السقاف يؤكد بأن الأوروبيين والأميركيين نجحوا في إقناع السعودية بمنع صالح من العودة، ومستشار سعودي يرجح عدم عودته إلا لتسليم السلطة

الإثنين 04 يوليو-تموز 2011 الساعة 08 مساءً / مأرب برس/ أ ف ب
عدد القراءات 10236
 
 

ما تزال الأوضاع في اليمن في حال من المراوحة والجمود رغم انقضاء فترة شهر بالضبط على نقل الرئيس علي عبد الله صالح إلى الرياض لتلقي العلاج إثر إصابته بهجوم داخل مسجد القصر الرئاسي في صنعاء، بحسب عدد من المحللين.

وقال الدكتور فارس السقاف، رئيس المركز اليمني للدراسات، لوكالة "فرانس برس" أن "الأمور تراوح في مكانها وتدور في متاهة كما أن التوازن الحالي بين مختلف القوى يؤدي إلى الجمود".

وأضاف السقاف بأن "اليمن بأكمله تقريبا يرقد في العناية المركزة فغالبية المسئولين في المستشفى لكنه رغم ذلك ما يزال يسير وهذا لا يحدث في أي بلد آخر".

وتابع إن "الأوضاع انتقلت من ثورات في الشارع إلى أزمة سياسية بعد انضمام الثوار إلى المفاوضات عبر المبادرة الخليجية مطلع نيسان (ابريل) الماضي".

ووضعت دول مجلس التعاون الخليجي القلقة من تدهور الأوضاع في اليمن خطة لنقل السلطة سلميا وافق عليها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، لكنه ما لبث أن امتنع عن توقيعها، قبل أن يصاب وينقل إلى السعودية لتلقي العلاج.

وأصيب صالح في الثالث من حزيران (يونيو) بهجوم على مسجد القصر الرئاسي خلال صلاة الجمعة كما أصيب مسئولون آخرون بينهم رئيس الوزراء، ولقي 11 شخصا مصرعهم في القصف الذي اتهمت به إحدى القبائل، ثم تنظيم القاعدة، كما أشارت بعض القوى المعارضة بأصابع الاتهام إلى بعض مقربي صالح.

وأشارت الرواية الرسمية الأولى إلى أن الهجوم نفذ بقذيفة إلا أن فرضية العبوة الناسفة باتت الأكثر تداولا.

ورجح مكتب ستراتفور الأميركي للشؤون الاستخباراتية أن يكون سبب الانفجار قنبلة وليس قصفا، مشيرا إلى محاولة اغتيال دبرها على الأرجح أشخاص من داخل النظام.

وأكد السقاف أن "السعودية تولت زمام المبادرة بتغطية دولية ودينية ومحلية فهي تريد أن تلعب دورا في يمن ما بعد صالح نظرا لثروتها الهائلة التي بإمكانها أن تستخدمها في إعادة بناء" جارها الجنوبي الفقير.

ويرى السقاف أن "الأميركيين والأوروبيين نجحوا في إقناع السعودية باستقبال صالح ومنعه من العودة، مؤكدا بأن خروجه من صنعاء كان سياسيا وليس طبيا، وبأنه سيكون عاجزا عن إدارة البلاد في جميع الأحوال".

وقال: "هناك طوق من السرية والتكتم من أجل ترتيب الأوضاع. سيطالب الجميع السعودية بالحل، وبالتالي أصبح اليمن كله في قبضة الرياض بحيث يقر الجميع بأنها العامل الحاسم في اليمن".

وأشار السقاف إلى "معلومات حول إدخال تعديلات على المبادرة الخليجية بحيث تصبح الفترة الانتقالية سنتين بدلا من شهرين يتولى خلالها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي السلطة بانتظار انتخابات رئاسية وتشريعية".

وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة وتنحي الرئيس بعد 30 يوما لتنتقل السلطة إلى نائبه، ثم تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في غضون 60 يوما.

واعتبر السقاف أن "أقارب الرئيس غير منزعجين مما يحدث، فالأوضاع مناسبة لهم كي يتهموا الانتفاضة الشعبية بكل أنواع المآسي".

وختم قائلا إن "الخليط العشائري والحزبي المعقد يربك الجميع فإذا فلتت الأمور في اليمن فلن يستطيع أحد الإمساك بها مجددا".

من جهته، قال عضو مجلس الشورى السعودي سابقا محمد آل زلفة لـ"فرانس برس" إن "الأوضاع في اليمن تمر في مخاض صعب والمشاكل الاقتصادية من أصعب ما ينتظر هذا البلد".

واعتبر أن "المبادرة الخليجية تشكل حلا متكاملا لكن من سيتولى السلطة من المعارضة وثوار الشارع الذين ليس لديهم قيادة".

وأكد أن "المخاوف تكمن في انفلات الأمور في غياب ضمانات تحول دون تقسيم البلاد، وقال: اعتقد أن نظام الرئيس علي عبد الله صالح ما يزال يمثل صمام أمان إلى حين الاتفاق بشكل واضح على تسليم السلطة ضمن الآليات الدستورية".

وقال آل زلفة بأن هناك فراغات في مجالات معينة، وبأن هناك أيضا الحراك والقاعدة في الجنوب والحوثيون في الشمال وهؤلاء يعتبرون أن اندلاع الفوضى يصب في صالحهم فوحدة اليمن مهددة بسبب غياب القوة الضامنة".

وتابع إن "عودة صالح إلى اليمن قابلة للنقاش رغم اعتقادي بأنه لن يعود ولكن إذا حدث وعاد، فإن ذلك سيكون للقيام بتسليم السلطة بسلاسة".

وختم مشيرا إلى إن الرئيس اليمني "ما يزال يتمتع بالقوة والسلطة ويحظى بتأييد قسم كبير من الجيش بعكس العديد ممن يتبجحون بذلك لكن لا سلطة فعليا لديهم".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن