الكشف عن شبكة مشتركة بين الحوثيين والمخابرات الإيرانية و" القاعدة " لاستهداف أمن المنطقة

الأربعاء 24 فبراير-شباط 2016 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - الشرق الأوسط – عرفات مدابش
عدد القراءات 2941

محافظ الجوف خلال عملية أمنية تم فيها توقيف حوالي 50 قاطرة نفط متجهة من حضرموت الى صنعاء

كشفت مصادر مطلعة لـ " الشرق الأوسط " عن وجود ارتباطات وثيقة بين تنظيم " القاعدة " والميليشيات الحوثية وقيادات عسكرية موالية للمخلوع علي عبد الله صالح ، في اليمن ، وأجهزة المخابرات الإيرانية ، وعن شبكات مشتركة لتهريب الأموال والأسلحة والمشتقات النفطية ، عبر المناطق التي يسيطر عليها تنظيم " القاعدة " وتمتد إلى مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية ، وقالت المصادر إن المئات من الشاحنات ، المحملة بالسلاح والمحروقات ، تمر ، بشكل يومي ، من منافذ التهريب على البحر العربي ، مرورا بمحافظات الوسط والمحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية .

ووصفت المصادر الخاصة الجهات التي تقوم بعمليات التهريب ، بأنها عبارة عن شبكة خلايا واسعة ، وقالت إنها " تدار بإشراف وتوجيه من المخابرات الإيرانية ، من اجل إيصال الأسلحة والمحروقات وأجهزة الاتصالات وأدوات الدعم اللوجيستي الأخرى ، إلى ذراعها في اليمن المتمثل في ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح " ، بحسب المصادر .

وقال مصدر مطلع في محافظة الجوف لـ " الشرق الأوسط " إنه و " بناءً  على معلومات دقيقة ومماثلة ، تحرك محافظة الجوف اللواء حسين العجي العواضي ، وبرفقته مدير أمن المحافظة العميد علي شطيف ووكيل الجوف للشؤون الأمنية العقيد سنان العراقي ، إلى صحراء الجوف حيث تم ضبط عشرات القاطرات المحملة بمادتي البترول والديزل ، القادمة من سواحل البحر العربي ، في طريقها إلى الميليشيات الانقلابية في المحافظات التي ما تزال تحت سيطرتها " ، وأضاف المصدر المحافظ العواضي أمر بـ " توقيف جميع الناقلات ، كعمل ضبطي لعمليات تهريب المشتقات النفطية بشكل ممنهج من جانب ، ومن جانب آخر كوسيلة لحرمان الميليشيات الانقلابية من مصدر التمويل الرئيس لحروبها ضد اليمنيين ".

وأشارت المعلومات إلى أن السلطات المحلية في محافظة الجوف ، تمكنت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ، من " ضبط حوالي 50 قاطرة تتراوح حمولتها بين 42 إلى 62 ألف لتر، تبين بعد التحقيقات أنها كانت قادمة من مناطق سيطرة تنظيم القاعدة ومناطق أخرى على البحر العربي وفي طريقها إلى مناطق سيطرة الانقلابيين الحوثيين " ، وقد عقدت اللجنة الأمنية في محافظة الجوف اجتماعا طارئا ، برئاسة المحافظ العواضي ، حيث أقرت " قطع خط إمداد الميليشيات ، وأمرت الشاحنات والصهاريج المضبوطة بالعودة من حيث أتت ، وأعطتها إنذارا بمصادرة أية كميات أخرى لصالح المحافظة " .

وقال اللواء حسين العجي العواضي ، محافظ الجوف لـ " الشرق الأوسط " إن الحرب ضد الميليشيات تدور على أكثر من صعيد ، و " إننا كنا نخوض معركة مع مافيا المحروقات ، التي أصبحت أكبر وأخطر مافيا في اليمن والتي لن نستكين في مواجهتها ، فإذا بنا نواجه شبكة متداخلة من المافيا والمهربين والأجهزة المحلية والمخابرات الإيرانية ، التي تقوم بإيصال المحروقات والسلاح عبر البحر ومن ثم استلامها من قبل مئات الشاحنات إلى صنعاء عبر طرق عديدة وسريعة ".

وأضاف محافظ الجوف أن " التحقيقات والمعلومات أثبتت أن العناصر ، المقبوض عليها ، تعمل ضمن خلايا المافيا التي تمد الميليشيات الانقلابية بالسلاح والنفط ، وهي نفس الشبكة التي تتولى تهريب الأسلحة وأجهزة الاتصالات العسكرية المتطورة " ، وكشف العواضي بأن " المعلومات الأولية تشير إلى أن تلك الخلايا تدار بإشراف وتوجيه من قبل المخابرات الإيرانية ، التي تعمل ليل نهار على إيصال الأسلحة والمحروقات وأجهزة الاتصالات إلى عصابات الميليشيات الانقلابية الموالية لإيران بهدف إطالة أمد المعركة وزيادة نزيف شلال الدم اليمني ، واستهداف أمن واستقرار الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي تشكل رأس حربة في مواجهة المشروع الفارسي امتداداته في المنطقة العربية.

وذكر اللواء العواضي أنه " بدءا من موانئ البحر العربي ، وتحديدا من مناطق سيطرة تنظيم القاعدة جنوب شرق اليمن ، وصولا إلى مناطق سيطرة الميليشيات الانقلابية في محافظات شمال غرب البلاد ، يمتد خط إمداد يزود تلك المليشيات، بالسلاح ويغذي السوق السوداء التابعة لها بالمشتقات النفطية " ، وارد ف أن " هذه الميليشيات المتطرفة ، شمالا وجنوبا ، تغذي مشاريع الموت التابعة لها على حساب المواطن البسيط ، الذي اكتوى بنيرانها ، بل لم تكتف بذلك ففتحت عليه السوق السوداء كمنفذ لاستنزافه وتركيعه ، أيضا " ، مؤكدا أن " جماعات الموت تتبادل الأدوار وتتبادل المنافع ، فتقوم الميليشيات الحوثية ، في شمال اليمن ، بعملها كبائع ومروج ، له نسبته من قيمة مشتقات النفط التي يسيطر على مصادرها تنظيم القاعدة في جنوب شرق البلاد ، على نحو يثير التساؤل عن مدى التنسيق فيما بين تلك التنظيمات الإرهابية ".

وحول أسباب إعادة الشاحنات والصهاريج من حيث أتت وعدم مصادرتها ، قال العواضي إن " الأهداف متعددة ، منها كي لا يعتقد أحد أننا نبحث عن فوائد أو موارد للمحافظة ، من خلال مصادرة هذه الكمية الهائلة من المحروقات ، كما أن ذلك يحرم العدو من الاستفادة من هذه المادة التي تضخ في شرايين اقتصاده الموازي وتساعده في تحريك آلياته العسكرية لقتل أبناء الشعب اليمني ، وبقدر ذلك فهو يعطي صدى ومصداقية اكبر للتنبه من قبل كل الجهات في المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية وتمر تلك الناقلات عبر الطرق الموجودة فيها دون مساءلة ، وكذا لفت نظرها إلى خطورة الأمر وتبعاته ، وهي رسالة عالية الصوت تدعوها إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها ".

وتؤكد المصادر المحلية ، في جنوب شرق اليمن ، بأن العناصر المتشددة ، التي تنتمي لتنظيم " القاعدة " ، الذي يسيطر على سواحل محافظة حضرموت ، كبرى المحافظات اليمنية من حيث المساحة ، وكذا مساحات ومناطق واسعة من محافظتي شبوة وأبين ، يعمل على تمويل أنشطته عبر بيع النفط المستخرج من تلك المحافظات النفطية ، وكذا عبر عملية الاتجار به .

غير أن المعلومات تشير إلى علاقات وثيقة " القاعدة " بعناصر الميليشيات الحوثية في المناطق الشمالية ، والتي أبرزها أن خطوط النقل والتواصل والاتصال مفتوحة بين الطرفين ، رغم ظروف الحرب ، حيث تمر القيادات الحوثية والقيادات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح وعائلاتهم ، عبر مناطق سيطرة القاعدة والمناطق المجاورة لها إلى بعض دول الجوار بشكل سلسل .

كما تؤكد عملية كشف وضبط التعامل بين " القاعدة " والحوثيين ، حقيقة ارتباط " القاعدة " ، في حضرموت وجنوب اليمن عموما ، بالمخلوع صالح ، إضافة إلى التأكيدات السابقة حول تسليم القوات الموالية له لمحافظة حضرموت للمتشددين بدون طلقة رصاصة واحدة ، وخلال اليومين الماضيين ، أكد ضباط يمنيون ، كانوا في زيارة لحضرموت ، لـ " الشرق الأوسط " ، أن من يدير الأمور في عاصمة المحافظة مدينة المكلا ، إلى جانب عناصر " القاعدة " ، زملاء لهم هم عبارة عن قيادات أمنية وضباط في جهاز الأمن القومي ، الذي يوالي ابن شقيق المخلوع ، العميد عمار محمد عبد الله صالح .

وكانت قوات التحالف بدأت قبل أسابيع ، في ملاحقة عمليات تهريب محتملة للأسلحة والمشتقات النفطية ، عبر طائرات الاباتشي ، في سواحل حضرموت وشبوة ، وأصدرت تحذيرات لسفن شحن كانت ترسوا في موانئ رسمية وغير رسمية المحافظتين .

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي كشفت قيادات إيرانية عن توجه لدى حكام طهران في المشاركة في الحرب في اليمن ، بواسطة دعم روسي ، في حين وثقت الحكومة اليمنية الشرعية لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، طبيعة التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية وتورط طهران في دعم وتغذية الميليشيات الحوثية للقيام بانقلابها ضد الشرعية .

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن