الشموع تحرق 500 مليون دولار منذ اندلاع الثورة، وفكاهات اليمنيين في الظلام تصنف اليمن بالبلد الرومانسي الأول في العالم

الخميس 30 يونيو-حزيران 2011 الساعة 08 مساءً / مأرب برس/ العربية نت
عدد القراءات 9940
 
 

قدّر خبراء اقتصاديون حجم استهلاك اليمنيين من الشموع بنحو 500 مليون دولار منذ اندلاع الاحتجاجات الشبابية التي رافقتها أزمة كهرباء بفعل الأعمال التخريبية التي تعرضت لها محطة الكهرباء الغازية في محافظة مأرب.

وقال خبير اقتصادي حكومي لـ"العربية.نت"، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن "هذا الرقم تقديري وربما الرقم الحقيقي أكبر من ذلك قياسا بخمسة مليون عائلة يمنية تستهلك الواحدة منها 5 شمعات كحد أدنى في الليلة الواحدة وفي ظل ارتفاع جنوني لأسعار الشمع التي وصلت إلى ربع دولار للشمعة الواحدة ذات الجودة المتدنية، حيث أن الأنواع الجيدة قيمتها أكبر بكثير".

وأشار إلى أن أزمة الكهرباء باتت واحدة من أبرز تداعيات الأزمة الراهنة، مضيفا أن البلد مُقبل على أزمة شموع في ظل الاستهلاك الجنوني لهذه المادة مع غياب البدائل الأخرى.

وتبادلت السلطة والمعارضة الاتهامات بشأن من يقف وراء أزمة الكهرباء، حيث حمل النظام اليمني تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض مسؤولية الأعمال التخريبية المتكررة لمحطة الكهرباء الرئيسية عبر عناصر تخريبية مسلحة تتبعها, في حين تؤكد المعارضة أن أزمة الكهرباء واحدة من أساليب العقاب الجماعي الذي يمارسه النظام بحق الشعب لجعل الناس ينشغلون عن الشأن السياسي والمطالبة بالتغيير ويعيشون فقط في دوامة المتطلبات الحياتية اليومية.

وبحسب حكايات طريفة يرويها اليمنيون فإنه ووفقا لتصنيفات البلدان المصدرة للشمع تعد اليمن "البلد الرومانسي الأول في العالم".

ويرى الباحث كامل محمد، في حديث لـ"العربية.نت"، أن "الشمع لم يكن وسيلة إضاءة بديلة بالنسبة لليمنيين وإنما كان له مفهوم روحي أو كهنوتي، حيث يشتريه الناس لتقديمه لمن يقومون على شؤون أضرحة ومزارات الأولياء والصالحين وذلك كسراج تضاء به تلك الأضرحة, وهو نوع من التبرك والمعتقدات الدينية الخاطئة".

ويستعين الكاتب والصحفي معين النجري بمقطع من أغنية "زي الهوى" للفنان الراحل عبد الحليم حافظ ليصف مرارة مأساة الكهرباء، قائلا "رميت الورد طفيت الشمع والكلمة الحلوة ملاها الدمع ملاها الدمع".

ويقول إنه "يسكن في حي بشمال العاصمة صنعاء لا يرى الكهرباء إلا لمدة 5 دقائق فقط بعد صلاة المغرب، نستطيع خلالها البحث عن مكان الشمع والولاعة ونرتب أمورنا مع باقي الأشياء التي لها علاقة بما بعد الكهرباء، ثم إن غياب الكهرباء أخرج لنا مواهب من اليمنيين الذين تفننوا في صناعة الشمع, ليظهر في السوق شمع يمني, صحيح أنه هزيل بالمقارنة مع المستورد لكنه في النهاية صنع في بلدي".

ويضيف أن "العدل في اليمن مفقود حتى في تزويد المناطق بالتيار الكهربائي، فهناك مناطق تتزود بالكهرباء لمدة خمس ساعات في اليوم وأخرى لمدة 5 دقائق فقط، أقل شيء يجب أن تعمله الحكومة هو توحيد ساعات التغذية بالتيار من باب أن المساواة في الظلم عدل".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن