آخر الاخبار

قيادات حوثية تنهب المليارات من موارد الاتصالات - أبرزهم الحاكم وحامد والحوثي عاجل..الكيان الصهيوني يعلن موقفه من موافقة حماس على مقترح الهدنة صنعاء..مليشيات الحوثي تعتقل أحد أبرز خبراء الجودة والمقاييس على خلفية فضح قيادات حوثية بارزة اللواء سلطان العرادة : مارب تدعم كهرباء عدن منذ سنوات لانها عاصمة الدولة.. ويكشف عن خفايا مشاكل المحطه الغازية عاجل.. المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس تحسم موقفها نشطاء حوثيون ساندوا الجماعة عند اقتحام صنعاء :ضحكنا على أنفسنا عاماً بعد عام ولم نجد غير الظلم والكذب وقلة الحياء والمناطقية تتبجح أكثر الارياني: التعاون بين الحوثيين والقاعدة يتم بدعم إيراني ويهدف إلى إضعاف الدولة اليمنية وتوسيع نطاق الفوضى الرحالة اليمني يناشد السلطات السعودية بمنحة ترخيص لاستئناف رحلته إلى مكة المكرمة. المجلس العربي: إغلاق مكتب الجزيرة بفلسطين يهدف الى التغطية على الفظاعات المقبلة التي قررت حكومة نتنياهو الاقدام عليها  ‏توكل كرمان: اختيار إغلاق قناة الجزيرة في اليوم العالمي لحرية الصحافة صفعة في وجه الصحافة .. وبلا قيود بالتحقيق الفوري في جرائم الاحتلال

أهلنا الحضـارم
بقلم/ دكتور/راكان عبدالكريم حبيب
نشر منذ: 16 سنة و أسبوع و 4 أيام
الأربعاء 23 إبريل-نيسان 2008 09:20 م

عندما عرضت قناة العربية الفيلم الوثائقي عن (الحضارمة) سألت نفسي : ماهي القيمةالمضافة التي قدمها البرنامج إلى الخطاب الذي تسعى معظم ألوان الطيف في مجتمعنا إلى تأصيله والتعبير عنه لكي يرسخ أبعاد مفهوم الاعتراف بالتنوع الاجتماعي.

للأسف الشديد، يدخل معظم الباحثين عن الحضارم من باب واحد وهو التجارة. ويلخصون الح كاية في كلمتين (صاحب الدكان الذي أصبح تاجراً) ونسي معظمهم أن هناك أبواباً كثيرة يمكن الدخول منها إليهم . ومن أهمها الجيرة ،الحارة ، التزاوج والتعليم ومن خلالها نستكشف عوامل تكوين النسيج وعوامل إستمراره.

ولمعرفة ذلك، فإن كل ما يحتاجه المرء منا هو إسترجاع شريط حياته ليرى كيف أنه كان جزءاً من محيط تعددت ألوانه.. وأسهم كل لون بدوره ثقافياً واجتماعياً ووجدانياً في تكوين ملامح شخصيتنا.

لعله من المناسب القول أن المشهد الاول لإمتزاج هذه الألوان كان في مدينة جدة منذ مئات السنين باعتبارها المحطة التي استقبلت الهجرات الأولى ومن ثم إنطلاقها إلى مكة المكرمة وبقية المناطق. وحتى لا أعيد بعض الإضاءات التي جاءت في هذا الفيلم الوثائقي، أستطيع أن أنقل بكل إطمئنان من البيئة التي نشأت فيها إضاءات جديدة وهي ليست تجربة فردية بقدر ماهي لمسات إنسانية أحسبها مشتركة بين لكل من عاش معي في ذلك المشهد. وهي بدون شك تبين ملامح الخطاب الحضاري الذي كنا نتعامل به. فلم يكن بيننا شئ إسمه الآخر. وليس بيننا مصطلح إسمه (هُم) ولا آخر إسمه (نحن).

* كان يحد منزلنا ثلاثة بيوت كبيرة وهي: بيت العمودي وباخشوين وباناجه.

* كان عمدة الحي (شيخ حارة الشام) هو الشيخ عمر باخريبة وخلفه الشيخ عمر باعيسى.

* تحتفظ ذاكرتي بأسماء ثلاثة رؤساء لبلدية جدة وهم عمر باناجة ، السيد عبدالله الجفري ووهيب بن زقر

* أغلب المدرسين في المرحلة الابتدائية في مدرسة الفلاح هم من أساتذتنا الحضارمة.

* أحدى أهم الحارات التي شكلت الذاكرة الشعبية لمعظم الأجيال القديمة هي(حارة السيد العيدروس).

* لم تفرق يوماً بين هوية زملاءنا في المدرسة وأصحابنا في الحي. لكن يمكنني القول اليوم أن أصحابنا كانوا أيضاً حضارمة.

* أول ما حفظت ذاكرتنا من أسماء الفنانين هم عمر باعشن ورياض علي والعم عرفة المميز بفنون الإيقاع

* لم نفرق يوماً أن قسم من أهلنا كانوا قد تزاوجوا مع الحضارمة لذلك لم نضع لأنفسنا حدوداً فاصلة معهم فهم أرحامنا.

لاشك أن هذه العوامل وغيرها كثير قد لعبت دوراً مهماً في تشكيل جزءاً كبيراً من الذاكرة الشعبية ومن نسيجنا الاجتماعي ، فإنها أدت بدون شك إلى تماذج الميول والوجدان والإنتماء فهذا أهلاوي وذاك اتحادي وهذا يبني رباطاً وآخر يتبرع لبناء مركز لأمراض السرطان وآخرون يتبرعون لجامعة الملك عبدالعزيز عندما كانت أهلية.

لكن علينا أن نعترف بان أجيالاً جديدة قد جاءت في غير الظروف التي ألفها الناس عندما كانت الحياة بسيطة. ولكي تزدهر ألوان هذا النسيج علينا أن نوسع قاعدة التفاعل والتعامل في التزاوج والتعليم وفرص العمل. وهو أمر لابد من التوسع فيه ليشمل جميع ألوان الطيف لأن هدفنا هو تعزيز الإنتماء للوطن من خلال الإعتراف بالتعدد والتنوع وترسيخ مفهوم التسامح والقبول