المسافة صفر رواية جماعية تونسية تحتفي بصمود غزة
عودة 5600 مهاجر إفريقي طواعية من اليمن إلى بلدانهم
اليمن تشارك في اجتماع للإنتربول الدولي
الأحزاب اليمنية تغييب المكونات الوطنية في صنع التوافقات سعي وراء سراب وتشجيع الحوثيين
مليشيا الحوثي تقول إن هناك اتفاقا وشيكا للأزمة اليمنية بعد أشهر من المفاوضات مع السعودية
مليشيا الحوثي تشيع خمسة من مقاتليها يحملون رتبا عسكرية
منع راكب أسترالي من صعود الطائرة بسبب قميص داعم لفلسطين
خوفاً من عملية إنزال أميركية لاستعادتها.. اجراءات حوثية جديدة بشأن سفينة «غالاكسي»
خبير عسكري :الاحتلال يخطط لهجوم مزدوج في غزة وهذه ملامحه
أردوغان: الاحتلال يرتكب جريمة حرب في غزة.. يجب محاسبته
أبعد خمسون عاماً من عمر ثورة ٢٦ سبتمبر نعود إلى نقطة الصفر ، إلى التطلع إلى نفس الهدف الذي تطلع اليه وحلم به الرعيل الأول من الحركة الوطنية اليمنية ؛ هدف تأسيس الدولة الوطنية التي تتجاوز المذهب والبطنين والمنطقة والقبيلة إلى فضاء المواطنة والعدالة وحكم القانون ؟؟
الإتجاه الخاطئ يدور حول نفسه ، ويعود الى نقطة البداية ، ولا يمكن أن يحقق الهدف الوطني العام .
وقد تمثل الإتجاه الخاطئ في مسار ثورة سبتمبر بداية من إنقلاب خمسة نوفمبر ، وواصل نفس المسار وبوضوح أكثر بعد سنوات الحمدي الثلاث التي بدت كأنها زمن مكثف ولوحة اليمنيين الاكثر تعبيرا عنهم ، والتي ما لبثت أن خنقت ليعود الاتجاه الخاطئ متسيداً فوق اليمن وشعبها وسائداً رغماً عن أحلامهم وتطلعاتهم الوطنية ؛ ومتطاولاً فوق الشطر الشمالي عقد ونيف وفوق صدر اليمن كلها من أقصاها إلى أقصاها بقية الزمن الكالح ، مستقطعاً منه مفتتح الوحدة اليمنية التي سماها الشهيد جارالله عمر ربيع اليمن ولحظتها الأبهى قبل أن تتضافر كل أحقاد التاريخ المعاصر لخنقها مرة أخرى والعودة باليمن الى بيت الطاعة ، وهو هنا بطن الإمام المكرفت كوريث لبطني السلالة ،وكهف العصبية القبلية بدلاً من مًًًُلاك المذهب وأصفيائه .
وقد تأسس الاتجاه الخاطئ بالتساهل نهاية الستينات في ضرورة إنجاز مؤسسة الجيش كمؤسسة وطنية ، والقبول ببقائها إقطاعيات مجزأة تعيد فرز اليمنيين إستناداً للمنطقة والقبيلة واللهجة ، بعد أن وحدهم صباح أيلول الجديد وأحيت نسماته النقية خلايا الوطنية اليمنية في أرواحهم بعد قرون عجاف من الإقامة في الزوايا المظلمة التي فرضها عليهم الآئمة وكهنوتهم المعادي لكل ما يذكر بالوطنية اليمنية .
هناك في أقبية التاريخ المتطاول حيث حاولوا طمس كل ما يشير الى تاريخ اليمن وهوية شعبها العظيم وحضارته الضاربة جذورها في أعماق التاريخ
كانت ثورة سبتمبر صرخة اليمنيين الكبرى ضد النظام الطائفي العنصري المذهبي الكهنوتي ، وليست مجرد انقلاب ضد إمام مستبد أو حكم الفرد كما يحاول الخارجون من قبورهم أن يصغروها الآن
وكان صباح أيلول الجديد صرخة اليمنيين الكبرى لطي احتكار الحكم بالبطنين ، الاحتكار الذي يناقض الفطرة الطبيعية ونواميس الكون ؛ قبل أن يناقض المصلحة العامة للشعب اليمني بظلمة وتخلفه وطائفيته وانعزاليته وجرمه الكبير بحقهم بلداً وشعباً حين عمم عليهم الفقر والجهل والمرض والعزلة والانقسام والعيش خارج العصر والحياة.
الآن وبعد الدوران طويلاً في الاتجاه الخاطئ الذي التهم ثورتي سبتمبر واكتوبر وبعد دورة كاملة أعِدنا خلالها الى نقطة البداية بفضل حكم التأبيد المستبد والتوريث العائلي ، فأحيا لنا الميتين وأخرجهم من قبورهم ، من أصحاب الحق المقدس المتنكرين بشعار الموت لامريكا ؛ الى دعاة الجنوب العربي الذين تواروا منتصف القرن الماضي وأعادهم صالح بالحرب والإقصاء وتملك السلطة لنفسه ولعائلته
وهنا بالضبط جاءت الثورة الشعبية السلمية في فبراير 2011 ، لتفتح الباب مجدداً للخروج من الاتجاه الخاطئ الى المضي في الاتجاه الصحيح ، المضي الى تأسيس الدولة الوطنية ، دولة القانون والعدالة الاجتماعية ، باعتبار هذا الهدف هو الخطوة الأولى لتحقيق تطلعات اليمنيين وأولويات تطورهم ، من العدالة الاجتماعية واستقلال القرار الوطني والتنمية الاقتصادية والبشرية والعيش الكريم الذي يحررهم من كل القيود والمعوقات بكافة أصنافها
ثورة الشباب هي وجه أيلول الذي عاد هذه المرة جديداً وشعبياً ومتدفقاً كما شاهدناه في خروج اليمنيين الأكبر في تاريخهم خلال عام الثورة التي جسدتها المسيرات والتظاهرات والاعتصامات في كافة مدن اليمن ومديرياتها وقراها وشوارعها
لقد دفع اليمن ثمناً فادحاً للخروج من حكم البطن الواحد في ثورة ١١ فبراير الشعبية السلمية ، وقطعاً لم يضحي شباب الثورة بأرواحهم من أجل أن يخرجونا من حكم البطن الواحد ليعيدونا الى حكم البطنين .. هذا ما ينبغي أن يستوعبه أنصار الإمامة الجديدة المتدثرة بالشعار البعيد ، شعار الموت واللعنة لامريكا ، والتحالف معها في نفس الوقت لتدمير البلدان العربية ، كما فعلت ايران بالعراق الذي ذبح من الوريد الى الوريد بالتحالف الإيراني الامريكي !