المقاومة الفلسطينية تَهز دولة الكيان الصهيوني بعملية فدائية في قلب مدينة القدس المحتلة فاقت كل التصورات وفاجأت أركان العدو

السبت 08 مارس - آذار 2008 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس - خاص - فلسطين - رنده عود الطيب
عدد القراءات 4460

هزت المقاومة الفلسطينية مساء أمس الخميس دولة الكيان الصهيوني بعملية استشهادية فاقت كل التصورات وأثبتت للقاصي والداني أن المجتمع الصهيوني ليس ببعيد عن رد المقاومة الفلسطينية على المجازر الصهيونية في غزة .. واعترف التلفزيون الإسرائيلي القناة الثانية بمقتل ثمانية مستوطنين صهانية وجرح أكثر من 40 آخرين 5 منهم في حالة موت سريري.. وقالت مصادر في جهازي الشاباك والشرطة الإسرائيليين : إن العملية كانت مفاجئة، حيث أن أي من الإنذارات لم تتوفر لدى الجيش..وفي أعقاب العملية رفعت الشرطة الإسرائيلية ونجمة داوود الحمراء حالة التأهب في القدس لأقصى درجه خشية من وقوع عمليات أخرى.

 وقال أحد الناجين اليهود من عملية القدس الفدائية : إنه عندما سمع إطلاق النار داخل المدرسة اعتقد أن ما يدور هو نكته قام بها أحد أصدقائه .. وتابع القول :" إن الفدائي الفلسطيني استطاع اقتحام المدرسة وقام بإطلاق النار من رشاش وكان يغير أمشاط الرصاص واحدا تلو الآخر .. وجاء في التفاصيل أن الفدائي الفلسطيني "منفذ العملية من جبل المكبر في القدس ولديه هوية إسرائيلية زرقاء" تسلل للطابق الأول من المدرسة الدينية، وأطلق النار تجاه ما يزيد عن 80 طالب ممن يعرفون بحقدهم الدفين على العرب، ما أسفر عن عدد كبير من القتلى والجرحى، قبل أن يطلق أحد طلاب المدرسة النار تجاه الفدائي .. وقالت الشرطة الإسرائيلية:" إن منفذ الهجوم الفدائي الذي تخفى في زي يهودي متدين أخفى سلاحه بصندوق "كرتونة" وما أن وصل أخرج السلاح وبدأ بإطلاق النار تجاه عشرات الطلاب المتدينين اليهود .. و بحسب مصادر إعلامية فإن عدد كبير من قوات الجيش والشرطة الاسرائيلية داهمت منزل الفدائي من حي جبل المكبر بالقدس المحتلة، وقاموا بتفتيش المنزل والتحقيق مع عائلتة ..وقد أعلنت كتائب أحرار الجليل (مجموعات عماد مغنية وشهداء غزة) مسئوليتها عن العملية.

 هذا وقد أعطى مكان تنفيذ العملية الفدائية بالقدس لها أهمية بالغة، حيث تعد مدرسة " مركاز هاراف" التلمودية اليهودية المتطرفة، من أكبر المراكز التعليمية الاسرائيلية التي تهتم بتعليم التلمود ومبادئ الصهيونية، وتستهدف قطاع واسع من المثقفين والعلماء، وكان خريجوها من أبرز قادة الجيش والصهيونية في اسرائيل.. وقد تأسست هذه المدرسة عام 1924 ميلادية في القدس، على يد الحاخام الإسرائيلي الأول " الراب ايرتز أفراهام هاكوهين كوك" .. وهو من أوائل الصهاينة الداعين للاستيطان في أرض فلسطين.

 وترتقي هذه المدرسة التي تعلم فن القيادة السياسية والانتماء إلى اليهودية الصهيونية، إلى مستوى كلية تمنح الشهادات في الدراسات العليا، وقد تأسست لتكون مقرا لدارسي التوراة من العلماء والقادة الصهاينة والمثقفين، وتعمل على تعزيز محبة الأفكار الصهيونية في نفوس طلابها من خلال تعميق علاقتهم بما يسمونها " أرض إسرائيل"..

وشجب رئيس سلطة أوسلو " محمود عباس" بشدة عملية القدس وأية عملية تستهدف المدنيين؛ كما نددت "حكومة سلام فياض" بالعملية "لتعارضه مع مبدأ نبذ العنف وتعريضه مصالح الشعب الفلسطيني للخطر"..! .. بدورها؛ حمّلت حكومة حماس في غزة برئاسة إسماعيل هنية رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني ووزير حربه المسؤولية الكاملة عن العملية .. وباركت فصائل المقاومة الفلسطينية العملية.. من جهته، قال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري إن "العملية البطولية في مدينة القدس المحتلة هي رد فعل طبيعي على المجزرة الصهيونية ضد المدنيين الأطفال والنساء في غزة ومجمل الجرائم الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني"..واعبر أن العملية "تأكيد على استمرار مشروع المقاومة بكافة أشكالها ووسائلها، كما هي تأكيد على فشل مسلسل التنسيق الأمني في إجهاض مشروع المقاومة".

وعمت الفرحة مساء أمس الخميس (6/3/2008) أرجاء مدينة غزة الجريحة ابتهاجاً بالهجوم في القدس الغربية الذي استهدف المدرسة الدينية الصهيونية .. وأطلق مسلحون من عناصر المقاومة النار بكثافة في الهواء في مناطق مختلفة في غزة .. ووجه عناصر من المقاومة في غزة عبر مكبرات الصوت التحية لمنفذي العملية الاستشهادية في القدس المحتلة ..

وتأتي عملية القدس البطولية بعد ساعات من مقتل ضابط صهيوني وجرح أربعة آخرين في تفجير جيب شرق خان يونس جنوب قطاع غزة صباح أمس الخميس .. وتبنت العملية ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية في فلسطين .. وشنت قوات جيش الاحتلال الصهيوني مطلع هذا الأسبوع عملية عسكرية بربرية كبيرة على غزة" أطلقت عليها عملية الشتاء الساخن " ، قتلت خلالها ما يزيد عن 130 فلسطينيا ثلثهم من الأطفال والنساء وجرحت نحو 360 آخرين.