الخطر القادم الذي يهدد نساء اليمن وبعض رجاله في ظل انعدام التوعية وصمت الجهات المختصة..الكشف المبكر والفحص الذاتي أهم طرق الوقاية منه.

السبت 11 أكتوبر-تشرين الأول 2008 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - خاص- صنعاء - تحقيق جبر صبر
عدد القراءات 13102

يزداد عدد الإصابات بمرض سرطان الثدي بين أوساط النساء اليمنيات في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ, حيث سجلت عيادة التشخيص المبكر لسرطان الثدي أول عيادة متخصصة بذلك في اليمن أكثر من 188 حالة خلال اقل من عامين بداية افتتاح العيادة تحتل النسبة الأكبر منها نساء الريف .. وما يثير دهشتك أيضا وتقف أمامه إن العيادة سجلت 3 حالات مرضيه مصابه بسرطان الثدي من الرجال الأمر الذي يجعل التوعية بسرطان الثدي الذي إن قامت بها أي جهة تكون للرجال والنساء على حد سواء.

وما يزيد الاندهاش أكثر هو من صمت الجهات المختصة ووسائل الإعلام المختلفة من العمل على التوعية بمخاطر مرض سرطان الثدي وفق برامج ووسائل متنوعة , رغم ماللسرطان الثدي من خطورة كبيره لاسيما في ظل عدم وجود الأطباء المختصين والمراكز المتخصصة وانتشاره بشكل واسع دون الالتفات .

في هذا الاستطلاع حاولناً عرض بعض الحالات المرضية بسرطان الثدي لمعرفة بدايات الإصابة به ومسبباته كما حاولنا معرفة الطبيب المختص بالكشف المبكر لسرطان الثدي لوضعنا في الصورة حول مسببات سرطان الثدي في اليمن خاصة وكيفية طرق الوقاية منه ,, وكانت لنا البداية مع بعض المرضى من مرتادي عيادة الكشف المبكر لسرطان الثدي بالمستشفى الجمهورية بصنعاء كأول عيادة متخصصة بذلك .

* كريمه محمد عايش – ذمار " تحكي بداية مرضها منذ سنه إلا أنها لم تقوم بزيارة الطبيب وذلك لوجود مشاكل اجتماعيه , ومن أخطار سرطان الثدي انه يصيب المرأة ويغزو ثدي ها دون أن ت رافقه آلام في بدايته مما يجعل المصابة به لاتهتم بالفحص وذلك ما حصل لدى كريمة التي أصيبت من سنه دون إن تقوم بالفحص إضافة إلى عامل الخجل لديها كما هو لدى سائر النساء اليمنيات ولاسيما وسنها 29 عام يعتبر صغيرا , لكنها كما تقول : ورغم تلك الفترة إلا أنها لم تقوم بزيارة عيادة الكشف المبكر إلا بعد إن نصحوها بعمل فحوصات وخاصة وان الإعلام لم يترك معلومة إلا وأوردها .

ولأنها أول مره تقوم بزيارة العيادة فأكدت أنها قامت بعملية الفحص خشية أن يزداد المرض ويتكاثر.

وعن عدم إجراءها الفحص في مدينة ذمار قالت : انه لايوجد هناك طبيب مختص بالثدي فاتت عيادة الكشف المبكر عندما اخبروها أن هناك طبيب مختص .

سرطان الثدي في الرجال :

هناك أنواع من الأمراض لا ترتبط إصابتها إلا بشريحة معينه أو فئات عمريه محدده ,فإذا ما أصيب به شخص خارج ذلك الإطار يصبح ذلك خروج عن المألوف بل وتبدوا ظاهرة تستوجب التوقف عندها ودراستها لمعرفة تفاصيلها " أسبابها – عوارضها آثارها وكل ماله علاقة بها , فلقد كان ذلك واقعاً لدى خالد محمد الثلايا- 49 عاما والذي أصيب بمرض سرطان الثدي كحاله نادرة اذ ما إن يسمع به إلا ويكون له ارتباط مباشر بالنساء .. فحالته كانت ضمن حالات نادرة ليس في اليمن وحسب بل على مستوى الوطن العربي كما اخبره بذلك الطبيب المختص بمصر والذي أجرى له عملية استئصال سرطان الثدي كللت بالنجاح.

وعن بداية إصابته يقول خالد: منذ 4 سنوات بدأ في ثديي ما يشبه الحبة الصغيرة وكنت لم أعيرها أي اهتمام وكنت أظنها شيء عرضي وستنتهي واستمرت على ذلك حال حتى عيد الأضحى المبارك الماضي حيث تحولت من حبة صغيره إلى شيء كبير ما يشبه العنقود وبدت عروقه ظاهره عندها قمت بإجراء فحوصات على إثرها سافرت القاهرة وهناك اخبرني الطبيب المختص بأنه سيقوم بأخذ عينه من الورم فإن وجد خبيثا سيستأصل الثدي وعندما وجده كذلك قام باستئصال الثدي وكل الورم وما حوله حتى منطقة "الجنب" ويواصل خالد حديثه : بعد ذلك قررت لي 6 جرع كيماوية على مدى أربعة أشهر ثم تلاها العلاج بالإشعاع فالكيماوي . ويضيف: حالياً أقوم بمعاودة الدكتور محمد الجولحي – أخصائي أمراض الثدي "لإجراء الفحوصات على مدى كل شهرين من اجل الاطمئنان لعدم رجوع المرض رغم انه استأصل بالكامل , وكما اخبره الطبيب المختص الذي أجرى له العملية بالقاهرة انه أحسن ما قام به عند مسارعته بالفحص والاستئصال ولوتاخر في ذلك لوصل إلى مرحلة الخطر .

ويختتم خالد حديثه قائلاً : انصح أي شخص تظهر عليه أي علامة في ثديه ان يسارع بالكشف .. ولو كانت "حبة صغيررره" يقولها مبتسماً .. ولأنه كان ضحية لعدم وجود المعلومة ان هناك أيضاً رجال يصابون بسرطان الثدي .

إرجاع الطفل للحليب احد اسبابه:

كثير من الأمهات تواجه العديد من المشاكل في الثدي عند إرضاعها طفلها ولان التوعية في ذلك الجانب تكون منعدمة تماما بالإضافة إلى عوامل العادات والتقاليد فان الأم لاتهتم كثير إذا ما تسببت لها أي مشكلة في ثديها من قبل طفلها كأن يقوم بإرجاع الحليب إلى ثديها أو "عضها" وهي لاتعلم إن تلك بعض عوامل أو مسببات سرطان الثدي . وذلك ما حدث لأم أميرة -28 عام " والتي كان طفلها لها سببا في إصابتها بسرطان الثدي أدى إلى استئصال ثديها .

وتقول أم أميره أثناء لقاءنا بها في عيادة الكشف المبكر بسرطان الثدي بالمستشفى الجمهوري " إنها أصيبت بسرطان الثدي منذ سنتين وحسب ما أفادت للأطباء عن عوارض المرض وبداياته ومسبباته حيث كان طفلها سببا في ذلك وتضيف " أثناء إرضاعها لطفلها رد الحليب إلى ثديها ومن حينها بدأت تشعر بالألم وبزمن قياسي لايتجاوز شهرين من ذلك تسببت لها سرطان الثدي ,, ولأنها تسكن العاصمة صنعاء حيث قد تجد المعلومة ووسائل التوعية وان كانت غائبة فهي أحسن حال من المناطق الأخرى البعيدة التي تصل الحالات المرضية بالثدي في مراحل متأخرة " لكنها أي أم أميرة قامت بإجراء فحوصات لتصبح مصابه بورم خبيث "سرطان الثدي" أجريت لها على إثرها عملية أستأصل فيها "ثديها" وهي حالياً كما تقول: تقوم بمتابعة الطبيب المختص كل شهرين للاطمئنان بعد أن استخدمت 6 جع كيماويه وعلاج إشعاعي وكيماوي منذ عملية الاستئصال قبل سنتين ... ناصحةً بقية أقرانها من النساء بالمبادرة إلى زيارة الطبيب المختص في اقرب وقت ممكن في حالة وان قام طفلها الرضيع بإرجاع الحليب أو "عضه" للثدي.

وتزداد الألم والحسرة هنا إلى جانب عدم الاهتمام بالتوعية بسرطان الثدي من قبل الجانب الإعلامي والجهات المختصة – أن تجد امرأة مصابه بذلك المرض وهي تسكن في منطقة بعيده حيث عدم وجود الأطباء المختصين ووسائل التوعية فضلاً عن سوء المعيشة والظروف الصعبة – فهذه مريم يحي 40 عام – المحويت – بدأت أعراض المرض لديها منذ سنتين لكنها كما تقول : لم تحس بأي ألم أو شيء يلفت انتباهها في ثديها , لكن بعد أن شعرت بآلام في ثديها عندها قررت الذهاب الى الحديدة وهناك تم أخذ عينه من الورم لكنها كما تقول: أتت الى صنعاء الى عيادة الكشف المبكر بالمستشفى الجمهوري وهناك أجريت لها عملية إزالة الغدد الليمفاوية حيث انتشر المرض فيها , وحالياً تتلقى 4 جرع كيماويه .

ولقد كان لبعد المسافة إضافة الى عدم التوعية ولغياب زوجها المغترب كما تقول : سبباً في التأخر بالقيام بالكشف المبكر مما تسبب لها بالمرض.

القات والتدخين سببا له:

الدكتورة نجلاء محمد جباري- مدرسة بكلية الطب – جامعة صنعاء " ترى إن الأسباب المؤدية إلى سرطان الثدي لدى النساء اليمنيات التدخين وسوء التغذية بنسبة 30-37% فيما يكون العامل الوراثي سببا له بنسبة 5-10% .

واعتبرت الدكتورة نجلاء التي تحضر رسالة الدكتوراه عن سرطان الثدي تحت عنوان "المؤثرات الهرمونية والعوامل البيئية في إحداث سرطان الثدي " أكثر المصابات بمرض الثدي من نساء الأرياف ربما لسوء التغذية وعدم وجود المراكز المتخصصة بالإضافة إلى العادات والتقاليد التي تكون سبب في الخجل الاجتماعي. وتنصح بالفحص الدوري والابتعاد عن تناول القات بالإضافة إلى توازن الغذاء .

عيادة الكشف المبكر أمل للمصابين:

الدكتور محمد هزاع الجولحي - أخصائي أمراض الثدي "يعتبر سرطان الثدي من أكثر الأمراض المنتشرة في العالم وأول أسباب الوفاة بين النساء كبيرات السن ما بين 40- 55 عام .وعن أسباب سرطان الثدي يؤكد الجولحي " على عدم وجود دراسات لأسباب المرض , لكن المؤكد إنها عوامل ومشاكل جينية بالإضافة إلى انتشار السموم وعوامل وراثية حسب قوله. وفي اليمن اعتبر أسبابه تعود الى الع ادات والتقاليد وعدم وجود أطباء متخصصين كل ذلك يؤدي إلى تأجيل الكشف والعلاج بالإضافة إلى بُعد المناطق . مضيفاً:إن أغلب حالات سرطان الثدي في اليمن تأتي متاخره بسبب قلة الوعي وجهل المريض بالمرض إضافة إلى عدم معرفة الطبيب بكيفية التعامل مع أمراض الثدي , حيث يوجد في الدول الغربية مراكز متخصصة بذلك لوعيهم بأهمية المرض وخطورته كما أن عندهم نظام الفحص الدوري عند وصول المرأة إلى سن معين .

وأضاف " إن هناك طرق وقائية يمكن للمرأة القيام بها لتفادي مثل هكذا مرض إذ يمكن للمرأة أن تفحص نفسها بنفسها وذلك بعد الدورة فإذا لاحظت أي تغيرات فعليها زيارة الطبيب المختص , فالمرأة من سن الـ 2- 30 سنه عليها أن تزور أخصائي الثدي مره كل ثلاث سنوات , ومن سن الـ 35-40 مره كل سنه ومن 40 سنه فما فوق فمرتين كل سنه .وأوضح الدكتور محمد الجولحي " أن عوامل الوقاية من المرض التقليل من أكل اللحوم وأكل الخضروات والفواكه مؤكدا على إن أهم عامل للوقاية هو الفحص الذاتي .

وحول الإمكانات اللازمة الطبية الموجودة في اليمن لاكتشاف ذلك المرض أشار إلى إن هناك أجهزة كشفية خاصة بذلك في مستشفى الكويت وبعض القطاعات الخاصة وهذه الأجهزة تكشف ما نسبته 90% من أمراض الثدي قبل أن يشعر بها المريض بفترة 4 سنوات .

وعن الدور المجتمع والرسمي يقول إن الدور ليس له دور يذكر في جانب التوعية واغلب الحالات التي تأتينا نتيجة اطلاعها على برامج الفضائيات الأخرى غير اليمنية . مضيفاً: نحن نحاول تأسيس جمعية خاصة بالمرأة وهدفها التوعية بسرطان الثدي ومخاطره.

أما عدد الحالات التي وصلت عيادة الكشف المبكر لسرطان الثدي فيقول الدكتور محمد الجولحي: إن العيادة منذ افتتاحها العام الماضي استقبلت (2934) حالة منها (180) حالة مصابة بسرطان الثدي ضمنها 3 حالات رجال , واعتبر زيارة العيادة من قبل الأشخاص والكشف المبكر دليل الوعي لدى المواطن , رغم أن هنالك حالات وهي اغلبها تأتي في مراحل متأخرة من المرض ولاسيما نساء الأرياف حتى يكون المرض قد انتشر بشكل كبير وأصبح لديها سرطان الثدي بمراحله الأخيرة, مشيراً إلى أن هناك 20 حالة تزور العيادة بشكل يومي البعض كشف أولي وآخرين مراجعه ,مما يعطي للعيادة الإصرار والعزيمة على مواصلة العمل خدمة للوطن ولمرضى السرطان .متمنياً: أن تكون هذه العيادة النواة الأولى لإنشاء مركز متخصص بسرطان الثدي وأمراض الثدي وتكون اللبنة الأساسية في تطبيق برنامج الفحص الدوري الروتيني الشامل على مستوى الجمهورية .وعمل هذه العيادة لايقتصر فقط على المعاينة و التشخيص ,فتقوم أيضا ًبتوعية المرضى ومرافقيهم على أهمية الفحص الدوري ومتابعة المرضى المصابين وتوجيههم التوجيه السليم كما تقوم بالحملات التوعويه في أماكن التجمعات النسوية مثل المراكز الصحية والجامعات والمراكز الصيفية بأمانة العاصمة كما تقوم باستقبال الكثير من الطلاب والمهتمين بسرطان الثدي وتدريبهم على الفحص الذاتي السليم بالإضافة إلى توزيع الكتيبات والنشرات المتعلقة بسرطان الثدي وعمل المقالات والكتابات الصحفية للتعريف بسرطان الثدي وأهمية الفحص الدوري .

وتسعى عيادة الكشف المبكر لسرطان الثدي للتنسيق مع الكثير من الجمعيات والمنظمات الغير حكومية الخيرية المهتمة بسرطان الثدي لتوفير جهاز الأشعة الماموجرافي وإنشاء مركز خيري متخصص بإمراض الثدي لخدمة مرضى السرطان .