عن رجل المرحلة القادمة.. محاصر في منزله بانتظار أن تحرره الانتخابات وطبيبه نصحه بسماع الموسيقى يوميا

السبت 11 فبراير-شباط 2012 الساعة 09 مساءً / مأرب برس/ شينخوا/ فارس الحميري
عدد القراءات 10585
 
  

يخوض عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في اليمن الانتخابات الرئاسية المبكرة 21 فبراير الجاري منفردا، كمرشح للتوافق الوطني في البلاد، في غضون ذلك أجمعت كافة الأطراف اليمنية على شخصية هادي، وكونه رجل المرحلة الانتقالية في البلاد.

ويتمتع هادي بشخصية هادئة ومتوازنة مكنته من جمع كل الأطراف اليمنية حوله، كما يحظى بدعم دولي وخليجي كبير.

ويشغل حاليا هادي منصب رئيس لجمهورية اليمنية والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) في اليمن وهو قائد سياسي وعسكري.

ولد هادي في 9 سبتمبر 1950، وانضم للجيش اليمني 1970 وتدرج في الترقيات العسكرية حتى وصل إلى رتبة الفريق عام 1997.

وصدر في 4/10/1994م قرارا جمهوريا بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية، وفي الخامس من يونيو العام 2011 فوضه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بإدارة البلاد خلال فترة علاجه في المملكة العربية السعودية بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في دار الرئاسة بصنعاء.

كما تم في 23 نوفمبر 2011 تسلمه إدارة المرحلة الانتقالية لليمن بعد توقيع الرئيس علي عبد الله صالح ، على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة في بلاده، فيما وقع ممثلون عن المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسة) على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، التي تنتهي مرحلتها الأولى بإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة التوافقية في 21 فبراير الحالي.

وتجمع كافة الأطراف اليمنية على شخصية "هادي"، إذ يقول احد أساتذة علم الاجتماع في اليمن إن شخصية عبد ربه منصور هادي، الهادئة والمطيعة والمتوازنة هي من فرضت تواجده القوي منذ بدء الأزمة في البلاد منذ مطلع فبراير العام الماضي، حيث اندلعت الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما.

وقال أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور عادل الشرجبي إن السر في شخصية عبد ربه منصور هادي تمكن في " شخصيته الهادئة والمطيعة".

وأضاف الشرجبي "على الرغم أن عبد ربه منصور هادي رجل عسكري إلا انه عسكري "تكنوقراطى " فهو عسكري ورجل أميل إلى الالتزام باللوائح والقوانين ورجل مدني.

وتابع "الإجماع حول شخصية هادي تمثلت بوجود العديد من المرتكزات، فالرئيس علي عبد الله صالح والنظام بشكل عام ينظرون لعبد ربه على انه شخص يعتقد بأنه سيلبي وسينفذ كل ما يملى عليه من قبلهم، في حين المعارضة في اليمن تنظر لــ( هادي) بأنه شخص ملتزم بالقوانين واللوائح والأنظمة وهم بذلك قبلوا فيه كرجل للمرحلة الانتقالية في البلاد والتي ستستمر لسنتين حسب المبادرة الخليجية.

ونوه الشرجبي إلى أن طبيعة التدخلات الدولية والإقليمية في الثورة اليمنية، والضغوطات التي تواجهها اليمن من دول الإقليم، والتي قبلت بسقوط الرئيس علي صالح وليس النظام، وفي ظل هذه المعطيات وإدراكا من قبل القوى الثورية في اليمن بهذه النقاط فقد قبلت بهذا الحل والمتمثل بان يكون عبد ربه منصور هادي هو رجل المرحلة الانتقالية في اليمن.

وأكد أن شخصية هادي هي التي أقنعت القوى الوطنية والإقليمية بان يكون رجل المرحلة نظرا لقوة تأثيره على الأطراف اليمنية جميعا.

من جانبه، قال الكاتب والصحفي اليمني عبد العالم بجاش إن عبد ربه منصور هادي يتمتع بشخصية "طيبة"، وهي سر شخصيته المقبولة، وسيظهر جانب الحزم في شخصيته بعد الانتخابات.

وأوضح بجاش بعد عشرة أيام (موعد إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة) سيتحرر هادي، فالرجل يعيش حاليا رهن الاعتقال في منزله محاصر، ستحرره الانتخابات.

وأضاف إن " هادي يعاني من مرض الضغط والسكر، وطبيبه الخاص نصحه بالاستماع للموسيقى كعلاج وشغف".

وتابع "هادي يشبه ملايين اليمنيين في طيبته، وهو رجل يستمع للموسيقى يوميا".

وأشار الكاتب اليمني بجاش إلى أن الرئيس القادم لليمن عبدربه منصور هادي سيظهر جانب الحزم في شخصيته، عندما يحظى بالشرعية الشعبية.

وأضاف "عندي أمل كبير بشخصية هادي، وما يقوم به حاليا هادي من استماع وإنصات للرئيس صالح وأسرته هو تكتيك لأنه لا يعقل أن يصبح رئيس الجمهورية ويظل على تلك الحالة من الانصياع".

ودشن عبدربه منصور هادي حملته الانتخابية الأسبوع الماضي تحت شعار (معا نبني اليمن الجديد).

وفي حفل التدشين، قال هادي" إن الانتخابات المبكرة أولى خطوات العبور إلى المستقبل الآمن باعتبارها الحل الأمثل والممكن لليمن".

وتابع " اليمن اجتازت المرحلة الأصعب مهما اختلف البعض في تقدير نسبة نجاحها ومهما حاول البعض أن يمثل حجر عثرة في الطريق، والمضي صوب الانجاز ظل وسيظل أقوى من التردد، أو المواربة، انطلاقا من تغليب المصلحة الوطنية العليا".

وبحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أكد هادي "مصممون على تجاوز محنتنا عبر حوار مفتوح يعيد الأزمة على سياقها الطبيعي المحكوم بسلاح المنطق لا بمنطق السلاح، لأن شعبنا يستحق أن ننكر ذواتنا لأجله ونرهن قدراتنا لإعادة بناء البلد بما يستحقه، خاليا من الإرهاب والتطرف والفساد، معافى من نزعات المناطقية، والعنصرية".

وذكر بأن "الأرض لن تكون معبدة ومفروشة بالورود ولذا فنحن بحاجة لأن نكون أقويا وصبورين".