نادي المعلمين يكشف وينبه المواطنين من مخطط حوثي مقلق إيران تعلن إغلاق مجالها الجوي نهائياّ بهذا الموعد وتكشف الاسباب اول دولة عربية تعلن توقيف اعتماد جامعات وتحذف برامج دراسية أمريكية تصعيد عسكري حوثي جديد في هذه المحافظة نجاة أنيس باحارثة مدير مكتب رئيس الوزراء من عملية اغتيال بعبوة ناسفة صلاح يقترب من هالاند.. ترتيب قائمة هدافي الدوري الإنجليزي حماس تضع شرطين أمام العدو الصهيوني للتعامل بإيجابية مع أي مقترح يتعلق بغزة الداخلية السعودية تعلن إعدام يمنيين اثنين "تعزيرا"..وتكشف ما أُدينوا به - أسماء إعلام إيراني يتحدث عن سر الاستنفار الحوثي في الحديدة الاحتلال الحوثي يرفع وتيرة التصعيد في صنعاء - هدم منازل ومتاجر وطرد للتجار والباعة والمتسوقين
بعد دراستي المستفيضة لجهود كبار المصلحين العرب بل والمسلمين في عصرنا، أستطيع القول بكل ثقة بأن أي مصلح من هؤلاء لم يقدم ما قدمه الزبيري لبلاده من تضحيات جسام، شملت مواهبه الشعرية والنثرية، وجهوده السياسية والاجتماعية، وأمواله ومناصبه، وأوقاته وأحواله، وختمها بالدماء الزكية التي تنبأ بسكبها حينما قال:
بحثت عن هبة أحبوك يا وطني
فلم أجد لك إلا قلبي الدامي!
ويا للمفارقة العجيبة، فلم أجد من بين أولئك الأعلام الكبار من أهملته بلاده كما فعلت اليمن مع محررها الزبيري، وقد تجاوز البعض حالة الإهمال إلى النكران!
ومن يصدق أن الزبيري ظل ردحا من الزمن في باكستان يسكن عشة في سطح عمارة بجانب عدد من الدجاج، وأنه كان يأكل معها ما يلقى إليها من بقايا طعام المطاعم، في ذات الوقت الذي جاءه مبعوث من الإمام أحمد يدعوه للرجوع ومقسما له بأنه سيمنحه أعلى المناصب بشهادة شيخ الإسلام في باكستان، لكنه رفض هذا العرض مطالبا بحقوق الشعب اليمني في الحرية والتنمية والعدل والحياة الكريمة؟!
وفي المقابل من يصدق أن الزبيري هو الوحيد من بين المصلحين العرب الكبار، الذي لم يعقد حوله حتى مؤتمر علمي واحد بعد مرور أكثر من نصف قرن على استشهاده، إلا ما كان من ندوة يتيمة أقامها مركز الدراسات والبحوث بجهود الدكتور عبد العزيز المقالح، إذ لم تقم بهذه المهمة الجمهورية اليمنية التي حملها فوق ظهره حتى قامت على قدميها، واستشهد وهو يحميها من رصاصات الملكيين وحماقات الجمهوريين، ولم تقم به الحركة التي كان أهم مؤسسيها وساكبي دمائهم في أوردتها!
وقد رأينا كيف أن إهمالنا لفكر الزبيري أوجد بيئة خصبة للفكر الامامي بصورتها الحوثية الأشد سوءً وخبثا، وأخشى أن الله قد عاقبنا على ذلك الإهمال بتسليط الحوثيين علينا، ألم تروا أن أول هدف للحوثيين كان هو جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ الزنداني، وهو من استدعاه الزبيري من القاهرة لمساعدته في تأسيس حزب الله، واستشهد وهو بجانبه، ومع ذلك لم نقرأ للزنداني كتابا حول الزبيري ولا بحثا ولا حتى مقالا، بل ولم يكلف جامعة الإيمان التي يرأسها بتبني مؤتمر علمي عن الزبيري الذي ظل مضحيا حتى بعد مماته، ولأن الجمهورية لم تقدم له غير تسمية شارع باسمه في صنعاء، فقد انقضّ الإماميون الحوثيون على الجمهورية وغيروا اسم شارع الزبيري، ليعود الزمن إلى الوراء، ويعود الزبيري نكرة كما كان في طفولته، فهل نعود لقراءة سيرته وتأمل مسيرته، فنكبر كما كبر وننضج كما نضج، مستخدمين سيرته وأفكاره في مقارعة الطغيان الإمامي ومواجهة البغي الحوثي؟!