خلال لقائه مسؤولاً فرنسياً..العليمي :بدون دعم الشرعية لبسط سيطرتها على كافة التراب اليمني ستبقى المليشيات الارهابية مصدر إرهاب للداخل والخارج مواعيد مباريات يوم غداً الثلاثاء 21 - 5 - 2024 والقنوات الناقلة ماذا حدث لأسعار النفط بالأسواق العالمية؟.. إليك المستجدات الأسبوعية حج مبرور.. 6 أساسيات ضرورية في حقيبة الحجاج قبل السفر محافظ تعز “نبيل شمسان” لـ“بران برس”: نرفض أي مفاضات في ملف الأسرى والمختطفين قبل الكشف عن مصير محمد قحطان حوامة الرئيس الإيراني وفضيحتها الكبرى.. خبير عسكري يتحدث عن سيناريوهات الحادثة وطيار يكشف هذا الأمر أمنية تعز توجه تحذيراً جديداً لمليشيات الحوثي شاهد كيف تنافس مقاتلي القسام وسرايا القدس حول من يضع عبوة داخل دبابة صهيونية من مسافة صفر حملة حوثية مسلحة تدشن التنكيل بالمئات من مُلاك المتاجر وصغار الباعة نتنياهو يعلن التمرد والتحدي لقرار مدعي الجنائية الدولية
تخلق الحروب الأهلية توجهاتها المتعرجة بدون منطق مستقر ومن غير مسار، بل إنها عادة - إذا طال أمدها - تسير في منحنيات صعودا وهبوطا، إلى حين اقتناع أطرافها بأن القوة وحدها لن تتمكن من وقف المعارك أو الوصول إلى حالة من الإنهاك المادي والمعنوي، ما سيجبرها على البحث عن حلول تخرج الوضع من حال المراوحة والجمود، وإما بقدرة طرف على حسمها بحسب خياراته والنتائج المرجوة.
تشكل الحروب الأهلية الطويلة مصالح تصبح معها القيادات من كل الأطراف منشغلة بالعمل على استمرارها ليتواصل معه جني المكاسب المادية، دون التفات إلى الآثار الإنسانية المباشرة والمجتمعية التي تعصف بالنسيج الوطني على كل المستويات، ولا يمكن التنبؤ بنتائجها النهائية وفي أغلب الأحيان تنهار كافة المؤسسات ويصبح من الصعب إعادتها لممارسة نشاطها إلا بكلفة مادية باهظة لا تقوى أغلب الدول على تحملها، وهكذا تمتد حالات الصراع على استمرار النفوذ وجمع الثروة على حساب التوصل إلى تسوية تضع حدا للنزيف.
يقول تاريخ الحروب الأهلية إن الحسم العسكري لصالح المتمردين يساهم في إنجاز سلام أسرع، ولكنه لا يعني سلاما دائما، والسبب أن المتمردين يستطيعون التحكم في المواطنين في المناطق التي تخضع لهم وكذا احتواء أي تحركات ضد حكومتهم، لكنهم لا يمكن أن يحظوا بالرضا والاعتراف الكاملين داخليا وخارجيا، وفي المجمل فإن ما يترتب على توقف الحرب الأهلية يعتمد على القيادات وقدرتها على إدارة المراحل التالية لنهاياتها وكذا امتلاكها لخيال سياسي وتفكير ناضج ورؤية وطنية تمكنها من استعادة السلم الاجتماعي أولا وتثبيت المواطنة المتساوية بكافة حقوقها السياسية والمدنية، ولعل الأهم هو تأسيس النظام القضائي الذي يكفل حقوق الناس بكافة انتماءاتهم المذهبية.
إن أصعب ما يمكن تجاوزه في حالات الحروب الأهلية هو الدمار النفسي الذي يلحق بالمتضررين منها وحجم الخسائر الاقتصادية التي تلحق بالناس والمنشآت، ولا تستطيع أي دولة محدودة الموارد تدارك الأمر بالسرعة المطلوبة التي تساعدها على استعادة سيطرتها ولا تقوى على تلبية احتياجات المواطنين، وهو ما يجعل من توقف العمليات العسكرية مرحلة هي الأكثر حرجا تواجهها أي حكومة. يستدعي هذا أن يقوم المجتمع الدولي بالإسهام في عملية بناء سريعة وضخ أموال طائلة تنهض بعجلة الحياة المتوقفة مرة أخرى.
يظل وقود الحرب الأهلية في كل الأحوال هو المواطن الذي لا تعنيه مباشرة أسباب الصراع ولا يهمه إلا توقفها بما يعيد له أملا في بدء يوم جديد بعيدا عن أصوات الدمار والقتل والنزيف، ولعل ما حدث في لبنان درس يجب استيعابه، إذ إنه بعد سنوات الحرب الطويلة ورغم انتهائها منذ أمد طويل إلا أن آثارها الاقتصادية والاجتماعية والفرز الطائفي كلها شواهد ثابتة على مرارات الحرب الأهلية التي تشكل مساراتها الذاتية التي تؤدي إلى ثراء أشخاص بعينهم، بينما تعيش الغالبية في حالة اقتصادية صعبة.