ديمقراطية القبيلة تقلب الطاولة على خيارات المؤتمر

الثلاثاء 20 مايو 2008 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - خاص : محمد الصالحي
عدد القراءات 5732

شهدت انتخابات المحافظين مفارقات وتباينات فالمحافظات الكبرى المدنية خالفت وصفها وظهرت أكثر بعداً عن ما يسمى بالديمقراطية بعد ان اكتفت تلك المحافظات بالمرشح الأوحد، واُجبر الكثير على الانسحاب من أمام مرشح المؤتمر الشعبي العام .. حتى وان كان في اللحظات الأخيرة وقُبيل الاقتراع بلحظات كما حدث " لمصلي " محافظة صنع اء.

وعلى النقيض شهدت المحافظات القبلية حدة في التنافس الديمقراطي كانت محافظات مأرب والجوف والبيضاء وشبوة مسرحاً لها وبدرجات متفاوتة، وقد توقع الكثير ان تشهد تلك المحافظات حوادث وصدامات قبلية ولكن اثبت أبناء تلك المحافظات أنهم أكثر وعي وديمقراطية وقبول للصندوق من الغير.

لقد مثلت تلك المحافظات والتي يضاف إليها محافظة ريمة الحديثة نوع من التنافس والذي أثمر عن تمرد ثلاث محافظات على خيارات التنظيم.

* ففي مأرب وبرغم إعلان المقاطعة من قبل أحزاب المعارضة وانحصار التنافس في أعضاء المؤتمر فقد سجلت مأرب أعلى رقم في عدد المرشحين بواقع 4متنافسين.

في ظل انقسام داخل المؤتمر أفضى بتقديم حسين حازب كمرشح الأمانة العامة، كان المشهد قبلياً حاضراً وبقوة إذ تداخلت عوامل فرض مرشح الأمانة بموقف قبلي رافض للامركزية ومصر على اختيار المرشح المستقل الشيخ ناجي الزايدي، وبدا ان التكتلات القبلية دخلت عل خط .

وفيما ظهر ان الحروب والثارات تتوارى عندما ينوي القبائل توحيد مواقفهم وصفوفهم فقد كان لافتاً دعم أعضاء من قبيلة الجدعان للزايدي بينما هم في حالة حرب مع قبيلته جهم، وضربت تلك القبائل أروع الأمثلة عندما قامت أفراد قبيلة جهم بالتدافع لتسهيل حضور الناخبين من قبيلة الجدعان للتصويت، يضاف لذلك ان القبائل بقدر ما تمردت على الثارات لتدعم المرشح الزايدي فإنها تمردت على التنظيم فتراص أعضاء المؤتمر في اغلب المديريات لمساندة المرشح المستقل ضد خيار الأمانة العامة وصوت بعض أعضاء المشترك ضد قرار أحزابهم بالمقاطعة فكان المشهد درامياً قلبت فيه القبيلة الطاولة على الخيارات الحزبية ليحظى الزايدي بالمنصب بواقع 141 صوتا، فيما حصل مرشح المؤتمر حازب 38صوتا. .

* نفس المشهد كان في انتخابات الجوف فاغلب قبائل ذو حسين دهم استنكفت ان يأتي محافظ من خارج الجوف وقدمت مرشح عل أساس قبلي فحقق الفوز مسقطاً المحافظ القوسي مرشح الأمانة والمدعوم من الشيخ حميد الأحمر حسب مصادرهم ، وإذا صح دعم الاحمر فان الذي كان يقابله عل الطرف الثاني هو النائب الشيخ محمد بن ناجي الشايف نجل شيخ مشايخ بكيل الذي دعم المرشح المستقل حمد بن عبدان الفائز على المحافظ السابق القوسي بفارق ضئيل ، وقد جرت الانتخابات في ظل توترات وتخوفات من حدوث إشكالات خصوصاً بعد الحشود القبلية التي طوقت محيط المحافظة.

* في البيضاء اصطفت مشايخ ووجها البيضاء خلف المرشح المستقل العميد محمد العامري رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة، فأطاح التكتل القبلي بمرشح الأمانة العامة المدعوم من البرلماني وعضو اللجنة العامة الشيخ ياسر العواضي بعد الجولة الثانية وحصل العامري 194 مقابل 158 للخصر ، وهي النتيجة التي فُسرت بأنها صحوة التفاف قبلي غير مسبوق في البيضاء وكبح لجماح الشيخ الشاب وتحالفاته والذي يبرز من أروقة الأمانة العامة ويقوده جيل الشباب المؤتمر.

* شبوة كان التنافس شديد قبل الاقتراع بين الأجنحة المؤتمرية المختلفة في المحافظة وكادت ان تشهد صدام قبلي بعد ان قامت قائمة الدكتور ناصر باعوم وقبائله لعدم اختياره كمرشح المؤتمر واتهم وقتها ضلوع ناصر باجيل رئيس فرع المؤتمر في استبعاده وترشيح الدكتور علي حسن الاحمدي.

وبرغم ان النتيجة حُسمت لمرشح المؤتمر و بـ185 صوتا مقابل 73 لمنافسه ناصر باعوم من أصل 221 عضوا شاركوا في الاقتراع. ولكن الفارق الكبير لا يحجب مدى وشدة التنافس الذي كان حاصل بين المُرشحين.

* من خلال المشهد الانتخابي في "مأرب والجوف والبيضاء" ، يمكن ان تقرا قدرت القبيلة عل خلط الأوراق ولخبطت الحسابات بل وقلب الطاولة على رؤوس الساسة اذا اقتضي الأمر كما انك تستطيع ان تستطلع ما وراء فكرة الحلف العام او الحزام القبلي الأوسط الذي جرى الحديث عنه في السابق ويظهر انه يجري ترسيخه عل ارض الواقع بهدوء وباستخدام طرق شتى بما في ذلك الحضور القبلي الغالب في قيادات وقواعد الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة .

* استفسار برئ:

  • لماذا لم يتم الضغط على المرشحين المستقلين " والذين هم من الأعضاء القياديين في المؤتمر " وخالفوا توجهات الحزب وخاضوا غمار الانتخابات.. في المحافظات التي تُعرف بمحافظات القبائل..!! بينما كُسرت " العسوب " وطُرحت الشيلان .. واتصل الأخ الرئيس.. على مرشحين في محافظات تُسمى مدينة من اجل الانسحاب وعدم منافسة مرشح الحزب!!!.
  • هل هي المصادفة أم أنها كانت مؤامرة تهدف إلى حدوث الأسوأ بين القبائل المتنافسة.. وحدوث إرباكات.. ومواجهات ومن ثم يحل التعيين والفرض على تلك المحافظات.