ناصر والعطاس يستنكران ما حدث في أبين في ظل دعوة الرئيس لحوار وطني

الجمعة 18 ديسمبر-كانون الأول 2009 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - خاص:
عدد القراءات 10653

أدان الرئيسان السابقان علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس ما أسمياها بـ"المجزرة التي اُرتكبت في محافظة أبين, وما يحصل من حوادث مشابهة في مناطق مختلفة والتي تأتي بأرواح المدنيين والأبرياء ممن لا ناقة لهم ولا جمل بسيناريوهات السلطات الأمنية", داعين القوى الوطنية على مختلف مستوياتها أن تقف موقفاً جاداً ضد هذه الأعمال التي وصفاها بـ"الوحشية" باعتبار أن السكوت عنها لا يعني فقط الموافقة عليها بقدر ما يعني المشاركة السلبية فضلاً عن أن ذلك يوفر غطاء لارتكاب أعمال مماثلة والتمادي في أعمال العنف والقتل والتي ستطال كل شرائح المجتمع, وفقا لتعبيرهما.

واستغرب الرئيسان, في بيان صادر عنهما, أن تتزامن هذه الأعمال الوحشية, حسب وصفيهما, مع إطلالة العام الهجرى الجديد وبعد إطلاق الرئيس, علي عبد الله صالح, الدعوة للحوار وقبل أن يجف حبرها, مشككين من مصداقية ذلك للتزامن بين الدعوة وهذه الاعتداءات, كما استغربا من الغطاء الذي يوفره الصمت العربي والإقليمي والدولي المثير للجدل, مؤكدين بأنه غير مقبول بالنظر إلى الانعكاسات الخطيرة التي يمكن استشرافها جراء استمرار هذه الأوضاع المقلقة في اليمن على مستوى الأمن العربي ابتداءً من أمن الخليج وصولاً لأمن المنطقة بصفة عامة.

وقال البيان, حصل مأرب برس على نسخة منه, إن ما حدث في محافظة أبين أمس الخميس, يعتبر امتداداً لأحداث سابقة كان الجنوب مسرحاً لها, كما حصل من قتل وحصار في زنجبار العام الماضي وقبلها وبعدها في الضالع ولحج عدن وحضرموت وما يحصل في مناطق متفرقة من المحافظات الجنوبية التي تعيش أسوأ أحوالها على كافة الأصعدة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً وإنسانياً, طبقا لما جاء فيه.

وأضاف البيان, تلقى مأرب برس نسخة منه, "تابعنا ببالغ الحزن والأسى وشديد الأسف أنباء المجزرة التي ارتكبت في محافظة أبين اليوم (أمس) الخميس 17 ديسمبر 2009م وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ بين قتيل وجريح، والتي أوردت مصادر محلية بأنها تفحمت واختلطت بأشلاء البهائم جراء القصف الذي قامت به السلطات بطريقة وحشية".

وربط البيان ما حدث بما كانت قد أشارت إليه منظمة هيومن رايتس في تقريرها الذي تطرق إلى حجم المعاناة التي يعيشها الجنوبيون, حسب تعبيره, والذين لا يزال يرزح العشرات منهم في سجون بعضها معروف والآخر غير معروف في انتهاك صارخ لكل القوانين والنظم والمواثيق والقيم الإنسانية، الأمر الذي ينتظم مع الإجراءات المتعاظمة التي تتخذها السلطات باتجاه إعلان الحروب وإشعال الحرائق وعسكرة الحياة المدنية والتي يراد لها أن تمتد من الشمال إلى الجنوب للتعمية على حجم الإخفاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي باتت تؤرق البلاد وتلقي بظلالها الساخنة على دول الجوار والمنطقة عموماً, حسبما ذكره البيان.

إلى ذلك أبديا ناصر والعطاس استغرابهما من المواقف السلبية على اختلافها إزاء أوضاع اليمن والحرائق المشتعلة والمتنقلة فيه سواء في صعدة أو في الجنوب, مؤكدين على إن مثل هذه الحروب والمجازر وأعمال العنف تسيء لمن يقدمون المساعدة والإسناد المادي والمعنوي للسلطات التي تقوم بها, معتبرين الإسناد الحقيقي والفاعل والذي يُرتجى منه خيراً يكمن في دعم الحوار الوطني الشامل والكامل ودعم الحلول السلمية والعادلة لكل قضايا وملفات الأزمة اليمنية المعقدة والتي لا تزيدها لغة العنف إلا تعقيداً.

وأكد بيانهما أنهما ينظران إلى لغة الحرب والعنف بعين الريبة والشك في نواياها وجدواها وفقاً لقناعتهما "بجدوى وفاعلية الحلول السلمية ولغة الحوار التي عالجنا بها كل قضايانا شمالاً وجنوباً", مجددين إدانتهما للمجزرة التي ارتكبت في أبين, طبقا لتسميتهما, وغيرها من أعمال العنف والقتل غير المبرر في أكثر من مكان والذي يحتشد سلبياً مع الحرب الدائرة في صعدة والتي لم تحسمها الآلة العسكرية حتى اليوم ويأتي في سياق إرهاب المواطنين الجنوبيين في عملية خطيرة تنتظم مع الممارسات القمعية التي تتخذها السلطات الأمنية بقصد الإساءة للحراك الجنوبي السلمي, على حد تعبيرهما.

وطالب البيان السلطة وقف عملياتها العسكرية ضد المواطنين الأبرياء ووقف نزيف الدم والإفراج فوراً ودون شروط عن كافة المعتقلين والمختطفين السياسيين والإعلاميين ووقف المحاكمات الاستثنائية والصورية ورفع الحظر عن الصحف وفي مقدمتها صحيفة الأيام وناشريها هشام وتمام باشراحيل.

ودعا بيان الرئيسيين ناصر والعطاس الجميع إلى تفهم خطورة المرحلة وأن يتحملوا المسؤولية التاريخية إزاء تطورات الأوضاع في اليمن, مطالبين بممارسة الضغط الفعال محلياً وخارجياً في سبيل حل الأزمة اليمنية عبر الحوار وطنياً وبإشراف إقليمي ودولي, مؤكدين أنهما لا يجدا بديلاً عنه للخروج باليمن من عنق الزجاجة الطويل, محذرين من مستقبل مجهول ينذر بأخطار داهمة لن يكون من السهل الحد من آثارها الكارثية على المستويين المتوسط والبعيد والتي سيكون لها انعكاساتها السلبية على المنطقة برمتها.