سوق الحميدية الدمشقي الأشهر في دمشق والشرق يعرض تحف وملابس وحلويات سورية قديمة بالمعرض السوري بصنعاء

الأحد 13 سبتمبر-أيلول 2009 الساعة 08 مساءً / صنعاء- مأرب برس- بشرى العامري :
عدد القراءات 13059

لا يجد الشخص مكان للترويح عن النفس والهروب من الأزمات المتوالية عليه في رمضان سوى الأسواق الضيقة التي امتلأت بالعربيات والناس أو (المولات)- الأسواق المكتظة بالعباد والتي ترتفع درجة حرارة الجو فيها بالتساوي مع درجة ارتفاع أسعارها,ولكون الحدائق قد أغلقت أبوابها لتصوم وتحتجب عن زائريها أيضا طوال رمضان كحال الصائمين

ولذا لم أجد أمامي أنا وأسرتي إلا زيارة معرض المنتجات السورية وكانت المفاجئة بأنه لم يكن بالمعرض الذي اعتدنا على رؤيته معرضا للتسوق فقط, وإنما أيضا متنفسا جميلا نفتقده في كثير من أماكن التسوق والتنزه لدينا في رمضان, وهذا ما يشد العقل للكتابة لدى الزائر هو ما يلفت الأنظار من التحف والمقتنيات التي أشاهدها, ويسعى للتعبير عنها ومحاكاتها خلقا لأجواء نفسية مشابهة لأحاسيس الاحتياجات التي يشعر بأهميتها الكثير, كونها مما يحتاجها فعلا المواطن اليمني المغلوب على أمره - للترويح عن نفسه من كثرة الأزمات الرمضانية المتصاعدة على كاهله.

فعند دخولك لباب المعرض يستقبلك مدخل مصغر لسوق (الحميدية الدمشقي)- أشهر أسواق دمشق والشرق والعائد تاريخه التجاري إلى مئات السنين على بنائه في عهد السلطان عبد الحميد الأول عام 1780 م , والذي يقال أنه أخذ اسمه الحميدية من أيام ذلك السلطان العثماني- حيث يقابلك السوق ببضائع مختلفة من محلاته القديمة وبذات مسمياتها و بضاعتها من الملابس التاريخية القديمة والحلويات والمعجنات, وكذا دكان الحلاقة القديم .

لحظات يقطع فيها الزائر للسوق خطوات قليلة في تجواله بالسوق, فيأتيه صوت من بعيد ينادي ( بليلة بلبلوكي وبالليل سهروكي وبالنهار اكلوكي ) لينقلك إلى أجواء مسلسل باب الحارة الدرامي الذي اسر قلوب الكثير من اليمنيين والعرب بأجزائه الأربعة, حيث يلمح الزائر مشاهد عديدة لاندثار زمن الرجولة والعروبة والشهامة ,لحظة مشاهدته للباعة الموجودين على أزقة المعرض, وهم يرتدون ملابس المسلسل التي تدل على الزي السوري القديم, بينما يلمح على يسار المعرض "قهوة الحارة" بجميع ما تحتويه من عبق التاريخ المتكور في جميع المشروبات العربية والارجيلة هناك. بينما يلاحظ على اليسار منتزه جميل يعد الأهم بالنسبة للزائر, وهو عبارة عن العاب للأطفال من المطاط المنفوخ يقضى فيه الأطفال وقتا ممتعا بعد حبسهم فترة طويلة في المنزل انطلقوا إليه كوحوش كاسرة, بعد أن افرغوا لأجله ما في جعبتهم من طاقة مكبوتة طوال الفترة الماضية بانتظار العيد الذي سيفك اسر الحدائق والمنتزهات 

وعند الدخول للمعرض يلفت انتباهك التحف والمصنوعات السورية وكذلك البضاعة السورية الجيدة الصنعة والتي تدوم فترة طويلة بغض النظر عن سعرها أو (ثمنها في المعرض )

وفي حوار مع السيد مازن الحلو مدير المعرض ليحدثنا عن هذه الأجواء رد قائلا:هذا المعرض يقام للعام الثالث على التوالي ووجدنا أن الناس يقبلون عليه بشكل كبير وخصوصا لقضاء أوقات جميلة في التعرف على المأكولات السورية والحياة السورية بشكل عام, مضيفا: وهناك عروض فلكلورية وأهازيج شعبية تشد إعجاب الكثير من الزائرين وتحملهم على تكرار الزيارة لأكثر من مرة في كل عام , إضافة إلى أن الكثير ممن اخبرونا بأنهم ينتظرونا من عام لآخر أبدوا إعجابهم فيه, بالإضافة إلى التبضع من المنتجات السورية ذات الصيت المعروف والتي تنافس المنتج الصيني جودة وسعرا كما أعلن الحلو عن تخفيضات هائلة في المبيعات خلال الأيام الثلاثة الأخيرة للمعرض رغبة في أن يستطيع الجميع الشراء والاستمتاع بهذه الأجواء

كما أعلن الحلو انه سيتم العام القادم عمل المدخل كمجسم مصغر لأثار تدمر لنقل الأجواء السورية لليمن الشقيق, وباختصار, وبغض النظرعن إن هذا المكان قد يكون متواضعا ولا يتسع لمئات الآلاف من قاطني العاصمة ولكن نحن بحاجة إلى مثل هذه الأماكن والى أن تتعدد ونريد أماكن تجمع جميع أفراد الأسرة للتنزه والترويح عن النفس في رمضان عوضا عن حريق الأعصاب في هذا الشهر الفضيل وفي خضم الحرب النفسية التي يعيشها المواطن اليمني طوال النهار من بحثه المضني لاسطوانة الغاز إلى معركة حامية في استجداء بعض الماء وزحمة المواصلات. ليبدأ بعدها ثانية و بعد تناول العشاء البحث عن مكان يروح فيه عن نفسه خصوصا وانه قد قاطع جميع المسلسلات نظرا الانقطاعات الكهربائية المستمرة التي تتلف الأعصاب.