انسحاب معظم مقاتلي المعارضة السورية من بابا عمرو في حمص

الخميس 01 مارس - آذار 2012 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - رويترز
عدد القراءات 6115
 
 

انسحب مقاتلو المعارضة السورية المرهقون من حي مدمر بمدينة حمص يوم الخميس بعد حصار استمر 26 يوما بهدف سحق معقل للاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ نحو عام ضد حكم الرئيس بشار الاسد.

وقال نشطاء سوريون ان عددا قليلا من المقاتلين بقوا في حي بابا عمرو الذي تعرض لاسابيع من القصف ونيران القناصة والحرمان لمحاولة تغطية "الانسحاب التكتيكي" لزملائهم. وبعد وقت قصير قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان السلطات السورية اعطتها في النهاية الاذن لنقل مساعدات الي بابا عمرو يوم الجمعة.

وقال أحد النشطاء "الجيش السوري الحر وكل المقاتلين الاخرين غادروا بابا عمرو.. لقد انسحبوا."

وقال احد المؤيدين البارزين للحكومة ان القوات السورية "قصمت ظهر" التمرد وان سقوط بابا عمرو يبشر بانتصار وشيك على التمرد الذي يدعمه الغرب.

وناشد بيان باسم المقاتلين اللجنة الدولية للصليب الاحمر وغيرها من المنظمات الانسانية "دخول بابا عمرو وتوفير الحاجات الانسانية لاهلنا في الحي الذين رفضوا مغادرته وأصروا على البقاء في منازلهم المدمرة بالكامل... ويبلغ عددهم حوالي 4000 شخص."

وقال البيان "نحذر النظام من أي أعمال انتقامية تطال المدنيين ونحمله المسؤولية الكاملة عن سلامة الاهالي وأي فعل طائش من هذا النظام وأزلامه سيكلف النظام غاليا."

وقال الصليب الاحمر في وقت لاحق انه تلقى "ضوء أخضر" من السلطات السورية لدخول بابا عمرو يوم الجمعة

ولم يتسن التحقق على الفور من الانباء الواردة من المدينة بسبب القيود الحكومية المشددة على عمل الصحافة في سوريا.

وقال أحد النشطاء ان الجنود السوريين بدأوا التوغل في بابا عمرو من جميع الاحياء بعد أن غادر أغلب المقاتلين وانهم يلاحقون المتبقين منهم مشيرا الى أن 17 معارضا على الاقل ذبحوا بالسكاكين بعد مطاردتهم في الحقول القريبة.

وقال نشطاء ان اطلاق رصاص متقطع سمع داخل بابا عمرو وان قصفا متفرقا اصاب احياء مجاورة. ويبدو ان المستوى العام للقتال المتبادل قد انخفض.

وتكشفت المأساة في حمص دون تعليق فوري من المسؤولين السوريين او وسائل الاعلام الحكومية لكن طالب ابراهيم المحلل السياسي السوري المقرب للحكومة قال ان العمليات العسكرية في حمص "قصمت ظهر الجماعات المسلحة".

وقال ابراهيم لقناة المنار الذي يديرها حزب الله اللبناني ان هذه العمليات بدأت مسيرة الانتصار على المؤامرة القطرية السعودية الفرنسية الامريكية والصهيونية على سوريا.

 

ولم ترد أنباء على الفور عن مصير الصحفية الفرنسية اديت بوفييه والمصور الفرنسي ووليام دانيل اللذين كانا ضمن مجموعة من الصحفيين المحاصرين في بابا عمرو.

وكان اثنان اخران هما ماري كولفن مراسلة الحروب الامريكية والمصور الفرنسي ريمي أوشليك قد قتلا هناك في قصف يوم 22 فبراير شباط الماضي. وفر اثنان اخران الى لبنان.

وقال نشطاء ان مئات المدنيين قتلوا في حمص في الشهر الماضي. والعديد من المصابين لم يتلقوا سوى اسعافات بدائية في مستشفى ميداني.

وذكر نشطاء ان الثلوج غطت مدينة حمص حيث يعاني السكان من نقص الغذاء والوقود والمياه والكهرباء وانقطاع خطوط الهاتف.

وأكد رياض الاسعد قائد الجيش الحر السوري انسحاب المقاتلين لكنه قال ان القتال ضد حكم الاسد سيستمر حتى الاطاحة بحكمه.

وقال الاسعد ومقره تركيا لقناة الجزيرة التلفزيونية ان المقاتلين نفذوا انسحابا تكتيكيا والجيش الحر غادر بابا عمرو بسبب الممارسات الوحشية للنظام ضد المدنيين.

وأصبح الاسد منعزلا بصورة كبيرة في سعيه للقضاء على المعارضة المسلحة التي تتصدر الان الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا ضد حكمه.

وقالت بريطانيا يوم الخميس انها سحبت دلبوماسييها من دمشق. واغلقت سويسرا سفارتها هناك.

لكن الاسد الذي يبلغ من العمر 46 عاما ما زال يتمتع ببعض الحلفاء.

ورفضت كل من روسيا والصين وكوبا القرار الذي وافقت عليه الاغلبية العظمى في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة والمؤلف من 47 عضوا في جنيف والذي أدان سوريا بسبب انتهاكات تصل الى حد الجرائم ضد الانسانية.

وقال مسؤول لبناني مقرب من دمشق ان حكومة الاسد عازمة على استعادة السيطرة على حمص ثالث أكبر المدن السورية.

واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "يريدون استعادتها ايا كان ما يحدث وايا كان الثمن."

وقال ان هزيمة المعارضة المسلحة في حمص لن تترك للمعارضة أي معقل رئيسي في سوريا ما يخفف الازمة على الاسد الذي مازال على ثقة في قدرته على البقاء.

وقال ايهم كامل المحلل المختص في شؤون الشرق الاوسط في مجموعة اوراسيا جروب التي تقدم المشورة في مجال المخاطرة السياسية ان سقوط بابا عمرو اذا تأكد فسوف يمثل ذلك ضربة قوية لخصوم الاسد.

واضاف ان هذا الحدث يرسل رسالة قوية للمعارضة بأن الجيش لديه القوة الكافية لفرض سيطرته ميدانيا.

وقال ان حي بابا عمرو قاعدة مهمة للمعارضة المسلحة وانه قلب عمليات نقل وتنظيم السلاح وانه كان قاعدة في سوريا تملك المعارضة السيطرة الكاملة عليها.

وتوقع كامل قيام القوات السورية بالمزيد من العمليات العسكرية ضد ما تبقى من معاقل المعارضة المسلحة لكن على مستوى اقل تركيزا.

واعربت الحكومات الغربية والعربية التي دعت الاسد بالفعل الى التنحي وانهاء العنف عن قلقها المتزايد على المدنيين الذين يعانون من اجل البقاء على قيد الحياة في حمص.

وقال كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا انه ينوي زيارة دمشق قريبا من اجل الضغط باتجاه وقف العنف وتيسير وصول المساعدات الانسانية.

واتخذت سوريا -التي منعت فاليري اموس وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية من دخول البلاد- موقفا متحفظا من دور عنان وقالت انها دعت الامم المتحدة الى تفسير الغرض من الزيارة.

وقالت وزارة الخارجية ايضا انها مستعدة لمناقشة موعد لزيارة اموس بدلا من الموعد الذي سعت اليه والذي وصفته بأنه غير ملائم.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف ان بلاده تأمل أن تسمح الحكومة السورية بدخول اموس.

وتظهر روسيا التي الى جانب الصين حمت سوريا من أجراء من جانب مجلس الامن الدولي كلاعب رئيسي في الجهود الدبلوماسية لوقف اراقة الدماء وتخفيف الازمة الانسانية التي يواجهها المدنيون المحاصرون في مناطق الصراع.

ودعت روسيا عنان لاجراء محادثات حول سوريا وقال مسؤولون كويتيون انه روسيا ستوفد وزير الخارجية سيرجي لافروف لمقابلة نظرائه بدول الخليج في الرياض الاسبوع المقبل.

وقادت المملكة العربية السعودية وقطر مطالب لتسليح قوات المعارضة السورية بعد حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته كل من روسيا والصين ضد مسودة قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن سوريا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي لقناة المنار التلفزيونية "نرى اخوتنا العرب مثلا رئيس وزراء قطر.. والاخوة في السعودية يتناغمون مع تصريحات لايمن الظواهري لدعم تسليح الحراك في سوريا." وكان الظواهري زعيم القاعدة قد حث العرب والمسلمين على دعم المعارضة المسلحة ضد نظام الاسد.

 

وقال البرلمان الكويتي الذي يهيمن عليه اسلاميون انه وافق على دعم الجيش السوري الحر وحث الحكومة الكويتية على قطع علاقاتها مع سوريا.

وتقول الامم المتحدة ان قوات الامن الموالية للاسد قتلت اكثر من 7500 مدني منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار. وقالت الحكومة السورية في ديسمبر كانون الاول ان "ارهابيين مسلحين" قتلوا أكثر من ألفين من الجيش والشرطة خلال الاضطرابات.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية