تظاهرات حاشدة في قلب العاصمة السورية دمشق وسط انتشار أمني كثيف، و13 قتيلا معظمهم في حمص

الجمعة 09 مارس - آذار 2012 الساعة 05 مساءً / مأرب برس/ العربية نت
عدد القراءات 5611
 
  

اندلعت مظاهرات اليوم الجمعة في حي "الميدان" بالعاصمة السورية دمشق. في ظل انتشار أمني كثيف شهدته مدينة دمشق بعد تظاهرات ليلية في أكثر من منطقة تطالب بإسقاط النظام.

وأفاد ناشطون أن 13 شخصاً قتلوا بنيران قوات النظام السوري في حصيلة أولية اليوم، معظمهم في حمص، وقالت الهيئة العامة للثورة إن دبابات الجيش النظامي قصفت حيي الزيتون والرفاعي في حمص، وسط تواجد أمني مكثف في شارع الستين، أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

كما أعلنت الهيئة أن انفجاراً ضخماً هز منطقة القطيفة في ريف دمشق تبعه إطلاق نار، بالتزامن مع انشقاق عدد من عناصر الحاجز الأمني على الجسر السابع في منطقة الغِزلانية.

واقتحمت قوات النظام السوري قريتي الناجية وجدرايا في إدلب، وسط إطلاق نار عشوائي لمنع أهالي القرية من الخروج في تظاهرات.

وفي ريف حماة، أفادت التنسيقات باقتحام قوات الجيش السوري بلدتي قسطون والحميدية، كما سُمعت أصوات انفجارات في عدد من أحياء اللاذقية ترافقت مع إطلاق رصاص متقطع، وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسماع دوي انفجار كبير في حي الفردوس بمحافظة حلب.

وكانت حصيلة قتلى أمس في سوريا قد ارتفعت إلى 68 شخصاً معظمهم في حمص، حسب ما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية.

سياسياً، وعشية توجهه إلى سوريا للقاء الأسد، قال كوفي عنان، مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص لسوريا، إنه سيحث الحكومة والمعارضة على وقف العنف والسعي إلى تسوية سياسية للصراع الدائر منذ نحو عام. واستتبعت تصريحات عنان هذه التي أطلقت من القاهرة، انتقادات غاضبة من جانب المعارضين.

وبحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز، أكد المبعوث الأممي أنه سيبذل كل ما في وسعه للحث على وقف القتال وإنهاء العنف، مؤكداً أن الحل في النهاية يكمن في التسوية السياسية.

وأضاف أنه سيحث الحكومة وقطاعاً كبيراً من المعارضة السورية على العمل معنا من أجل التوصل إلى حل يحترم تطلعات الشعب السوري. وأكد أنه يجب أن يوقف القتل، مشدداً على الحاجة إلى إيجاد وسيلة لوضع الإصلاحات المناسبة والمضي قدماً.

وفي المقابل، انتقد نشطاء سوريون تصريحات عنان بشدة، قائلين إن الدعوات للحوار لا تؤدي إلا إلى إتاحة المزيد من الوقت للأسد لقمعهم، وإن القمع الحكومي دمّر احتمالات التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض.

إلى ذلك أكد الناشط من مدينة حمص هادي عبدالله رفضهم أي حوار في الوقت الذي تقصف الدبابات بلداتنا، ويطلق القناصة النار على نسائنا وأطفالنا ويعزل النظام كثيراً من المناطق عن العالم دون كهرباء أو اتصالات أو ماء.

كما قال أحد النشطاء من إدلب في شمال غرب البلاد، عرّف نفسه باسم محمد، إن تلك التصريحات تبدو مثل غمزة بالعين لبشار. وأضاف "يفترض أن يقفوا في صف الشعب، لكن ذلك سيشجع الأسد على أن يسحق الثورة".

وكانت التظاهرات قد بدأت تتزايد في دمشق، على الرغم من نشر مزيد من القوات واستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وقالت مصادر معارضة إن الاحتجاجات انطلقت بسبب التضخم وانخفاض قيمة الليرة السورية، والغضب من الهجمات العسكرية في مدينة حمص.

وفي إشارة أخرى إلى تصاعد الضغوط على سوريا تراجع سعر العملة المحلية إلى مستوى 100 ليرة للدولار من نحو 47 ليرة قبل نحو عام. وأوضح تجار في دمشق أن الليرة هبطت بنحو 13% خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وسط مخاوف من تدخل عسكري أمريكي، وفشل العالم في وقف الصراع بين المتظاهرين ومقاتلين يحملون أسلحة خفيفة من ناحية، وبين القوات المسلحة الضخمة التي يبلغ قوامها 300 ألف جندي والشرطة السرية وميليشيات موالية للأسد يطلق عليها اسم الشبيحة.

من جانب آخر، أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، اليوم الجمعة، أن "المجلس بدأ يحصل على موارد مالية، عبارة عن هبات من بعض الدول العربية والأجنبية، وأنه يحاول الآن الحصول على سلاح نوعي لكسر الذراع القاتلة للنظام السوري".

وقال غليون لقناة العربية إن "الأولوية الآن هي كسر هذه الذراع القاتلة وتنحية بشار الأسد والميليشيات التي تحكم سوريا الآن"، على حد تعبيره.

ووصف عمليات قصف الأحياء السكنية بأنها "إبادة جماعية"، موضحاً أن الموقف في سوريا يوصف بأنه عنف متبادل "يحمل الكثير من التجني، فلا يمكن مقارنة بعض الأفراد الذين يحملون أسلحة خفيفة للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم بآلة حرب ثقيلة تستخدم الصواريخ والمدفعية والطائرات".

وقال غليون إن "المجلس عندما اكتشف ضعف التنسيق مع عناصر الجيش السوري الحر، عمد إلى تشكيل المجلس الاستشاري العسكري لتنسيق هذه العملية"، مشيرا إلى أن "الحصول على أسلحة معينة سيكون من خلال مفاوضات تجري مع بعض الدول".

وذكر أن "إيصال أي مساعدات إلى داخل سوريا مسألة لوجستية معقدة للغاية تخضع للكثر من الاعتبارات".

وأكد أن "المجلس الوطني السوري معني حالياً بألا يكون المؤتمر الثاني لمجموعة أصدقاء سوريا محبطاً، مثل المؤتمر الأول الذي جاء دون تطلعات الثورة السورية".

وشدد المعارض السوري على أن "الثورة السورية لن تتوقف، وأنها ليست حركة احتجاج صغيرة يمكن وأدها بعمليات قمع وقتل"، مضيفا "أن الشعب السوري قدم الكثير من التضحيات ولن يتراجع".

وأضاف أن "النظام السوري لا يعرف الحوار، وأنه تجاهل كافة المبادرات السياسية وقام بعدها بالتحول من استخدام الأسلحة الخفيفية إلى قصف أحياء في حمص وإدلب وغيرها بالهاون والصواريخ، ومنها صواريخ جراد، وهو أمر يتجاوز المعقول".

وهاجم غليون من يتحدثون حالياً عن حل سياسي في سوريا، وقال "إن الحل ليس أن يبدأ النظام السوري الحوار مع معارضة مصطنعة، وإن هذا الموقف شبيه بحوار النظام مع نفسه".

وأكد أن "نظام بشار الأسد هو الذي رفض الحل السياسي المتمثل في المبادرة العربية، وأصرَّ على تصعيد العنف".

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية