يواصل والد الضحية مارتينه نغنوسين جهوده في طلب محاكمة نجل الملياردير اليمني شاهر عبد الحق في بريطانيا حيث قتلت ابنته، وهو الأمر التي ترفضه السلطات اليمنية؛ كون الدستور اليمني لا يقبل تسليم مواطنين يمنيين لمحاكمتهم في الخارج.

فقد أجريت أمس الأربعاء جلسة استماع في القضية أمام قاضي التحقيق الذي استمع لشاهدة المحققين الذين قالوا إن الضحية عثر عليها في شقة قبو أسفل المبنى الذي كان يسكنه الفار من العدالة فاروق شاهر عبد الحق، وكان المتهم آخر شخص شوهدت معه، والذي ثبت عبر التشريح أنها قتلت خنقا.

ونقلت وكالة (برس أسوساشين) عن كبيرة مفتشي المباحث (جيسيكا وادسورث) التي ترأست لجنة التحقيق قولها للمحكمة إن الشرطة أكملت التحقيق, وأضافت "فاروق عبد الحق الآن مطلوب بتهمة قتل واغتصاب مارتين، وهناك مذكرة توقيف أوروبية لإلقاء القبض عليه".

وقالت "نحن نعتقد أن السيد فاروق رجع إلى اليمن بعد وقوع جريمة القتل والتي ما زال يقيم فيها. وجميع الجهود المبذولة لإقناعه بالعودة إلى المملكة المتحدة لمحاكمته، لم تكلل بالنجاح".
وقبل جلسة الاستجواب، أعرب الطبيب الشرعي الدكتور (بول كنابمان) عن أمله في أن يتم المضي قدما في التحقيق قبل أي محاكمة تجرى.

الحكومة البريطانية تبحث المحاكمة في اليمن

وللخروج من الأزمة, بدأت السلطات البريطانية في البحث عن إمكانية إيجاد آلية لمحاكمة فاروق عبد الحق في اليمن وهو الأمر الذي رفضته أسرة القتيلة جملة وتفصيلا بعد أن ناقش والد الضحية ذلك مع وزير الخارجية البريطاني لمدة ساعة أمس الأول الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الأسرة (كورنيولسين) عقب الاجتماع "سُعدنا جدا بهذا الاجتماع, وكانت معنا عدة نقاط نعتقد أنها يمكن أن تساعد على الاقتراب من إيجاد حل لهذه القضية".

وأشار في تصريحه لصحيفة (في جي) النرويجية, إلى أن وزير الخارجية البريطاني على علم جيد بالقضية وانه كان ايجابيا جدا مع العديد من الاقتراحات التي طرحت عليه.

وبخصوص بحث الحكومة البريطانية في أن تكون المحاكمة في اليمن قال الناطق باسم الأسرة "إن اليمن من أكثر دول العالم فسادا، إضافة إلى ذلك فان والد المتهم شاهر عبد الحق صديق مقرب من النظام اليمني، ولذا فانه من الأخلاقي أن تجرى المحاكمة في بريطانيا؛ لأن المحاكمة في اليمن ستكون عبئا على وزير الخارجية".

استثمار الضغوط الدولية على اليمن

وتحاول أسرة الضحية استثمار الضغوط على اليمن سيما بعد محاولة تفجير الطائرة الأمريكية (24 ديسمبر 2009)، فقد أجتمع والد الضحية بوزير الخارجية البريطاني (مليبيند) قبل اجتماع لندن بخصوص اليمن, وقال في تصريحه للتلفزيون النرويجي "إن القضية مسألة دولية و القتل ليس جريمة بسيطة", مشيرا إلى أنه يعتقد أن ضغوط الحكومتين البريطانية والأمريكية في أعقاب محاولة تفجير الطائرة يمكن أن تؤدي إلى انفراج في هذه القضية.

وقال: "ما أسعى إلى تحقيقه هو العدالة من أجل ابنتي، وأسعى أيضا لوضع طريقة جديدة لمعالجة الحالات التي توجد فيها مشاكل بسبب عدم وجود معاهدات لتسليم المجرمين".
وأضاف "نأمل من خلال الوضع السياسي الجديد عقب حادثة الطائرة الأمريكية التابعة لشركة دلتا ايرلاينز (التي عرفت باسم طائرة ديترويت)، أن ترى اليمن أن تسليم المتهم تصب في مصلحتها, ويحدوني الأمل في أن أشهد محاكمة المتهم في لندن".

الجدير ذكره أن قضية فاروق شاهر عبد الحق أصبحت في النرويج مسألة تهم المجتمع المدني فقد خرجت مسيرة في ديسمبر 2009 الماضي سميت (مسيرة المشاعل من أجل مارتين). لمشاهدتها, انقر هنــا.