آخر الاخبار

توكل كرمان: لن ننسى الغدر بالوحدة في حرب 1994 والإخلال بشراكة دولة الوحدة.. والجنوب اليوم غافل عن ثورة أكتوبر ومناضليها وزير الدفاع: قوات الجيش جاهزة للتحرك باتجاه صنعاء .. تصاعد نبرة التهديدات فهل يقترب اليمن من استئناف الحرب الداخلية؟ انهيار هو الأكثر سقوطا في تاريخ الريال اليمني.. تعرف على اسعار الصرف اليوم تحالف الأحزاب يطالب كافة مؤسسات الدولة للعودة إلى أرض الوطن ويشدد على توحيد القوى المناهضة للانقلاب قصف إسرائيلي هو الأعنف والنازحون يحرقون أحياء في خيام النازحين بمستشفى شهداء الأقصى وسط غزة مواجهات حاسمة للمنتخبات العربية في تصفيات مونديال 2026 الكشف عن 3 سيناريوهات لضربة إسرائيل على إيران - قطع رأس الأخطبوط وخامنئي ببنك الأهداف ماذا يعني نشر صواريخ "ثاد" الأمريكية في "إسرائيل"؟.. هذا كل ما نعرفه عن الأمر حزب الله يصدر بيانا بشأن استهداف معسكر تدريب لجيش الاحتلال الإسرائيلي في حيفا تحذيرات من كارثة ستطال 24% من سكان اليمن خلال النصف الثاني من هذا العام

في محرقة السعودية الشقيقة!
بقلم/ جمال جبران
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 9 أيام
الأحد 04 مايو 2008 11:01 م

(1)

أن أكتب عن محرقة حصلت في أجساد 18 يمنياً ببنزين سعودي في منطقة خميس مشيط قبل أكثر من شهر . أن أكتب عن تلك المحقة فهذا لايعني بالضرورة قيامي بعملية توسيخ لبياض العلاقات بين البلدين المسلمين الشقيقين الجارين ! فأمر متانة العلاقات بينهما أكبر وأقوى من مجرد رائحة شياط صدرت وما تزال من أجساد يمنيين فقراء أجبرتهم الحاجة وضيق حال اليد لاجتياز الحدود السعودية واثقين من حصانة العادات والتقاليد واللغة والدين والتاريخ المشترك الذي يجمع أبناء الجلدتين . كما وواثقين من اتفاقيات ترسيم الحدود الموقعة بين البلدين . لكنهم وعلى الرغم من كل ذلك قد وقعوا في الفخ . قد دخلوا المحرقة .

(2)

قبل أكثر من شهر ، وهو ويا للعجب والمصادفة ، التوقيت الموازي لقيام فعاليات اسبوع الجامعات اليمنية في رحاب الجامعات السعودية . وهو ذاته التوقيت الموازي لقيام فعاليات الأسبوع الثقافي اليمني في أكثر من أربع مدن سعودية . وبينهما كانت زيارة لنحو 17 صحفياً يمنياً للمملكة بغرض التدريب على التقنيات الصحفية الحديثة . وخلال كل هذا كان نحو 25 يمنياً يحاولون الفرار من قبضة 15 جندياً في منطقة خميس مشيط السعودية . لم يكن الفرار حلاً ناجعاً فكان لجوءهم إلى حفرة محروسة بكم من نفايات سعودية . وكان فيها اختباؤهم . لم يعلموا ببراعة خطة أمنية قد حيكت لهم . لم يعلموا أنهم قد وقعوا في الفخ . أنهم قد دخلوا المحرقة . إذ نجح جنود المملكة الأشاوس في فعل دائرة تشبه الطوق حول حفرتهم . لتبدأ بعدها " حفلة شواء في مرمى نفايات سعودية " حسب تعبير الصديق محمد العلائي . إذ قام الجنود برش مادة بيضاء تساعد على ازدياد اللهب الذي اندلع من نقطة مجهولة !

وكانت جهنم !

كانت قيامة مبكرة !

وفي حين استطاع سبعة الخروج من المحرقة مكث الآخرون . والمحصلة بقعة سوداء كبيرة في لحمة الدين المشترك والعادات والتقاليد .... الخ! وبقية التفاصيل يعلمها من تابع صحف الأسبوع الحالي التي تناولت الحدث المحرقة ، كما لا أجد في داخلي طاقة احتمال إعادة تدوينها .

(3)

ومع ذلك مازلت حتى اللحظة غير مصدق لحقيقة ما حدث وجرى . ليس خشية مني ، لا سمح الله ، على اهتزاز علاقة الإخاء والتعاون بين البلدين الشقيقين المسلمين الجارين . ولكن لاعتقادي إن حدوث محرقة كالتي حدثت إنما لتعيدنا إلى نقطة الهمجية والبداوة الأولى وهي في كل حال تبقى عصية على التصنيف أو التسمية !

لكأنها حرب غير معلنة . لكن حتى هذا لا يحدث في حرب ، أي حرب ، الحرب في أقذر صورها . وحتى في الحرب هناك حصانة لآدمية الكائن البشري ! يحتاج المرء فعلاً إلى ماكينة خيال حتى يصنع لنفسه شريطاً سارداً لتفاصيل ما جرى هناك !

أو لعل الأمر اختلط على جنود المملكة الأشاوس ، حماة حدود المملكة من طوفان فقراء يمنيين فاعتقدوا أنهم في ساحة تصوير تابعة لقناة (إم بي سي أكشن ) السعودية التمويل وتقوم بتنفيذ حلقة جديدة من برامج الواقع !

ما كل هذا القرف !

وهناك ، في المملكة الشقيقة ، بلاد الحرمين ، نقرأ في صحف حوادثهم أخباراً عن حوادث إساءة معاملة يفعلها سعوديون في رعايا هنود وبنغال وفلبينيين . يهددونهم بالكفيل وبالتالي الطرد من جنة المملكة . يحرمونهم التغذية لأيام . يمنعون عنهم رواتبهم المستحقة . يقومون بإيذائهم جسدياً ، أحيانا . لكنهم لا يقومون أبداً بحرقهم أحياء . وحده اليمني من يستحق الحرق ويٌعاقب به !

(4)

إخوتي ، ضحايا المحرقة السعودية : صابر والخضر وزوبر ودرويش وعلي والعمر ومعوضة وحسين وشامي وشعشع ومبارك وميرم وقور و البرعي وهاشم وفوز . أنا محروق مثلكم كما ولحمي مسلوخ حتى بياض العظم .

آه كم تعذبتم يا إخوتي الفقراء !

Jimy34@hotmail.com