرق الإنشاد والمسرح الديني والمدعومة من أحزاب سياسية، هم فنانون مبدعون وكوادر فنية متميزة وجدوا لهم متنفسا ومساحة واسعة للحضور درامياً، خاصة مع تأسيس فضائيات غير حكومية ومعارضة.

ونوه الكهالي إلى أن الفنانين ورغم أن خطهم الفني كان محدوداً ومرتبطاً بالإنشاد والمسرح الديني والحزبي، إلا أن أداءهم يكشف عن فرق فنية أفرزتهم بصورة جيدة، وبدأوا يبرزون إبداعاتهم وأدائهم الفني الجيد في الدراما التلفزيونية، ما يدل على أنهم يسيرون وفق ترتيب وتخطيط أفضل مما هو عليه حال الفرق الفنية التابعة للحكومة.

ويضيف أمين عام نقابة الفنانين اليمنيين "نلاحظ أن لديهم آلية عمل جيدة وسينجحون أفضل منا نحن الذين نعمل في الفرق الرسمية، حيث يتم التعامل معنا بصورة سيئة كموظفين في الحكومة، ولا يوجد إيمان بما للدراما من رسالة وتأثير أنجح ألف مرة من الخطاب والأداء السياسي".

وتعد الفرق الفنية التي ضخت بهؤلاء الفنانين ذوي الملامح الإسلامية الإخوانية، والأداء في صف المعارضة للسلطة، فرقاً شعبية، بعضها لا تمتلك تراخيص رسمية من وزارة الثقافة، بالإضافة إلى فرق تابعة لأندية رياضية وثقافية من ذات الاتجاه، ورسخت حضورها الشعبي عبر أنشطتها الجماهيرية في مختلف المناسبات والمواسم، وحقق بعض رموزها حضوراً أكبر خلال الانتخابات وتعرض بعضهم للسجن والمحاكمات والملاحقات والمصادرات.

ففي قناة السعيدة، كان الفنان الأشهر في اليمن فهد القرني يرسخ حضوره التلفزيوني عبر مسلسل "همي ..همك" والذي قدم دراما اجتماعية بلون بدوي لأول مرة في اليمن، وإلى جانب البطولة في المسلسل وتجسيده لشخصيتين معاً، فقد كان فهد هو المؤلف للقصة التي تتناول بجرأة كثير من الهموم اليمنية تصدرها ظاهرة اختطاف لأجانب ورجال الأعمال التي تتصاعد بصورة مقلقة.

ويرجع القرني ما اعتبره ظاهرة إلى ثلاثة أسباب، الأول يتمثل في الحضور الجماهيري الكبير الذي حققته كوادر حزب الإصلاح الفنية التي وجدت نفسها في أوساط الشعب وبين الجمهور مباشرة، بسبب حرمانها من الوصول لإعلام الحكومة،

مشيراً إلى أن السبب الثاني والثالث يتمثلان في ما تتحلى به هذه الكوادر من تميز وإبداع وقدرات، وأيضاً حالة التنافس الدرامي التي وجدت بوجود فضائيات خاصة بعد عقود من الاحتكار للإعلام الحكومي.

لكن القرني يرجع للتأكيد لـ(الإمارات تايمز) أن الفن ليس له انتماء سياسي أو حزبي، رغم أنه قد يكون له انتماء فكري وثقافي، ويضيف "فالفنان أولاً وأخيراً هو إنسان، ومن حقه أن ينحاز لفكرة، لكن فنه يجب أن ينتمي للناس وهمومهم".

ويرى أن هذه الظاهرة، "ليست ظاهرة حزبية أو سياسية، لكنها ظاهرة الفن الهادف الذي له حضور بين الجمهور"، ويعود للتأكيد أن الحضور المتميز لكوادر الفرق ذات اللون الإخواني (الإصلاحي) يعد أكبر دليل على أن الإصلاح القادم منه تنظيم واعي ومواكب للعصر ويمتلك مشروع مدني وحضاري خلاق وله حضور متميز في مجالات الحياة.

ويواصل الفنان القرني "كانوا يتهموننا – كحزب إصلاح - أننا ضد الفن وضد المرأة، ولكن أثبتنا عكس ذلك، ولو تابعت مسلسلي "همي .. همك" سترى المكانة المحترمة التي نضعها للمرأة وللفن أيضاً.

  عن "الإمارات تايمز
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن