آخر الاخبار

الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية في عدد من المحافظات خلال الـ 24 ساعة القادمة حماس تعلن استعادة قوتها في كل ميادين المواجهة بغزة - قيادي بارز في حماس يتحدث عن فرصة تاريخية للقضاء الكيان الصهيوني كتائب القسام تبث مشاهد لاستهداف طائرة أباتشي.. وأبو عبيدة يوجه رسالة سخرية لـ نتنياهو إسرائيل تنتقم من علماء واكاديميي غزة .. الجيش الإسرائيلي يقتل أكثر من 100 عالم وأكاديمي القيادة المركزية الأمريكية تصدر بياناً بشأن حادثة استهداف سفينة النفط غربي الحديدة صاروخ يستهدف ناقلة نفط غربي الحديدة المليشيات تجدد تصعيدها العسكري صوب مأرب القوات الخاصة التابعة للشرعية تشارك في فعاليات تمرين الأسد المتأهب بالمملكة الأردنية بحضور دولي من بريطانيا وتركيا وعدة دول أخرى...إستكمال التحضيرات بمأرب لانطلاق المؤتمر الطبي الأول بجامعة إقليم سبأ نقابة الصحفيين تستنكر التحريض ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم وتدعو السلطة الشرعية بمأرب الى التدخل لإيقاف تلك الممارسات

أناشيد الليل اليمني بدل المسلسلات التلفزيونية

الأحد 05 يوليو-تموز 2015 الساعة 01 مساءً / مأرب برس - العربي الجديد
عدد القراءات 2498

الأناشيد الرمضانية تبدأ من شاشات التلفزة والإذاعات، لتمرّ في أعمال الفرق الفنية من جيل المنشدين الشباب، ومعهم مشايخ الطريقة الصوفية الكبار والموالد الصوفية، وتصل إلى تريم حضرموت، جنوب البلاد، ومدرسة رباط الهدار في محافظة تعز شمالاً.

حتّى مطلع رمضان العام الماضي كان الناس في صنعاء يتسابقون على تأكيد مواعيد حجز المنشدين لإحياء ليالي رمضان بالموالد النبوية والطقوس الرمضانية، فيتخلّلها الذكر والنصيحة والتوعية. وتعتبر جزءا من الموروث الشعبي عند اليمنيين.

"لكنّ الوضع تغيّر"، يقول مسؤول "جمعية المنشدين" في حديث لـ "العربي الجديد": "فالليالي باتت ممزوجة بأصوات طائرات عاصفة الحزم التي تحلّق وتحتلّ مساءاتنا".

بقيت تريم وحدها "معقل الصوفية في اليمن". المدينة الوحيدة التي استطاعت الحفاظ على تلك الأناشيد والموروثات. هناك يجتمع أبناؤها يومياً بعيداً عن أحاديث الحرب والسياسة. يتوزعون على عدد من المساجد والأماكن المتفرّقة، يشكّلون حلقات دائرية ثم ينشدون قصائدهم بأصوات مرتفعة في تناسق باذخ الجمال بين الدين والفنّ، حيث تشتعل تهليلات الصوفيين، في أجواء روحية، بأنشودة "العشق الإلهي" أو "مدح الرسول الأعظم (ص)" أو "الوحدانية" و"الملكوت الأعلى".

قبل ذلك، بل والأهمّ، تلك "التماسي" التي يؤدّيها أفواج الأطفال أحلى أداء، بترديد شعر الأمسيات الذي يتجدّد بحلول رمضان فيحلو في الشفاه والأسماع، وهو نشيد طفولة لا يؤديه إلاّ زُمَرٌ من الأطفال. يلتقون خلال الأسبوع الأول حول بيوتهم ويردّدون أدعية آبائهم كقولهم: "يا رمضان يا بو الحماحم / أدي لبي قرعة دراهم / يا رمضان يا بو المدافع / أدي لنا مخزن بضائع".

كلّ هذه الطقوس توارثتها الأجيال وانتقلت بسهولة من منطقة إلى أخرى منذ عقود. وهو ما يبدو واضحاً من تأكيد محمد بامؤمن (24 عاماً) أنّ "نكهة رمضان لا تكتمل إلا بإقامة الموالد مع أصدقائي". باعتبار ذلك التقليد محموداً وعادة جيدة، "بدلا من قضاء ليالي رمضان بمتابعة المسلسلات والقنوات الفضائية".

كان ذلك هو الحال بالنسبة إلى المدن، أما في الأرياف فينتشر في كلّ حارة ما يُسمى "المبرز" أو "المقيل"، وهو ديوان كبير يحرص أبناء الحيّ على التجمّع داخله وحضور جلساته بعد صلاة التراويح وإلى وقت السحور. فتشهد هذه المجالس فعاليات مختلفة أبرزها الذكر والشعر والإنشاد. وهناك يختلط الوجداني بالروحي، ما يجعل من رمضان "منتجعاً روحياً للصائمين".

وعندما ينتهي الأسبوع الأوّل من رمضان ينطلق الأطفال إلى بيوت الأحياء المجاورة، حيث يؤدّون أغاني التماسي أمام كلّ باب، ويبدأ أوّل الأداء بقولهم: "يا مسا وأسعد الله المسا / يا مسا جدّد الله الكسا". وهكذا تستمرّ التماسي طوال رمضان إلى ليلة العيد. ويرى اليمنيون في تكرارها ووراثتها عاملاً مساعدا على إشاعة البهجة والطرافة والخصوصية عن أيّام الشهور الأخرى.