خبير فرنسي ينفذ مشروعاً لحصر وتوثيق التراث الغنائي الصنعاني

الخميس 09 مارس - آذار 2006 الساعة 12 مساءً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 4511

بلغ الإعجاب والهوس بعاشق فرنسي للغناء اليمني إلى حد تبني تنفيذ مشروع طموح هو الأول من نوعه في اليمن لجمع وحصر وتوثيق فن الغناء الصنعاني بشكل خاص واليمني عموماً.

وأوضح الباحث والخبير الفرنسي الدكتور جان لامبير المتخصص في مجال الغناء الصنعاني، أن المشروع الذي يعد له حالياً المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في اليمن بالتعاون مع معهد الموسيقى اليمني ودعم منظمة اليونسكو الدولية، يتضمن تجميع وتوثيق فن الغناء الصنعاني من موشحات وأغنيات وإنشاد ديني سواء أشعار أو ألحان بالنص والنوتة وكذلك بالصوت والصورة.

وأضاف أن المشروع الذي يبدأ العمل في تنفيذه قريباً سيعتمد على أسلوب علمي وتقني حديث وإدخاله إلى قاعدة معطيات الكمبيوتر بهدف تمكين الباحثين والفنانين والمهتمين من اليمن والخارج من الرجوع إلى هذه الألحان والأشعار بيسر وسهولة والاستفادة منها، وهو ما يجعل الموشحات والأغاني والأناشيد بألحانها الأصلية والتراث الموسيقي اليمني في متناول جميع الراغبين من مستمعين وباحثين وغيرهم.

وبيّن لامبير أن المشروع يعد مهما وحيويا جداً ليس بالنسبة لليمن وإنما للبلاد العربية والعالم أيضاَ "لأن اليمن غني بالتراث في مختلف الفنون من الألوان الغنائية المتعددة أو الفولكور الشعبي المتنوع وغيره". وتوقع أن يفضي استكمال تنفيذ المشروع إلى الخروج بكتاب كبير سيطبع ويوزع على نطاق أوسع انتشارا يتضمن حصر الجوانب الموسيقية والتقنية بالصوت والصورة لمختلف ألوان الغناء اليمني.

ويأتي تبني الخبير الفرنسي لامبير هذا المشروع متزامناً مع إعلان المنظمة الدولية للتربية والتعليم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" رسمياً تسمية الأغنية الصنعانية ضمن التراث الإنساني الشفهي العالمي وغير الملموس وإدخالها ضمن مجالاتها الرائدة في هذا القطاع.

وأوضح كويشيرو ماتسورا مدير عام اليونسكو، أن هذا الإعلان "يأتي في إطار اهتمام المنظمة بالمحافظة على التراث غير المادي عبر العالم أجمع وحمايته من التهديدات التي يواجهها في ظل أساليب العيش المعاصرة ومسيرة العولمة". من جهته، قال الدكتور محمد عبد الباري القدسي الأمين العام للجنة اليمنية للثقافة والعلوم "إن إعلان المنظمة الدولية الذي جاء بناء على طلب ممثلية اليمن في اليونسكو، يهدف إلى وضع استراتيجية طويلة المدى من أجل حماية تراث الأغاني الصنعانية" مشيرا إلى أن مشروع خطة عمل للحفاظ على ألاغاني الصنعانية وافقت على تمويله الحكومة اليابانية ضمن برنامج تعاونها مع اليونسكو للعامين 2006 و2007، حيث قدمت 100 ألف دولار للمشروع.

وأوضح القدسي أن المشروع يهدف إلى التوعية بالمعرفة والمهارات الخاصة بالأغاني الصنعانية التقليدية ونشرها وترويجها والحفاظ على الآلات المصاحبة لها، وهي العود التراثي القديم المعروف محلياً باسم "الطربي" ذو الأربعة أوتار والمصنوع من جلد الماعز، والصحن النحاسي، والدربوجة والقنبوس.

من جهته، رفض الفنان والباحث الموسيقي اليمني المخضرم محمد مرشد ناجي، الشهير بالمرشدي تسمية الأغنية الصنعانية بهذا اللون من ألوان الغناء اليمني، ويرى أنها "موشح يمني له أهميته وخصائصه المتميزة في الموسيقى، مشيرا إلى أن تسمية أغنية يجعل اللون الصنعاني كأي لون غنائي عادي، لكن الموشح له صفة فنية خاصة تعطيه قيمة عند علماء الموسيقى والهيئات العلمية العربية والدولية المهتمة بالتراث. ُذكر أن لامبير نال شهادة الدكتوراة في هذا اللون الغنائي من فرنسا أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وعاد من جديد إلى اليمن ليواصل أبحاثه الفنية والثقافية عن تراثه، إضافة إلى العمل على نشر الأغنية والفنون اليمنية عموماً في فرنسا وأوروبا وغيرها، فضلاً عن خدمتهما داخل البلاد من خلال التدوين والتوثيق والندوات والحفاظ على هذه الفنون والسعي إلى إيجاد كل وسائل وسبل الدعم للموروث اليمني الزاخر. ويتولى الباحث لامبير حالياً رئاسة المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في اليمني الحديث الإنشاء، الذي قال إن مهمته وأهدافه تتلخص في حفظ وتوثيق التراث الثقافي والفني اليمن بأنواعه الغنائية وغيرها عبر تقنية عالية لمختلف العوامل من أسطوانات وألبومات أو أشرطة فيديو و CD إضافة إلى الكتب والمطبوعات.

 

عن / الاقتصادية