لاعب ريال مدريد يفوز بجائزة الأفضل في الدوري الإسباني.. ماذا قدم؟ صحيفة عبرية.. لهذه الأسباب معركة رفح قد تجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار دون صفقة للأسرى اللواء العرادة يدشن افتتاح مشروعين بمأرب بكلفة بلغت سبعمائة ألف دولار عاجل.. ضربات جوية أميركية - بريطانية على مواقع للحوثيين المليشيات الانقلابية تعرض منزل مسؤول رئاسي للبيع مركزي عدن يضيّق الخناق على الرئه الاقتصادية للمليشيات وقناة المسيرة تعترف بالألم وتصفه بالتصعيد الخطير الإنترنت الميت .. ماذا تعرف عنه ؟ ربع صفحات الويب لا يمكنك الوصول اليها. الصين تعلن موافقتها التدخل لوقف التوترات في «البحر الأحمر» من دبي رئيس الوزراء يتحدث عن مستقبل اليمن ويفند السرديات الخاطئة عن القضية اليمنية الكشف عن موعد إطلاق أقوى صاروخ فضائي في العالم.. تحدي العودة السالمة
في مجلةِ العربي ، العدد 499 يونيو 2000م ، في صفحة(وجها لوجه) ، لقي الشاعرُ حسن فتح الباب الشاعرَ المصري محمد يوسف " رحمهما اللهُ " . وعن سوالٍ بماذا تحلم ؟، أجاب محمد يوسف صاحبُ التوجهِ القومي الرافض لسياسة التطبيع : " أحلمُ برغيفِ خبزٍ لكلِ جائعٍ وكأسِ حليبٍ لكل رضيعٍ وثوبٍ لكل عريان وكتابٍ مصورٍ بأحدث الوسائل التكنولوجيةِ وبدميةٍ عربية جميلة في يد كلِ طفل محرومٍ وبقصيدةِ شعرٍ لا تبكي على الأمواتِ وإنما تمجدُ الحياةَ والحبَ والأملَ في وطنٍ أجملَ وعالمٍ أفضلَ تشيده الأيدي القويةُ التي تحملُ سلاحَ المعرفةِ وتؤمن بسياسة النفس الطويلِ في المقاومة " .
- ومع هذا الردِ المفعم بالآسى والحالمِ بالأمل .. أقولُ أنَّ الوطنيةَ الصادقةَ ليست حكرا على أبناء طائفةٍ معينة وجماعة محددةٍ .
فمحمد يوسف مسلمٌ قومي حرٌ ، تحمل عباراتُه كلَ مرارةِ القهرِ لما يعانيه وطنُه من تفككٍ وتضليل وتعطيل في ظل حكومةٍ جعلت ترابَ الوطنِ وروحَ المواطنِ آخرَ مهامِها وذيلَ مسؤوليتِها ، في ظل دولة استخباراتية ، تجعلُ الحرفَ الحرَ تهمةً تستوجبُ الاعتقالَ ، والكلمةَ جريمةً تستحق الاغتيالَ .
ما أروعَ ما باح به (القومي) في عباراتٍ مؤثرةٍ تقطرُ وطنيةً صادقةً ، فلا أجعل من خلافي الفكريَ - إن وُجِدَ - معه سببا لعدم التفاعلِ معه واحترام موقفه ، أو غمطِ حقه والتشكيكِ في مصداقيته . فكم مكوناتٍ يصنفُها بعضُنا بالمحنطة منهجا ، أو المنحرفة والمشبوهة توجها وفكرا ، ولكن فيها رجالاً يقطر جبينُهم إخلاصا لشعبهم وولاءً لوطنهم يفوق ما يدعيه بعضُ أبناءِ أحزابٍ وجماعات تقودُ الشارعَ الشعبي .
وفي اليمن لا يبعدُ هذا كثيرا عما هو في أي مكان ، فمن المؤكد أننا سنجدُ في المؤتمر من يحملُ هَمَ الوطنِ ويتألمُ لحالِ المواطن أكثر من ثوارٍ من غيره ، وإن كان التصنيفُ يضعُ مؤتمرَ (صالح) في خانة الخصم للوطن . ومثل ذلك الانتقالي وإن كان الحدثُ يضعه متمردا على شرعية الوطن . وهكذا هو الحال في كل مكون دون استثناء ، هناك مخلصون يضعون مصالحَ وسيادةَ الوطنِ والمواطن أولَ أولوياتهم وقضيةَ عمرهم .
فكم أتمنى أن يجمعَ المخلصون الطيبون من كل مكون وجماعة كلمتَهم ، ليشكلوا صوتا موحدا في أروقة قادة سياستنا ، يصدعُ بالنصحِ والنقد الهادف ، ورفضِ المواقف المذبذبة والقرارات المتشعبة ، وليكونوا صفا واحدا يصدُ عن الوطن الخبثَ ويطرد عن المواطن الخبائثَ . فمهما اختلفت توجهاتهم وقناعاتهم الفكرية إلا أنه يجمعهم ويشكلهم أهمُ عامل للتميز ، صدقُ الموقفِ وإخلاصُ المسيرِ . ويؤيد هذا المطلب ما جاء في السيرة أن الوليد بن الوليد راسل أخاه خالدا " .... وقد سألني رسول الله عنك (أَيْنَ خَالِدٌ؟) فقلت : يأتي اللهُ به . فقال : مِثْلُهُ جَهِلَ الإِسْلاَم َ؟! وَلَوْ كَانَ جَعَلَ نِكَايَتَهُ وَجَدَّهُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ لَكَانَ خَيْرًا لَه . فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالحة " .
هنا المنطق يقولُ أنَّ الأصلَ أن لا يسأل عنه الرسولُ ولا يمتدحه ، بل يجب أن يدرجه في قائمة المطلوبين ، فهو كان سببا فاعلا في هزيمة المسلمين بعد خطأ الرماة يوم أُحد .
ولكننا نجد هنا توجيها إلى استيعاب القلوب الفاعلة لصف الحق وتجاوز تاريخهم المضاد الضار الضال ، فذلك خير من معاداتهم وابعادهم بالخصام والتهم . ولذا قال خالدٌ : " فلما جاءني كتابُه نشطت للخروج ، وزادني رغبة في الإسلام ، وسرني سؤالُ رسول الله عني " . وهذا عينُ ما أراده عليه الصلاة والسلام حين دعا ربه : " اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمرَ بنِ الخطاب " . وقد كانا من أشد الكفار عداء لدعوته ، ولكن النبيَ تجاوز بفكره السليم وبعد نظره السديد كلَ ضيقِ الانتماء وتعنت الموقف وخلاف التوجه ، إلى ما هو أحوج إليه لتحقيق القوة والتأييد .
فلنبحث عن هذه الخيرية أينما كانت ومن أي فكر وتوجه انطلقت ، وليتشكل منها رجالُ تأييدٍ وصفُ تآلفٍ من أجل الحق والسلام ، والعزة والسيادة ، وما فيه خير صالحنا العام .